لؤى على

أنا وفضيلة شيخ الأزهر

الأربعاء، 23 مارس 2016 10:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كتب عدد من الكتاب عدة مقالات أشادوا خلالها بزيارة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف إلى ألمانيا وإلقائه خطابًا مهمًا بالبوندستاج البرلمان الألمانى لكنى فضلت أن أكتب مقالاً من زاوية أخرى عن هذا الإمام رقم 48 فى تاريخ مشيخة الأزهر الشريف الذى سيذكره التاريخ كما ذكر غيره من العظماء، فضلت أن أكتب عن الجانب الإنسانى لشيخ الأزهر الذى كنت شاهدًا عليه بحكم عملى كمحرر بمؤسسة اليوم السابع ومندوبها لمشيخة الأزهر الشريف.

فى يوم ما خرج الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب من مكتبه بعد لقاءات مكثفة لتوحيد الصف بين القوى السياسة فى أعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير وكنت أقف فى الطرقة التى سيمر من خلالها الشيخ ليستقل الأسانسير الخاص به ومن ثم ركوب سيارته إذ توقف فجأة ونادى على الحرس معنفهم حينها طالبا منهم أن يفتحوا الأبواب المغلقة التى تؤدى إلى مكتبه قائلاً لهم: "لا تمنعوا الناس عنى فمن أنا حتى تمنعوهم عنى ادخلوا كل من يريد أن يقابلنى وكل من كانت له مظلمة".

هذه أحد مواقف شيخ الأزهر الذى لا أنساها وأتذكرها دومًا له بخلاف المواقف العديدة رغم مشغولياته الجسيمة إلا أنه رجل مجامل "صاحب واجب" فلا أنسى يوم أن توفيت والدتى رحمة الله عليها وعلم فطلب من مكتبه إجراء اتصال بوالدى الذى كان يعمل حينها مستشارًا لرئيس جامعة الأزهر ليقدم واجب العزاء وكنت حينها لا أدرى بمن حولى نظرًا للمصيبة التى ألمت بنا وسأل فضيلته على ليقدم واجب العزاء لكنى لم أشرف بالمكالمة نظرًا لحالتى حينها إلا أنه عندما رآني فى المشيخة بعدها بأسابيع قدم لى العزاء وسألني عن أى طلب يقدمه لى فشكرته حينها وكان أيضًا موقفًا لا أنساه.

شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب رجل هادئ له من اسمه نصيب لكنه أيضًا يثور دفاعًا عن دينه وعن أزهره وقد نالنى نصيب من الاثنين فى موقف واحد أيضًا كنت قد رجعت من أداء العمرة فى عام 2011 وتوجهت إلى المشيخة للسلام على فضيلته ولكنى فوجئت بخروج قسيس من مكتبه وغلبتنى فى تلك اللحظة مهنتى ولم أكمل طريقى إلى فضيلته واستدرت للحاق بالقسيس الذى علمت منه أنه القس فلوباتير وسألته ماذا كنت تفعل عند فضيلة الإمام فقال لى أنه أكد لنا أنه لا يجوز إسلام القاصرات وكانت حينها هناك أزمة باختفاء طفلة مسيحية فى محافظة المنيا يقال إنها أسلمت وكان الرأى العام منشغل حينها بتلك القصة فعلى الفور أخذت منه التصريحات ونشرت خبرًا حينها أغضب فضيلة شيخ الأزهر منى غضبًا شديدًا لدرجة أنى سمعت أنه أصدر تعليماته بعدم دخولى المشيخة مرة أخرى وفوجئت أنه أجرى اتصالا بوالدى نظرًا للعلاقة الطيبة التى بينهما يشكونى عنده وبعد أيام قليلة تلقيت اتصالاً هاتفيًا من الوالد متعه الله بالصحة يطالبنى بالحضور فورًا لمشيخة الأزهر وبالفعل ذهبت ووجدته فى مكتب شيخ الأزهر ودخلت وعلمت أن والدى يريدنى أن اعتذر لفضيلته وكان بداخلى صراع هل اعتذر أم انصرف ويكون الأمر فى إحراج لوالدى الصراع ظل بداخلى للحظات انتهى فى النهاية إلى أننى أحب هذا الرجل واحترمه ولا أخجل من التصريح بذلك ووقفت حتى خرج فضيلته من الخلوة التى يصلى بها وحتى رآنى إذ ثار على واحتد وقال "كده تعمل فى عمك كده تحط كلام القسيس على لسانى من غير ما تعرف ايه اللى حصل" لن أخوض فى كيفية مخادعة فلوباتير لى وهل أنا مخطئ أم على صواب أردت فقط أن أبين أن الرجل له من اسمه نصيب وهى الطيبة فبالرغم من ثورته إلا أن طيبته غلبته عندما قال "كده تعمل فى عمك كده" وهى الجملة التى جعلتنى أبادر بتقبيل كتفه ويده كنوع من الاحترام والتبجيل والاعتذار دون التفكير هل أنا مخطئ أم على صواب أو أى أمر آخر فقد نالنى نصيب من ثورة الشيخ وطيبته.

هذا جزء بسيط جدًا من تعامل هذا الرجل مع غيره الطيبة والتسامح أمران ملازمان له جزء من تكوينه الشخصى هذا شيخ الأزهر متعه الله بالصحة والعافية.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة