د.داليا مجدى عبد الغنى تكتب: النصر الزائف

الخميس، 21 أبريل 2016 08:04 م
د.داليا مجدى عبد الغنى تكتب: النصر الزائف طموح أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

د.داليا مجدى عبد الغنى

من المشاكل النفسية التى تواجه أغلب البشر هى "العناد"، فأغلب الناس يأبون على كرامتهم أن يُهزموا فى أى أمر يدخلون فيه مهما كانت بساطته، ويكونوا على أتم الاستعداد لفعل أى شيء من أجل تحقيق النصر فى النهاية، حتى لو كلفهم هذا الكثير، والغريب أنه كلما كان هدفهم شديد التفاهة، كلما كانت الخسائر التى وقعوا فيها فادحة. والأحرى بالإنسان ألا يبذل الجهد الكبير فى تحقيق انتصار قليل الأهمية، لأن الوقت والجهد والمال، وغيرهم الكثير المبذولين من أجل العناد مع الآخرين وإثبات الذات أمامهم كبير جدًا، ومن ينتهج هذا النهج ويسلك هذا السلوك فى حياته، فمما لا شك فيه أنه فى النهاية سوف يرجع يخفى حُنين وقصة هذا المثل، لهى أكبر دليل على أن العناد من أجل التوافه يصل بصاحبه إلى نهاية أقل ما يُقال عنها أنها خسارة فادحة.

فـ "حُنين" هذا كان إسكافيًا من أهل الحيرة، فأراد أعرابى أن يشترى منه خفين أى "حذاءين" وساومه، واختلفا، حتى غضب "حُنين"، فأراد أن يغيظ الأعرابى، فلما ارتحل الأعرابى أخذ "حُنين" أحد خفيه، وطرحه فى الطريق، ثم ألقى الآخر فى موضع آخر، فلما مر الأعرابى أخذ بأحدهما وقال: "ما أشبه هذا الخف بخف "حُنين" ! ولو كان معه الآخر لأخذته" ومضى. فلما انتهى إلى الآخر، ندم على تركه الأول، وقد كمن له "حُنين" يراقبه، فلما رجع الأعرابى ليأخذ الأول، سرق حُنين راحلته، وما عليها، وذهب بها. وأقبل الأعرابى، وليس معه إلا الخفان، فقال له قومه: "ماذا جئت به من سفرك ؟ " فقال: "جئتكم بخفى حُنين"، أى أنه خسر راحلته وبضاعته من أجل الحصول على حذاء، وهذا يرجع إلى العناد، والرغبة فى النصر المزيف، والعاقل هو من لا يخسر كل شىء من أجل شىء بلا قيمة، لأن هذا هو "النصر الزائف".








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة