تامر عبدالمنعم

ارفعوا أيديكم عن الزند

الأحد، 13 مارس 2016 12:54 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كلنا شاهدنا مقطع المستشار الزند مع الإعلامى حمدى رزق بقناة صدى البلد، الذى أحدث حالة هياج لدى البعض وصلت إلى إقامة الحد على الرجل بسبب زلة لسان هو نفسه تداركها فى الحال، وقام بالاستغفار على مسمع ومرأى من الجميع.

العجيب فى الأمر والذى دفعنى لمشاهدة الفيديو أكثر من مرة، أن المستشار الزند حين نطق بزلة اللسان إياها قال بالحرف: [اسجن نبى ( دون الألف واللام) فيما يعنى لغويا عدم التعريف وبعدها مباشرة صلى وسلم على أطهر المخلوقات لكونه خشى أن يفهم البعض أن ما كان يقصده هو النبى الكريم وليس أى نبى آخر - وهو أيضاً أمر غير مقبول - ومن ثم استغفر ربه الغفور الرحيم اعترافاً منه أنه قد وقع فى الغلط].

ولم يكتف الزند بهذا بل خرج فى اليوم التالى على أكثر من شاشة وأكثر من برنامج لتبرير الموقف، والتأكيد على أن ما حدث لا يخرج عن طور زلة اللسان التى قد تصيب أياً من البشر.

الغرض من إعادتى للواقعة هو التأكيد على أن الزند لم يقصد النبى الكريم إطلاقا، ولكن استعارته المكنية والمبالغة التى تفوه بها كان القصد منها بلورة معنى أنه لا كبير على القانون فى عهده، أستطيع أن أجزم أن كل من شاهد الفيديو الخاص بالواقعة مقتنع اقتناعا كاملا بيقين صادق غير قابل للشك أن الزند لم يكن يقصد نبى الرحمة بتصريحه ولكن.. ولكن نحن أصبحنا نتصيد لبَعضُنَا البعض الأخطاء وأصبحنا الحكم والجلاد وأصبحنا نزايد وننتقم ونوجه الاتهامات دون رحمة.

لقد أصبح النسيان سمة من سمات العصر!! زلة لسان وتعبير مجازى غير مقصود أنساهم ما قدمه الرجل من مواقف نبيلة وشجاعة فى عهد الإخوان الأسود، الذى حكمنا لمدة عام، وكاد أن يعود بِنَا إلى عصر الظلمات.. لقد نسوا تاريخ الزند فى الحفاظ على استقلالية القضاء ومعاركه الوطنية الطويلة بسبب زلة لسان (اعتذر عنها فى الحال).

هل أصبحنا فى غابة من التصيّد لكل خطأ وأى خطأ!؟ هل يحرك أصحاب المصالح وتصفية الحسابات الرأى العام والغالبية لا تشعر بل تنساق خلف القطيع دون تحرى الدقة!؟ لماذا لم يتوقف أيا من مهاجمى الزند عند اعتذاره الوقتى واستغفاره وتوضيح ما كان يقصد!؟ لماذا الآن؟! ومَن هو المستفيد الاول مِن إقصاء الزند!؟

هل يهاجم الزند فقط لكونه وزيرا!؟ ربما لأننى لم أقرأ هجوماً عليه سواء بالصحافة أو بشبكات التواصل الاجتماعى قبل أن يكون وزيرا سوى من الإخوان!! ولكن بعدما أصبح وزيرا تبدل الحال وكأن لعنة المنصب قد أصابته.

ارفعوا أيديكم عن الرجل خاصة أنها خطأ دون قصد واعتذر وتذكروا حسناته ومواقفه الشجاعة، حتى لا تندمون وتترحمون على أيامه بعد إقصائه كما حدث مع كثيرين غيره وَزعتُم عليهم لعناتكم وعدتم بعد فترة قصيرة تترحمون على أيامهم ..

أخيراً وليس آخر: أنهم مجموعة بعينها دائمة التحريض ومتمرسة فى تشكيل جبهات من الرأى العام (المفتعل) من أجل خدمة مصالحهم فقط وتصفية الحسابات وهدم القامات.











مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة