كرم جبر

برنامج الرئيس يحتاج رجالاً من طراز «كامل الوزير»

الأحد، 28 فبراير 2016 10:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- الرئيس كان دقيقاً ومحدداً وهو يطلب من الحكومة خططاً مدروسة تضمن انتصار الشباب



أتمنى أن تجرى الأيام بسرعة، وأرى على أرض الواقع أحد المشروعات الواعدة، التى وعد الرئيس بها الشباب، قرية نموذجية- مثلا- فيها مدرسة ومستشفى، وبيوت صحية نظيفة، وتدخلها الشمس والهواء النقى، وشوارع مرصوفة مزروعة بالأشجار والورود، تظهر فيها زرقة السماء وليس السحابة السوداء، وفيها مشروعات متنوعة صغيرة، تضمن الحياة الكريمة، وفرص العمل والرزق والكسب الحلال، وتفجر الطاقات الإبداعية لمن يحلمون بالحياة والنجاح.

أتمنى أن نسترد شبابنا من اليأس والإحباط والضياع، والتسكع فى الشوارع والنواصى، ومن المقاهى والشيشة والبانجو والترامادول، ومن البطالة القاتلة التى تزهق روح المستقبل، وأن نضخهم فى عروق المجتمع، دماء نقية متدفقة، تجدد شباب الوطن وتقوى إرادته وعزيمته، ولا سبيل لذلك إلا بالاستفادة من طاقات الشباب، وإعادتهم للحياة قبل أن يكرهوا الحياة.

أثق فى صدق نيات الرئيس، ورغبته فى تجديد شباب الدولة، ولكن ذلك وحده لا يكفى، إذا لم ينتقل الحماس لكيان الدولة كلها، فالرئيس وحده مهما كانت عزيمته وإرادته، يحتاج رجالا مقاتلين، لا يعرفون المستحيل، ويسابقون الزمن كى يصبح الحلم حقيقة، من نفس طراز الأبطال الذين نفذوا مشروع قناة السويس الجديدة، وأن يكون لديهم جدول زمنى بالساعة والدقيقة، لإنجاز المشروع الأعظم فى تاريخ الوطن.

الرئيس كان دقيقا ومحددا، وهو يطلب من الحكومة خططا مدروسة، تضمن «انتصار الشباب»، لأنه يعلم جيدا أن كل المشروعات السابقة المماثلة، كان عنوانها «انتحار الشباب»، واكتفت الدولة بأن تقدم لهم قروضا هزيلة بفوائد باهظة، ثم تتركهم فى مهب الريح، يواجهون ظروفا أقوى من قدراتهم وإمكانياتهم، فيكون مصيرها تبديد القرض وفشل المشروع، والوقوع فى براثن الدين ومخاطر السجن.

المطلوب هذه المرة أن تكون الدولة راعيا وداعما ومساعدا، وأن تقدم للشباب مشروعات «تسليم مفتاح»، وتوفر لهم أدوات الإنتاج من أفضل المنتجات العالمية، وبأسعار تنافسية ليس فيها سمسرة ولا عمولات، وأن تتدخل لتسويق المنتجات، ولا تتركهم فريسة لحيتان السوق، الذين لا يجيدون شيئا إلا امتصاص الدماء، وهذا التكليف الرئاسى لا ينفع له عبدة الروتين وملوك التعقيدات، ويحتاج رجالا من طراز كامل الوزير، الذى ينفذ التكليفات وكأنه يقوم بعملية فدائية خلف خطوط العدو.

من لا يجد عملا أوجد له الشيطان عملا، والشياطين فى بلدى كثيرون وعلى كل صنف ولون، ويبتدعون أعظم الحيل لتجييش الشباب، فى كل ما يؤذيهم ويضر أوطانهم، وجعلوهم نشطاءً يحرقون ويخربون، ولا يشعرون بالولاء والانتماء، وآن الأوان أن تشهد مصر مولد نشطاء مختلفين، يعملون وينتجون وينامون الليل ويقومون النهار، ولا يهيمون على وجوههم فى الضياع، نشطاء لهم أسر وزوجات وأولاد وبنات، ويحافظون على بلدهم، ليسلموه آمنا مطمئنا لأولادهم، ولن يتحقق إلا بفرص عمل كريمة، تعيد إحياء الأمل فى الحياة.

دعونى أحلم بأن يأتى هذا اليوم قريبا، وأرى برنامج الرئيس للشباب حقيقة لا خيالا، وأن تلتقط الحكومة التكليف وتعلن برنامجا زمنيا محددا للتنفيذ، وأن تكون على قدر المسؤولية والتحدى، وأن ينزل الوزراء بأنفسهم إلى المواقع للإشراف على التنفيذ، وألا يأخذوا معهم وفودا إعلامية لزوم التلميع والتضليل، وأن يخلعوا البدل الشيك والكرافتات الموضة، ويلزموا الصمت الجميل، حتى يأتى يوم الافتتاح. نحن فى الانتظار، نحلم ونأمل وندعو ونتمنى.. ولكن: وما نيل المطالب بالتمنى، ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.
معنى غلابا: بالقوة والإرادة والعزيمة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة