وأكد حسونة فى حوار مع الـ"اليوم السابع"، أن مؤسسات الدولة الثقافية حاضرة فى شمال سيناء، ولكن أبناء سيناء من شرائح المثقفين يتطلعون للمزيد وأنهم يوقنون أن الاهتمام بالثقافة على أرض شمال سيناء هو جزء من تطهيرها، لافتا أن المثقفين من أبناء سيناء بكافة اختصاصاتهم ينحتون فى الصخر دون أدنى مبالغة.. وإلى نص الحوار:
ـ عرفنا بشخصك وجانب من مسيرتك الإبداعية التى عكست واقع سيناء
حسونة فتحى محمد حسونة، من أبناء العريش، شاعر وباحث، أعمل فى وظيفة حكومية، وعمرى خمسة وخمسون عاما، وصدر لى ثلاثة دواوين بالعامية المصرية، وأوبريت يمثل لوحات مسرحية تم تنفيذها على مسرح قصر ثقافة العريش، لم تخلُ جميعها من تجسيد واقعنا سواء فى سيناء أو مصر أو الوطن العربى كله، ونشرت لى العديد من قصائد الفصحى فى المجلات والصحف المتخصصة سواء فى مصر أو الوطن العربي، وقدمت عدة أبحاث تتعلق بواقعنا الثقافى فى سيناء.
أزمات سيناء
ـ كيف ترى إسهام المثقفين فى حل أزمات سيناء ؟
المثقفون بتنوع تخصصاتهم لا يتوانون عن التدخل المباشر وغير المباشر فى حل أزمات سيناء ودوام المطالبة بكل من هو مختص بحل أزمة من أزمات المواطن السيناوى المتعددة والمستمرة، وأقصد بالمثقفين الأدباءَ وغيرهم سواء الصحفيين أو السياسيين أو أعضاء مؤسسات المجتمع المدنى.
تشجيع الدولة
ـ هل يجد المبدعون من أبناء سيناء تشجيعا من الدولة ؟
المثقفون من أبناء سيناء بكافة اختصاصاتهم ينحتون فى الصخر دون أدنى مبالغة، ولا ننكر كأدباء وجود واستمرار ذلك التشجيع من المؤسسة الثقافية تحديداً، فلم يبق موقع أو مكان دون وجود قصر أو بيت ثقافة يمارس الرواد فيه نشاطهم الثقافى سواء المتعلق بالأدب أو ثقافة الطفل أو المرأة أو الفن التشكيلى أو الموسيقى أو الفنون الشعبية، وعلى مستوى الدولة فقد سبق اختيارى ضمن أعضاء لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة، وكذلك الصديق عبد الله السلايمة فى لجنة القصة والرواية، إضافة لفتح المجال فى ربوع مصر وخارجها لمشاركات مثقفى شمال سيناء على تنوع أنشطتهم، أما داخل المحافظة فالتشجيع بأبسط أدواته غائب تماماً عن ذهن المسؤولين وأصحاب القرار خارج نطاق فرع ثقافة شمال سيناء، ولا نلمس أى تقدير لأهمية الثقافة ودورها ومنتجها وأثرها اللحظى والممتد على التنمية والاستقرار.
الأجيال القادمة
ـ ما مخاوفك على جيل الأدباء القادم من أبناء سيناء ؟
لا أجد ما يثير مخاوفى على الأجيال القادمة من الأدباء، فالواقع يشير إلى ثراء أدبى قادم وبقوة سواء بين جيل الشباب أو من الأطفال تحت سن الثامنة عشر، ويبرز ذلك من خلال تفاعلهم فى جميع الفعاليات والمسابقات والأنشطة الثقافية المحتلفة.
ـ لماذا لا نجد حتى اليوم قاصا أو شاعرا من سيناء صاحب تفرد على المستوى العربى ؟
على المستوى القومى هناك عدد من أدباء وشعراء سيناء يتواجدون وبقوة على الساحات المختلفة، وعددهم كبير، حتى أن ادباء محافظات مصر يعتبرون حالة شعر الفصحى فى سيناء متفردة وأكثر ثراء من كافة المحافظات، وذلك بالتأكيد بجهد شخصى من كل أديب وشاعر سيناوى، فالجميع كما قلت ينحتون دروبهم فى الصخر.
ـ هل واقع سيناء المتقلب يقتل المبدع أم تصنعه من جديد ؟
واقعنا المتقلب فى سيناء يضع حِملاً وعبئاً آخر على كاهل المبدع، فحتى الخيال محاصر وضامر إضافة للواقع المُبهم الذى يجعل الصورة غائمة، والمشهد تغلفه الدماء.. ومع الدماء لا شىء يملأ المبدع والمواطن فى سيناء غير الألم.
ـ بماذا تطالب وزير الثقافة للاهتمام بواقع العمل والنشاط الثقافى لخدمة المبدعين بسيناء ؟
ما يمكن أن نطلبه من وزير الثقافة هو العمل على اختيار مدينة العريش عاصمة للثقافة المصرية، لتجرى على ارضها كافة الفعاليات الرسمية الكبرى كمؤتمر أدباء مصر ومهرجانات المسرح والفن التشكيلى والفن الشعبى والندوات إلخ، وتشكيل مجموعة عمل أغلبها من مثقفى سيناء لدراسة الواقع الثقافى وسبل الحفاظ على ثقافة وتراث سيناء والعمل على تغيير هامش هذه الثقافة بما يؤدى إلى تفاعل المجتمع السيناوى مع كافة الثقافات محلياً وعربياً ودولياً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة