كل المؤسسات ابتليت بأمثال النافى الرسمى للحقائق
هل تصدق أن الدكتور الحسين عبدالبصير، مدير منطقة آثار الأهرامات، مازال يجلس فى مكتبه، ويمارس عمله القاصر على نفى الأخبار التى تكتب عن منطقة الأهرامات، يعنى لو نشرت إحدى الصحف خبرا عن أن منطقة الأهرامات تحولت إلى مرتع للبلطجية، وأن هناك تشويها لآثارنا من جانب كل الزائرين فسنجد الدكتور عبدالبصير يخرج علينا بنفى ما هو حقيقى، مستخدما عبارات «كلام عار من الصحة»، أو «ليس صحيحا» أو «كلام كذب هدفه ضرب السياحة»، وغيرها من عبارات النفى لأشياء حقيقية بنسبة 100% ومصورة بالصوت والصورة، لدرجة أنه لم يفكر فى أن يفتح تحقيقا للتحقق من أى واقعة، وهو ما ورط عبدالبصير فى أن يقوم بالنفى فى جريمة بيع أحجار الأهرامات من خلال مافيا الآثار، فمدير منطقة آثار الأهرامات لا يؤمن إلا بما يقول، وهو ما يجعلنى أراهن على أننا لوسألنا الأخ الحسين عبدالبصير عن وجود مافيا لسرقة أحجار الأهرامات فإنه سينفى، بالرغم من أن شرطة السياحة والآثار قد ألقت القبض على التشكيل العصابى، وتم حبسهم أربعة أيام على ذمة التحقيق، لأن عبدالبصير يرفع شعار «النفى من أجل النفى» فى دولته.
والحقيقة أن كل مؤسسات الدولة فى مصر ابتليت منذ سنوات طويلة بأمثال الأخ عبدالبصير، والنتيجة هو ضياع الحقيقة فى أى كارثة تحدث فى مصر، فالكل يستخدم نفس شعار عبدالبصير، وهو «النفى من أجل النفى»، لهذا فإن الحقيقة تضيع، ومعها تنهار كل المؤسسات الحكومية، والسبب نظرية الدكتور عبدالبصير التى أصبحت شعارا للهروب من تحمل المسؤولية، وأعتقد أن الوحيد الذى أعلن تحمله مسؤولية كارثة وقعت فى مصر هو الزعيم الراحل جمال عبدالناصر الذى قال بالفم المليان، إنه يتحمل مسؤولية هزيمة 67، وحتى لا يسخر أى قارئ منى عندما يقول وهل ستساوى بين نكسة يونيو وسرقة عدد قليل من أحجار الأهرامات، فإننا أقول له إن ما حدث وما يحدث الآن للمنطقة الأثرية بالأهرامات هى نكسة حضارية تتساوى فى درجتها مع نكسة يونيو 67، لهذا كنت أتمنى أن يعلن الدكتور عبدالبصير تنحيه عن منصبه بعد أن اتضح أنه الموظف المثالى فى نفى الحقائق الموجودة فى منطقة الأهرامات التى يديرها، وهذه الحقائق متمثلة فى الإهمال الشديد لهذه المنطقة التى تحولت منذ خمس سنوات إلى أسوأ منطقة أثرية فى مصر، لهذا طمع فيها أمثال لصوص الحجر، لأنهم وجدوا مسؤولين من نوعية الدكتور عبدالبصير الذى أهمل ومازال يهمل منطقة الأهرامات التى كانت فى يوم من الأيام مثل الدجاجة التى تبيض ذهبا، ولكن على يد موظفين مثل الحسين عبدالبصير فإنه تم تدميرها، وتحتاج لجراحة عاجلة لإنقاذ ما تبقى منها وإعادة النظام والنظافة، ووقف الممارسات غير الأخلاقية لكل العاملين فى هذه المنطقة التى حولت أجمل منطقة أثرية إلى أقبح منطقة أثرية فى العالم وليس فى مصر.
علينا أن نعيد النظر فى نوعية المسؤولين الذين يديرون المناطق الأثرية التى كانت فى يوم من الأيام من أكبر مصادر الدخل القومى كان ذلك قبل أحداث 25 يناير 2011، لهذا نطالب من الرئيس عبدالفتاح السيسى التدخل لحماية الأهرامات من الإهمال، بسبب سياسات فاشلة أدت إلى هذا المستوى المتدنى والمتدهور لأحد أهم عجائب الدنيا السبع «الأهرامات». كما نوجه نداء استغاثة لجميع الجهات المسؤولة بضرورة التكاتف لحماية هذه المنطقة الأثرية العالمية، والعمل على إعادة رونقها الجمالى إلى سابق عهده. هذه هى إحدى التوصيات التى دائما ما نقرأها فى أى تقرير يكتب عن منطقة الأهرامات، فلماذا لا يتحرك أحد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولكن علينا أن نبدأ عملية الإصلاح بإقالة أمثال الدكتور الحسين عبدالبصير الموظف المثالى فى نفى الحقائق وصاحب شعار «النفى من أجل النفى».. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة