تعتبر عملية "ختان الإناث" هى الجريمة التى يهرب القائمون عليها منها، وذلك بعد إعلان وزارة الصحة والسكان عن بدء تفعيل تعديلات قانون ختان الإناث، الذى يقضى باعتباره جناية يعاقب عليها القانون بالسجن من خمس إلى 7 سنوات.
وفى نظرة سريعة حول عدد ضحايا الختان كشف لمجلس القومى للسكان فى وقت سابق عن مجموعة من الأرقام المفزعة حول الختان، حيث وصل معدل ختان البنات وسط السيدات اللاتى سبق لهن الزواج فى عمر الإنجاب بين 15 و49 سنة هى 92%، والختان للبنات أقل من 15 سنة هى 61% بواقع أن أغلب حالات الختان تتم فى عمر الـ10 سنوات، وهناك حالات نادرة يتم لها العملية فى سن مبكر قبل 6 سنوات، وكانت الكارثة الكبرى التى أعلنت من قبل المجلس القومى للسكان هو أن 82% من عمليات الختان الإناث يجريها أطباء.
"بدور"
بعد إقرار القانون بشكل نهائى على أنه جنائى، هل سينتصر للحصول على حقوق كل الفتيات التى ماتت بسبب الختان، "اليوم السابع" يتذكر بعض أشهر حالات الختان التى هزت قلوب وعقول المجتمع، وكانت أولها الطفلة "بدور"، 12 عاما، من المنيا، والتى تعتبر أول فتاة من 9 سنوات تقوم بتحريك السكون والمياه الراكدة حول قضية الختان، حيث توفيت هذه الفتاة بسبب جرعة مخدرة زائدة، وجاء ذلك فى نفس اليوم التى احتفلت به بحصولها على أعلى الدرجات فى الشهادة الابتدائية، حيث دبرت الأم والخالة وإحدى الجارات خطة محكمة لإجراء عملية الختان للفتاة، ومن طاقة رفض دفين بداخلها تمنت الفتاة الموت قبل أن يقوم الطبيب المجرم بإجراء العملية لها، حيث توفيت بعد دقائق قليلة من إعطائها المخدر، وبدأ جسمها ينتفض ويفارق الحياة، ووفقا لتقرير الطبيب الشرعى الذى أوضح أن جرعة المخدر كانت أكبر من أن يتحمله جسد طفلة ضعيف مما أدى لوفاتها.
"
دينا"ورغم تحذير وخوف الطفلة "دينا" من الموت وحديثها مع والدتها، إلا أن والدها أصر على ختانها، وبمجرد إجراء العملية نزفت الفتاة بصورة كبيرة، وبالرغم من أصوات الصراخ والاستغاثات التى أطلقتها الطفلة إلا أنها من تجد من ينقذها، وصرحت الأم أمام محكمة الأسرة بزنانيرى، قائلة: "ماتت وهى تستغيث خوفا منا قتلناها".
"
سهير"أما الطفلة "سهير" فتوفيت فى شهر يوليو الماضى بمركز أجا بمحافظة الدقهلية بسبب عملية الختان، وكانت درجة التوعية المجتمعية قد زادت، وهو ما أدى إلى القبض على الطبيب الذى أجرى العملية ووالدها الذى وافق على العملية، وظنت هنا جمعيات ومؤسسات مناهضة الختان أنهم اقتربوا من تحقيق هدفهم وهو الحكم على طبيب قام بهذا الفعل حتى يكون عبرة لغيره، إلا أن المحكمة حكمت عليهم بالبراءة نظرا للقتل الخطأ والتصالح بين الطبيب المتهم وولى أمر الطفلة المتهم أيضا فى نفس ذات القضية.
وفسر رجال القانون وقتها هذا الحكم على أن عدم شدة القانون ونكران الطبيب ووالد الطفلة لعملية الختان والتزامهما بجملة أن الطفلة كانت مريضة بزوائد جلدية فى عضوها التناسلى سبب لها حكة شديدة مما أدى إلى موافقة الأهل على إجراء عملية لإزالتهم، وحدوث الوفاة جاءت بسبب حساسيتها من أحد الأدوية المسكنة التى أعطاها الطبيب لها.
"
ميار"لم يفرق الإيمان بالختان بين متعلم أو جاهل، حيث قادت ممرضة من السويس بابنتها التى تدعى "ميار" إلى الموت بسبب جملة "الختان عفة وراحة للبنت"، ووافقتها الرأى طبيبة بالسويس وقاما بإجراء الجريمة بأحد المستشفيات الخاصة بمحافظة السويس، ولكن الطبيبة قتلت الفتاة لعدم سيطرتها على النزيف الذى حدث للفتاة، ورغم سجن الأم والطبيبة والطبيب المخدر ومدير المستشفى إلا أن المحكمة مؤخرا أفرجت عنهما بشكل مؤقت وانتظار الحكم فى الجلسة المقبلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة