وكما كان متوقعا فشلت انتخابات نقابة الفنون التشكيلية لاختيار مجلس إدارة جديد، وذلك فى الإعادة الثالثة لهذه الانتخابات المملة، فلم يذهب الفنانون التشكيليون للمرة السادسة على التوالى لينقذوا أنفسهم ويحتفظوا بورقة التوت الأخيرة، وأصبحوا نموذجا سيئا للعمل النقابى فى مصر، لدرجة أنه من أراد، الآن، أن يعرف جانبا من طرق التفكير المتردية ومن الحالة التى تعانى منها النقابات فى مصر فعليه أن يتابع ما يحدث فى انتخابات الفنون التشكيلية الفاشلة.
وأصبح الآن من حقنا أن نطرح السؤال الذى تجنبنا التفكير فيه طويلا: ماذا يحدث لو أغلقت نقابة الفنون التشكيلية أبوابها وصرفت فنانيها وتحولت إلى مجرد كافيتريا، كما نعرفها؟.. فى هذه الحالة علينا أن ننسى أنه توجد نقابة تجمع الفنانين وتحافظ عليهم وتدافع عن حقوقهم، وعلينا أن نصدق مقولة «أن الفنان يحب العزلة»، ولا داع لإزعاجه بأى شىء حتى لو كان أمرا إيجابيا وفى مصلحته.
والمتابع لهذه القضية التى تجاوزت العام بكل هذا الفشل المتوالى الذى أنتجته طوال الوقت، وبكل هذه السلبية التى بثتها فى المجتمع كان يعرف أنها لم تكن لتتم، فالنقابة لا تملك سيف المعز ولا ذهبه، ولا تملك أى حلول لأية مشكلات، فذهبها ضاع قديما ولم يتم العثور عليه بعد، فلنا أن نتخيل أن معاش الفنان التشكيلى 100 جنيه شهريا يستلمها مجمعة كل 3 شهور، كما أن سيفها من خشب، فعندما هدد حمدى أبوالمعاطى نقيب التشكيليين الأعضاء المتخلفين عن الانتخابات والجمعية العمومية قال بأنهم سيدفعون غرامة مالية قدرها 25 جنيها.. تخيل!!
فشلت نقابة التشكيليين لأسباب عدة، والنتيجة أن الفنانين التشكيليين بهذه الطريقة يرفعون غطاء مهما عن أنفسهم، كما أن الصورة السلبية التى قدموها فى هذه التجربة ستظل موجودة، خاصة أن انتخابات النقابة لا تعوقها أية مشكلات قضائية، لكنه فقط الإحساس بعدم جدواها، حتى إنه أصبحت فكرة إعادة الانتخابات مرة أخرى بعد 6 أشهر حركة عبثية تماما، لأن المشكلات ما زالت قائمة والقوانين لم تتغير، ولو أرادوا حلا فيجب أن تكون الانتخابات المقبلة بنسبة الحضور وليس بالنصاب القانونى لأعضاء النقابة.
وجانب آخر مهم فى هذه القضية التى تقدم وجها غير جميل للثقافة، وهو أن على حلمى النمنم، وزير الثقافة أن يتحرك وأن تخرج الوزارة من دائرة المتفرج، وإن كان حمدى أبوالمعاطى يرى أنه بعدم تقديمه لاستقالته من رئاسة النقابة يحميها حتى لا تصبح تحت إدارة وزارة الثقافة، فعليه أن يغير طريقة تفكيره ويتركها لوزارة الثقافة إما أن ينصلح حالها أو ينتهى بنا الحال جالسين على كافتيريا الفنون التشكيلية إذا ما مر أحدنا يوما فى الأوبرا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة