ما إن أعلنت الداخلية عن العثور على متعلقات الإيطالى القتيل جوليو ريجينى فى بيت شقيقة أحد أعضاء عصابة إجرامية، قتلوا فى مواجهات مع الشرطة بالقاهرة الجديدة، حتى توالت ردود الفعل المشككة من اللجان الإلكترونية، ومن أراجوزات السى آى إيه الهاربين خارج مصر، الذين يريدون ويعملون من خلال نشر الشائعات على بقاء الأزمة قائمة ومشتعلة بين مصر وإيطاليا.
من ناحية ثانية تلقفت المعارضة الإيطالية الخبر، وبدأت حملة من الكيد السياسى لرئيس الوزراء الإيطالى ماتيو رينزى، باتهامه بتغليب المصالح الاقتصادية على كشف حقيقة وفاة الإيطالى ريجينى، كما بدأت الصحف المحسوبة على المعارضة فى نشر تصريحات لأسرة ريجينى، واستخدامهم فى معاركهم السياسية، بتقديمهم على أنهم يرفضون الدليل الذى أعلنت عنه الشرطة المصرية
نحن إذن أمام موقفين شديدى الانتهازية والوضاعة، يستخدمان أى معلومة أو دليل حول مقتل ريجينى، لتحويلها لأداة فى مسلسل الكيد السياسى والخصومة مع المؤسسات التنفيذية المصرية أو مع رئاسة الوزراء الإيطالية، فاللجان الإلكترونية ومشاهير الموالين للأجهزة الغربية الناشطين على فيس بوك، ينصبون أنفسهم بالقوة محققين سريين وقضاة ويصدرون أحكاما تافهة لتستخدمها وسائل إعلام هى نوافذ استخباراتية دولية.
وانظروا مثلا بمن تستشهد بى بى سى البريطانية، فى سياق تقرير موجه وشديد التسييس؟ بوائل غنيم ورباب المهدى، الأول تعرفون تاريخه ومسار عمله وأدواره فى 2011 وما بعدها، وتستشهد ببوست له يقول فيه: «رواية الشرطة المصرية دمها خفيف، بعد أن قتلوه وعذبوه، احتفظوا بجواز سفره وهويته كتذكار»، أما رباب المهدى التى تقدمها بى بى سى باعتبارها صديقة لريجينى، فتقول للإذاعة البريطانية: «أنا حزينة لمقتل أربعة أشخاص بذريعة قتلهم لريجينى»
مسخرة دولية تدمع لها العيون من الضحك، ولا تثير إلا السخرية، فجأة تحول وائل غنيم بطل موقعة صربيا إلى مصدر اتهام للشرطة المصرية، تستخدمه بى بى سى لبناء موقف سياسى موجه، كما تحولت رباب المهدى إلى قاضية، أصدرت حكمها على عصابة القاهرة الجديدة بالبراءة، وحكمت بالإعدام على الشرطة المصرية، فماذا تدرس هذه السيدة لطلابها فى الجامعة؟ وماذا تعرف عن المنهج العلمى والموضوعية؟ وماذا لو سألها أحد طلابها عن السبب الذى يدفعها لبيع كل ما تعلمته عن المنهج والموضوعية فى ساحة الولاء السياسى والكراهية العمياء؟
المفاجأة أن الشرطة المصرية لم تصدر بيانا حتى الآن، باعتبار أن عصابة خطف الأجانب هى المسؤولة عن مقتل ريجينى، هى أعلنت عن العثور على متعلقاته فى شقة شقيقة أحد المتهمين، الذين قتلوا فى المواجهة مع الشرطة، وقالت: إن التحقيقات مستمرة، وجدنا خيطا نمشى وراءه، كما أن النيابة العامة المسؤولة عن التحقيق فى القضية لم تتسلم بعد حتى كتابة هذه الكلمات، التفاصيل الجديدة فى القضية، ورئيس المحققين الإيطاليين بدوره أعلن أن التحقيق فى القضية مستمر بعد الأدلة الجديدة التى عثرت عليها الشرطة، فلماذا هذا التسرع فى إصدار الأحكام عن جهل أو بناء على شائعات؟!
الذين فشلوا من الخارج والداخل فى تحويل ريجينى إلى خالد سعيد جديد مع الحصول على نفس النتائج، لن يتوقفوا عن الشائعات، والكيد السياسى والفجر فى الخصومة، لكن الزمن وحده كفيل بهم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة