أنا لست خبيرا فى كرة القدم، لكن بمجرد مشاهدة الخمس دقائق الأولى من مباراة الإسماعيلى، راهنت من معى أن الزمالك مهزوم مهزوم، لسبب بسيط هو أن أرض الملعب فيها حفر ومطبات ومبللة بالأمطار، ولا ينفع معها اللاعبون أصحاب المهارات العالية، مثل مصطفى فتحى وأيمن حفنى، لصعوبة السيطرة على الكرة، وتحتاج لاعبين يجيدون اللعب السريع المباشر، ولم يفطن ميدو ومن معه ذلك .
الأخطر أن "ميدو" يلعب بالنجوم "كوتشينه"، فاللاعب الأساسى الذى يجيد فى مباراة، يستبعده تماما من قائمة العشرين فى المباراة التالية، والنجوم رايحة جاية ودوخينى يا لمونة، كل مباراة بتشكيل مختلف، فافتقد الزمالك التجانس والتفاهم والكرة الجماعية، لعدم تثبيت التشكيل وتغيير مراكز اللاعبين وكأنه يعيد اكتشاف العجلة .
لم يدرك "ميدو" حتى الآن أن المستشار جاء به للمحافظة على إنجازات العام الماضى، وهو لم يقدم أوراق اعتماده حتى الآن، وخسر خمس نقاط فى آخر مباراتين، ولم يحقق فوزا واحدا مريحا، وحقق فوزين ببهدفين فى الوقت الحرج لشيكابالا ومصطفى فتحى، فى مباراتى المصرى والاتحاد، هدفين خارقين بالحظ ولا يمكن أن يتكررا، وإنما جاءا رحمة من السماء بجمهور الزمالك.
يعانى الزمالك من مشكلة لاعب خط الوسط المدافع، ثم يستغنى عن إبراهيم صلاح أحسن لاعب فى مصر فى هذا المركز، ببلاش وبدون مقابل، ثم يضحى بإسلام جمال بتاع مفيش صاحب يتصاحب، أيضا ببلاش وعلى البيعة ثمنا للاعب إسمعلاوى مجهول، لم نسمع عنه فى أى مباراة اسمه رمزى صالح، جاء به ميدو من الإسماعيلى للزمالك رأسا، ولم ينس إسلام جمال هذا الغدر، ولعب دور أمير الانتقام، وسجل هدف الفوز للإسماعيلى فى الزمالك، ووقف أحمد الشناوى متفرجا على الكرة وهى تعبر فوق رأسه، وبيان حاله يقول "براڤو يا إسلام عملتها إزاى".
ميدو عاد بشيكابالا وما أدراك ما شيكابالا الذى يذكرنا بالهزائم والدموع والقهر، والأكثر غرابة أنه يزج به فى المباريات، رغم زيادة وزنه وعدم اكتمال لياقته، فأصبح يلعب على الواقف، مستنسخا بعض لمحات شيكابالا القديم، ونفس الشىء مع محمد إبراهيم، الذى ذهب إلى البرتغال نجما موهوبا، وعاد شبحا ثقيلا فى الوزن والحركة، وتصور "ميدو" أنه صانع المعجزات وقادر على إحياء الأموات، واشرب يا زمالك .
سيادة المستشار ..
أنت من جئت بميدو، ووفرت له لبن العصفور، ويمتلك الزمالك أفضل اللاعبين فى مصر، لكن الخوف أن نعود لأيام فريق الأحلام، عندما كان الزمالك يضم أحسن النجوم، ولا يحقق أى بطولات، وأعتقد أن ميدو من هذا الزمن، زمن الهزائم والانكسارات .
كرة القدم لم تعد فهلوة وفتونة وهمبكة، وإنما علم وفن ودراسة وخبرة وابتكار وإبداع، وفوق كل ذلك قدرة المدير الفنى على السيطرة على النجوم، بالحب والتعايش والتفاهم والاقتناع .
قدرة المدير الفنى على قراءة المباراة، وتغيير سير العمليات، وليس الرقص والطيران فى الهواء، عندما تأتى العناية الإلهية بهدف الإنقاذ .
سيادة المستشار ..
ارحمنا من ميدو ومن معه حتى لو حقق نتيجة طيبة مع الأهلى، لأن الزمالك أكبر من أن يكون حقل تجارب، الزمالك يحتاج إعادة إحياء النجوم الذين انهارت قدراتهم، وفى صدارتهم كهربا وباسم مرسى وأيمن حفنى ومصطفى فتحى، وأن يسد شوارع الدفاع الخلفية بين دويدار وكوفى وعلى جبر والمنحوس معروف، ولماذا كانوا يلعبون أحسن المباريات مع فيريرا وأسوأها مع ميدو .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة