كرم جبر

مصر دائماً هى حائط الصد

السبت، 16 أبريل 2016 11:29 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
9 إبريل 2003 سقوط بغداد، وأحد الجنود الأمريكيين يلف رأس التمثال البرونزى لصدام حسين المواجه لفندق الشيراتون بعلم أمريكا، ويربط رقبته بسلسلة حديدية تسحبها إحدى الدبابات، فيهوى التمثال على الأرض، والعراقيون يصيحون «الله أكبر» ويضربونه بالأحذية، وبوش الابن وبقية مساعديه يشربون نخب الانتصار فى البيت الأبيض، ومنذ ذلك اليوم انفتحت بوابة جهنم على المنطقة، بسبب صدام وجنونه وأطماعه الزائفة، حين غزا الكويت، ففقد الكويت والعراق معًا، وكانت نهايته فى حفرة مظلمة تحت الأرض، سيق بعدها إلى حبل الإعدام فجر عيد الأضحى، ولفّ حراسه الشيعة حبل المشنقة حول رقبته، وهم يسبونه ويلعنونه لحظة الموت، فى مشهد همجى أثار الأحزان. سقطت بغداد، وبدأت أمريكا على الفور استحضار الفوضى الخلاقة، بتفجير الصراعات الدينية الملتهبة أساسًا بين السنة والشيعة، عقابًا للمسلمين الذين تجرأوا على الوحش المسعور فى 11 سبتمبر، وفجروا برجى التجارة، وكادوا أن يضيعوا أمريكا فجاءت إليهم بجيوشها، وبدأت بالعراق، بأكذوبة أن الفوضى الخلاقة ستلد ديمقراطية تهب نسائمها على بلدان الربيع العربى، فكانت نارًا وسعيرًا فى سوريا واليمن وليبيا وتونس، وأفلتت مصر من المصيدة.
أمريكا غزت العراق، ودمرت حضارته، وقتلت شعبه، مستخدمة ترسانة من الأكاذيب، مرة باتهام صدام بأنه خطط لأحداث 11 سبتمبر فى اجتماعات كان يعقدها مع أعضاء من تنظيم القاعدة فى البصرة، واتضح أنها معلومات سربها لهم جاسوس أمريكا أحمد الجبلى الذى كانت تقوم بتربيته لخلافة صدام، ومرة بأكذوبة امتلاك صدام أسلحة نووية وكيماوية، وثبت بعد الاجتياح أنه لا يمتلك شيئًا، واعترف بوش الابن ببجاحة بأنه لو حتى كان يعلم ذلك قبل الحرب لقام أيضًا بغزو العراق.

التاريخ يعيد نفسه بنفس السيناريو والحوار مع اختلاف الأشخاص، ففى 10 فبراير 1258 سقطت بغداد، وكأننا نسترجع فيلمًا سينمائيًا بطريقة الفلاش باك.. هولاكو خان، إمبراطور التتار، يدك أبواب العاصمة بغداد، وخليفة العباسيين المستنصر بالله يلهو مع جاريته وملذاته، وحين لجأ لمشورة وزيره الشيعى ابن العلقمى نصحه بأن يوافق على شروط هولاكو، وهى أن يذهب إليه الخليفة فى خيمته للتفاوض، ومعه كبار رجال الدولة والعلماء والفقهاء والأمراء والأعيان، فلما ذهبوا لم يسمح الحراس إلا بدخول الخليفة وعدد قليل وأخذوا باقى الوفد، وقطعوا رقابهم على مسمع منه.

وتكتمل المأساة المروعة بتقييد الخليفة بالسلاسل، والذهاب به فى قفص حديدى إلى بغداد، كى يدل التتار على كنوز المدينة وأماكن الذهب والفضة والتحف الثمينة، ثم ذبحوا اثنين من أولاده أمام عينيه، الابن الأكبر أحمد أبوالعباس، والأوسط عبدالرحمن أبوالفضائل، وأُسر الثالث مبارك أبوالمناقب مع أخوات الخليفة الثلاث، فاطمة وخديجة ومريم.

الشيعة كانوا ومازالوا وبالًا على العراق منذ ظهورهم، والجبلى الذى صنع لبوش أكذوبة تنظيم القاعدة لغزو العراق، هو نفسه ابن العلقمى الذى نصح المستنصر بالله بأن يذهب إلى هولاكو فى خيمته، فلقى نهايته المأساوية، وبغداد التى حرق التتار بها بيت الحكمة، أعظم مكتبة فى التاريخ، وألقوا بكنوزها فى نهرى دجلة والفرات، هى نفسها بغداد التى اجتاحها بوش الابن، وترك جنوده جحافل الغوغاء يقتحمون قصورها، ومن الأشياء التى تعرضت إلى النهب والسلب وتركت جروحًا عميقة فى ذاكرة العراقيين وجميع العالم سرقة 170 ألف قطعة أثرية من المتحف الوطنى العراقى، وكانت بعض هذه القطع من الضخامة فى الحجم ما يستحيل سرقته من قبل أفراد عاديين، وبرزت شكوك على أن تكون هذه السرقة بالذات منظمة.

تحطم التتار وانقشعوا من على وجه الأرض على صخرة مصر وجنودها، خير أجناد الأرض، وأبادهم سيف الدين قطز فى عين جالوت، وانحسرت فوضى أمريكا الخلاقة على أبواب مصر، واسترد الشعب والجيش وطنهما من أنياب الإخوان الذين مارسوا نفس مؤامرات الشيعة فى العراق.
ماذا أريد أن أقول؟

الحاضر هو ابن الماضى، والمستقبل طفل الاثنين، لكن العرب لا يقرأون، واذا قرأوا لايفهمون، وإذا فهموا لا يتعظون.. خلينا فى بلدنا.. مصر هى دائمًا حائط الصد.. وخلوا بالكم من بلدكم.. مصر.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة