محمود سعد الدين

الرئيس فى البرلمان

الأحد، 14 فبراير 2016 06:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لأن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للبرلمان تاريخية، لذا فوجب تحليلها والوقوف على تفاصيلها وصولا إلى مزيد من الفهم لعقلية الموظف الأول فى البلاد، وكيف ينظر إلى البرلمان وكيف ينظر إليه النواب، وسأتناول فى التحليل الجانب الشكلى والموضوعى.

1 - زيارة الرئيس للبرلمان هى الأولى، فلم يزر السيسى مجلس الشعب وقت أن كان وزيرا للدفاع أو وقت أن كان عضوا فى المجلس العسكرى أو قبلها وقت أن كان مديرا للمخابرات الحربية.

2 - رغم حديث الرئيس منذ أسبوع عن التقشف على هامش احتفالية تدشين مشروع السكن الاجتماعى فإن موكب الرئيس كان لافتا للأنظار واليوم موكب الرئيس الذى يضم 19 سيارة و22 موتوسيكلا.

3 - خطاب الرئيس اتسم بالعمومية فى تناول القضايا دون الدخول فى تفاصيل على عكس المعتاد فى كلماته السابقة سواء فى افتتاح المشروعات أو الندوات التثقيفية، التى كان يغوص فى التفاصيل ويشرح مزيدا من الأمور المتعلقة بإدارة البلاد.

4 - لم يذكر الرئيس كلمة واحدة عن أهم 3 قضايا تشغل الرأى العام، وهى قضايا الخدمة المدنية وأزمة نقابة الأطباء وملف سد النهضة، رغم أن قضية الأطباء نظم أعضاؤها وقفة مهيبة أمام دار الحكمة قبل 48 ساعة، هى الأولى من نوعها منذ 30 يونيو، وكان الجميع يتوقع أن يتحدث فيها.

5 - للمرة الأولى، لم يرتجل الرئيس فى كلمته، ولم يذكر أى كلمة باللغة العامية فى خطابه، بل كان ملتزما بما هو مكتوب مسبقا، حتى عندما كان يتم مقاطعته من قبل النواب، كان يبتسم ويعاود القراءة من واقع ما هو مكتوب.

6 - المعتاد فى لقاءات السيسى هو تبادل حوارات مع الحاضرين للحدث، ولكن فى كلمته بالبرلمان، كان واضحا فى عدم الدخول فى أى حوارات جانية غير المكتوب فى الخطاب، حتى إنه عندما سأل أحد النواب الرئيس عن ملف سد النهضة، نظر الرئيس لأعلى ولم يجب وعاد ليكمل الخطاب من الورقة.

7 - كلمة الرئيس السيسى استغرقت 32 دقيقة، بدأت فى العاشرة و51 دقيقة وانتهت فى الحادية عشرة و23 دقيقة، وصفق له النواب 20 مرة وقاطعوه فى الكلمة 12 مرة، أبرزها، قال له نائب «بنحبك يا ريس»، فرد السيسى «وأنا كمان بحبكم».

8 - الرئيس وهو يتحدث وصف نفسه بعدة أوصاف، وتحديدا 6 أوصاف أبرزها «أنا ابن المؤسسة العسكرية، تعلمت الشرف والإخلاص، وإنكار الذات، ولم أتقاعس عن المهام المكلفة لى، وأتحمل مسؤولية الوطن».

9 - بات واضحا بعد 5 دقائق من بداية الخطاب أن الرئيس يريد توجيه رسائل بعينها إلى قطاعات نوعية من الشعب، وهو ما ظهر عندما تكلم عن الشباب ثم المرأة ثم رجال الأعمال.

10 - أكثر كلمة كررها الرئيس فى كلمته هى «الحلم»، اعتمد عليها بشكل أساسى فى ختام مقاله، قال إننا نعمل وفق حلم ونسعى لتنفيذه، وكررها أكثر من مرة.

النتيجة، أن الرئيس أراد وفريقه أن يكون اللقاء الأول بينه والنواب، بروتوكوليا، بعيد عن التفاصيل، كل كلمة فيه بحساب، وكل حركة وكل رد فعل، لأن البرلمان لم تظهر كتلته السياسية وائتلافاته بعد، رغم وجود دعم مصر، ووجود حزب الأكثرية - المصريين الأحرار.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة