كرم جبر

إيران و«رعد الشمال».. إنذار من «حفر الباطن»!

السبت، 12 مارس 2016 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اتسمت ردود الأفعال الإيرانية على مناورات «رعد الشمال» فى «حفر الباطن» بالبلطجة والاستفزاز وانفلات الأعصاب، وبلغ الارتباك ذروته بإعلان إيران عن قيامها بثلاث مناورات بحرية فى وقت واحد، الأولى مع الهند لأنها «لن تسمح بزعزعة الأمن فى هذه المنطقة الحيوية فى المحيط الهندى».. والثانية مع روسيا فى بحر قزوين لاستعراض قدرات قواتها البحرية، أما المناورة الثالثة الأهم والأخطر فكانت فى مضيق هرمز وبحر عمان وخليج عدن، وزعمت أن ما تقوم به رسالة سلام وصداقة لدول المنطقة!

إيران انفلت عيارها وتورمت أطماعها بعد رحيل صدام، وتغلغل نفوذها فى العراق، فهو الذى يجيد التعامل معها، وكسر شوكتها وقمع نفوذها وأدخلها القمقم، ولولا خطيئته الكبرى بغزو الكويت، التى كانت بداية الخراب والدمار، ما استشرى النفوذ الإيرانى ولا ركبهم غرور القوة الزائفة، ولا كان فى استطاعتهم أن يلعبوا دور الشرطى القذر فى المنطقة، والحسنة الوحيدة التى نذكرها له، أنه كان الفتوة الذى يخيف إيران وتعمل له ألف حساب، وظل يقلم أظافرهم ويستنزف قواهم على مدى أكثر من ثمانى سنوات.

إيران تريد أن تعيد تمثيل دور البلطجى الجامح فى منطقة الخليج، وأكثر ما يزعجها فى مناورات «رعد الشمال»، هو قدرة السعودية على إدارة أحد أكبر التمارين العسكرية فى العالم، وحشد 20 دولة عربية وإسلامية فى ميدان حفر الباطن، ورغم إعلان المملكة أن المناورات ليست موجهة ضد إيران، وإنما التدريب على أساليب مكافحة الإرهاب وضرب التنظيمات الإرهابية، فإن طهران اعتبرت «رعد الشمال» موجهة ضدها، وأن السعودية أرادت أن ترسل لها رسالة بأنها قادرة على تشكيل قوة عسكرية عربية وإسلامية كبيرة، استعرضت قوتها فى المناورة، بمشاركة 350 ألف جندى، و2500 طائرة و20 ألف دبابة ومئات السفن الحربية.

صحيفة «سياسة روز» الإيرانية المقربة من الحرس الثورى، قالت، إن السعودية تريد إرسال رسالة للعالم بأنها قادرة على وقف الدور الإيرانى فى المنطقة، لصالح المشروع السعودى، لتثبث قدرتها على حشد الدول العربية والإسلامية تحت قيادتها.. والحقيقة أن ما ذكرته الصحيفة الإيرانية صحيح، وفوق ذلك فأهم مدلولات المناورة أنها حملت الطمأنية لدول الخليج، بقدراتها الذاتية على مواجهة المخاطر، والتعاون العسكرى مع الدول الشقيقة والصديقة لتشكيل قوة ردع، تستطيع أن تشكل حائط صد قويا، يقف حجرا فى وجه المطامع الإيرانية.

إذن.. ثبتت الرؤية بالأدلة القاطعة، وهى أن إيران تريد توسيع دائرة النيران، وإشعال منطقة الخليج وجرجرة منطقة الشرق الأوسط إلى مستنقع جديد، يضاف إلى مستنقعات الصراع الدموية الساخنة، التى تعانى من فوضى الجماعات الإرهابية، التى استباحت الدول واستنزفت الشعوب، وفتحت الأبواب على مصاريعها لشتى أنواع التدخل الأجنبى، ووقفت إيران تستدفئ بالنيران التى تأتى على الأخضر واليابس، وكانت المستفيد الأول من الحروب والصراعات.

مناورات «رعد الشمال» حتى لو كان عنوانها أنها ليست ضد إيران، ولكن مضمونها إنذار من حفر الباطن لإيران، بأن أمن دول الخليج خط أحمر، وأن أحلامها بمد سجادة النيران إليها، بمثابة أحلام شيطانية لن ترى النور على أرض الواقع، وأن هذه الدول باستطاعتها أن تعظم المنظومة العسكرية التى تحمى دولها وشعوبها.. إنذار فحواه «لقد فاض بنا الكيل!».








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة