لا ديمقراطية دون تعددية ولا تعددية دون أحزاب ولا أحزاب بلا معارضة.
فى أى نظام حكم يتصف بالديمقراطية لابد أن يكون هناك حزب حاكم حائزا على الأغلبية البرلمانية وإلى جواره أحزاب أخرى فى موقع المعارضة لهذا الحزب الحاكم.
فالمعارضة هى جزء من أى نظام سياسى، كما أن الدستور قد أقر بالتعددية الحزبية أى بوجود المعارضة السياسية، فهل لدينا بالفعل معارضة حقيقية تلعب دور البديل السياسى عند اللزوم أى عند حصولها على تلك الأغلبية البرلمانية حتى تكون بديلاً للحزب الحاكم الذى كان الذى لم يحصل على هذه الأغلبية؟
لا شك ولا أحد يستطيع أن يزعم أن هناك بالفعل معارضة منظمة داخل البرلمان سواء كانت حزبا أو ائتلافا حزبيا بالمعنى السياسى للمعارضة ذلك لأن الحياة الحزبية حياة شكلية ديكورية ورقية وذلك لأن الحزب والحزبية يعتمد فى المقام الأول على البرنامج الحزبى الذى يتم تسويقة للجماهير حتى يكون للحزب كوادره وجماهيره التى تستطيع أن تجعل الحزب ذات توجد حزبى وسياسى يقود المعارك الانتخابية ويحصل على الأغلبية ويظل معارضا.
كما أن الحزب الحائز على أكثر المقاعد عددا لا يمثل أغلبية نسبية لعدد مقاعد البرلمان، ولذا لا يوجد ما يسمى بالحزب الحاكم قياسا بالحزب الوطنى، ولكن وجدنا هذا الائتلاف المصنوع والمصنع المسمى بائتلاف دعم مصر هو الذى يقوم بدور حزب الأغلبية على ضوء واقع برلمانى يقول إن الجميع تقريبا يلعب ذات الدور المؤيد سواء كانوا أحزابا أو أفرادا مستقلين وذلك لغياب الرؤية لسياسية وضعف البرامج الحزبية والترشح على أسس قبلية وعرقية وطائفية، هنا غاب المؤيد والمعارض بالمقياس السياسى والعلمى وعليه غاب عمليا البديل.
والبديل هنا لا يعنى بديلا للحاكم أو للنظام ولكن بديلا سياسيا للسياسة المعلنة والمطبقة على أرض الواقع للنظام والحكومة، كما أن غياب ثقافة المعارضة مع وجود إعلام التطبيل بحق وبغير حق جعل المناخ العام لا يقبل هذه المعارضة بل هناك من يعتبر أن الرأى الآخر والمعارض ضد الوطن والوطنية، الشىء الذى يشوه المناخ ويسىء للنظام ويظلم الديمقراطية. فحرية الرأى وحق التعبير حق دستورى بل هى فى صالح النظام شكلا وموضوعا طالما لا يخالف القانون.
هنا وجدنا من يخرج علينا طارحا ما يسمى بالبديل ولأن صباحى كان منافسا أنتخابيا للسيسى ففهم الموقف على أساس أن المطروح هو بديل للسيسى، وهذا بلا شك غير وارد بالنسبة للجماهير حتى الآن التى لا زالت تثق فى وطنية السيسى وإخلاصة وأمنياته التى يريد أن يحققها بمساعدة الجميع.
ولكن ما هى آلية طرح حمدين؟ نحن لسنا فى مناخ ثورة أى أن العمل السياسى والبديل السياسى لا ولن يكون بعيدا عن الآليات السياسية التى حددها القانون وهى الأحزاب.
فهل البديل فى تفعيل هذه الأحزاب ودخولها الانتخابات وحصولها على أغلبية تمكنها من أن تكون بديل الحكومة؟ إذا كان هذا فهو حق للجميع بل متاح للجميع، وإذا كان الأمر كذلك لماذا لم تخض الأحزاب الانتخابات؟ ولماذا لم تفز حتى بالأقلية؟ وهل يمكن أن يكون البديل فى المحليات المقبلة تمهيدا لحياة حزبية حقيقية أم هناك مسارات أخرى غير ذلك ؟ المعارضة حق والتأييد حق ومصر لكل المصريين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة