شدد وزير الخارجية السودانى الدكتور إبراهيم الغندور، على أن هناك تعاونا بين القاهرة والخرطوم فى كل المجالات، وأنه ناقش مع وزير الخارجية المصرى سامح شكرى أثناء زيارته الأخيرة لمصر، العديد من القضايا والملفات فى مقدمتها منطقة حوض النيل الشرقى، متوقعا أن يشهد العام الجديد تنسيقا لعقد اجتماع سداسى بين وزراء الخارجية والرى فى مصر والسودان وإثيوبيا لإعادة الحوار بينهم حول سد النهضة .
وفيما يلى تفاصيل حوار وزير الخارجية السودانى مع "اليوم السابع"..
- إلى أى مدى تجد توصيات اللجنة العليا المشتركة بين مصر والسودان طريقها للتنفيذ؟
هناك جدية من الطرفين والتزام كامل، و منذ انعقاد اللجنة العليا انعقدت اللجنة القنصلية ولجنة المعابر حتى الآن 4 مرات، وفى كل الاجتماعات هناك اتفاق تام فى المخرجات واتفاق تام على التنفيذ، ونتابع هذه القضايا ومناقشة كيفية المضى قدمًا فى إنفاذ ما تبقى مع وزير الخارجية المصرى سامح شكرى.
- ماذا عن الاتهامات الموجهة للخرطوم بإيواء عناصر إرهابية هاربة من الإخوان ؟
هناك تعاون كامل بين الأجهزة الأمنية المصرية والسودانية فى هذا الشأن ولقاءات وثيقة على جميع المستويات لتبادل هذه القضايا، وبالتالى أى اتهامات تخرج فى الإعلام دون إثبات هى محاولة لذرع فتنة بين شعبين وبلدين".
- لماذا إذن استضافت الخرطوم ما يسمى بالبرلمان المصرى فى الخارج فى مؤتمر كولالمبور للفكر الراشد، وكما هو معلن هؤلاء مطلبون للعدالة؟
مؤتمر كولالمبور ينعقد فى كولالمبور كما هو اسمه، والدعوة لم تكن من الحكومة السودانية، ولا من أى جهة سودانية، وحتى الذين زاروا الخرطوم لم يلتقوا أى جهة تنفيذية أو مسئول سودانى، وبالتالى السودان ملتزم تماماً بل أن الحكومة السودانية بتوجيه مباشر من الرئيس البشير هى التى بادرت وتبادر على الدوام فى أن قضية المعارضين فى البلدين يجب البعد عن التعامل معها، بل أننا كثيرًا ما نقدم احتجاجنا للقاهرة على نشاط بعض المعارضين السودانيين فى مصر، والأجهزة المصرية تلتزم بما هو متفق عليه لأننا إذا أردنا لعلاقات البلدين أن تمضى وفق ما نحب ونتمنى وينتظر شعبنا فى وادى النيل فعلينا البعد عن مثل هذه الأمور وأهم أمر فى هذا الملف هو الشفافية التى نتعامل بها سواء فى وزارتى الخارجية أو الأجهزة المعنية".
- ما هى أبرز القضايا المشتركة بين البلدين التى تم التطرق لها مع الوزير سامح شكرى؟
تطرقنا للقضايا الإقليمية وعلى رأسها، منطقة حوض النيل الشرقى وسد النهضة، فقد نظرنا فيما يمضى الآن من دراسات فنية بدأت فى الشركة الفرنسية، وكذلك تطرقنا إلى متابعة اجتماعاتنا السابقة فى اللجنة السياسية الفنية المشتركة بمشاركة وزراء الخارجية والرى وتنفيذ ما وقعنا عليه فى الخرطوم بالسابق، وفى هذا وعدت بأننى عند لقائى مع وزير الخارجية الإثيوبى الجديد أن ننظر فى معاودة لقاءاتنا من أجل التنسيق المشترك لأن التنسيق الذى تم فى السابق هو الذى أدى إلى تفاهمات ووضوح رؤية لدى كل الأطراف الثلاث، فيما يتعلق بحقوقها وواجباتها".
- هل هذا معناه أنه تم تحديد موعد لعقد لقاء سداسى لوزراء الخارجية والرى فى الدول الثلاثة ؟
سيتم النظر فى عقد لقاء جديد وهذا ما سننظر فيه كأطراف ثلاثة معنية بالملف.
- انتهت عملية الحوار الوطنى وهناك ترقب لحكومة جديدة للسودان.. هل لنا أن نعرف شكلها ؟
الحكومة سيبدأ التشاور فيها بين الرئيس عمر البشير والشركاء فى الحوار الوطنى عبر اللجنة التنسيقية العليا التى تم الاتفاق عليها مؤخرًا، وفى انتظار الموافقة على التعديلات الدستورية التى هى فى مرحلتها الأخيرة لتعيين رئيس وزراء، والمؤتمر الوطنى حتى الآن لم يناقش تفاصيل تعيينه سواء من المؤتمر الوطنى أو من غيره، لكننى أعتقد من الطبيعى أن يكون رئيس الوزراء من المؤتمر الوطنى باعتبار أن رئيس الوزراء مسئولل أمام البرلمان، والذى جرى فى كل الأنظمة التى لديها رئيس وزراء أن يكون من حزب الأغلبية البرلمانية، وبالتالى أتوقع أن يكون من المؤتمر الوطنى".
- إلى أى مدى وصلت مفاوضات أديس أبابا وخارطة الطريق خاصة مع زيارة أمبيكى للخرطوم؟
الرئيس (أمبيكى) يزور الخرطوم وأتمنى أن يتمكن من إقناع الحركات المتمردة من الرجوع إلى طاولة الحوار، فى آخر مرة فضت المفاوضات فى أديس أبابا على أمل أن تعقد قريبًا، لكن تفاجأنا على لسان الأمين العام للحركة الشعبية لقطاع الشمال أنهم لن يشاركوا فى الحوار، وأعطى أسبابا غير مقنعة وغير واقعية، وأشار إلى أنه قبل حسم الملف الإنسانى لن يعودوا".
- هناك دعوات من المعارضة بتوحيد كل المنابر تحت مظلة الاتحاد الأفريقى مع رقابة مجلس الأمن.. هل توافقون على ذلك؟
:" لا أعتقد أن الاتحاد الأفريقى يحتاج إلى مراقبة من مجلس الأمن، وهى محاولات لتدويل قضايا السودان وكثير من الأطراف ظلت دائماً تتهم الحكومة بتدويل قضايا السودان، ونحن لا نحتاج إلى رقابة دولية، والاتحاد الأفريقى يتابع ولديه لجنة عالية المستوى ومجلس الأمن والسلم الأفريقى يتابع، ومفوضية الاتحاد الأفريقى تتابع، والقمم الأفريقية تستمع إلى تقارير، وهناك ممثل للأمم المتحدة موجود فى هذه المفاوضات ومجلس الأمن قبل ذلك تدخل والقرار رقم 445 قرار أممى، وهو أساس كل هذه المفاوضات".
- كيف قرأتم دعوات العصيان المدنى فى السودان مؤخراً ؟ وكيف تم التعامل معاها؟
تم التعامل معها بطريقة حضارية ومدنية جداً والحكومة تحسبت لأى محاولات للتخريب، والحمد لله الشعب السودانى تعامل أيضاً مع الأمر بصورة حضارية وأصبح واضحا لمن خططوا للعصيان المدنى أنه لن يؤدى غرضه، وأنه فشل فى تحريك الشعب السودانى للمشاركة فيه، وبالتالى يمكن أن نقيم هذا العصيان المدنى باعتباره إشارة للحكومة وهى إشارة فى بعض الأحيان مطلوبة أن هناك بعض السياسات التى لا يرضى عنها البعض، ولكن واضح أن هؤلاء قلة، وأغلب الشعب يساند الحكومة وهذا واضح تماما، والحكومة تتعامل مع الشارع السياسى بصورة حضارية، وتعدل سياساتها وفقاً لما يراه الشعب ممزوجًا برأى الخبراء، وهذا هو المطلوب وقطعاً فى بعض الأحيان هناك سياسات تتطلبها الضرورة وهى كالعلاج المر تستخدمه وأنت مضطر".
- ما هى توقعاتكم لشكل العلاقات الأمريكية – السودانية فى عهد ترامب؟
لا يستطيع أحد أن يجزم كيف ستكون العلاقات مع الحكومة الأمريكية برئاسة ترامب، لكن أنا أؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية دولة لها تاريخ من الثبات فى سياساتها الخارجية، والغرب عموماً لديه ثوابت فى تعامله مع الملفات الخارجية من منطلق مصلحته فقط، بالتالى دول بهذه الطريقة ولها مؤسسات عريقة تغيير الرئيس لن يغير فى سياساتها، وأنا أتوقع أن أى تغيير ربما يكون فى الطرق أو الوسائل، ولكن لا أعتقد أن هناك تغييراً كبيراً يمكن أن يطرأ.
- ما صحة ما تم تداوله حول تشميع مبنى السفارة الإيرانية فى الخرطوم هل يعنى هذا قطع العلاقات نهائيًا مع طهران؟
ليس هناك بلد فى العالم يستطيع أن يقول إنه قطع علاقاته نهائيًا مع بلد آخر، السياسة تتبدل وتتغير لكن السودان الآن علاقاته مقطوعة مع إيران، وتشميع السفارة تعامل طبيعى عند إغلاقها فهذا يضمن أنه ليس هناك نشاط بها".
- ما هى طبيعة العلاقات مع جنوب السودان فى الوقت الراهن؟ وهل بالفعل رفضت الخرطوم استقبال رياك مشار مؤخراً؟
العلاقات الآن تشهد هدوءا واضحا وكلمات إيجابية متبادلة على مستوى مختلف القيادات خاصة بعد اللقاء الذى تم بين الرئيس البشير وسلفاكير فى مالابو وبعد اجتماعات اللجنة السياسية الأمنية المتتابعة.
وبالنسبة لرياك مشار فقد جاء إلى السودان بدون تأشيرة دخول، وبالتالى منع من الدخول، ونحن لسنا مع إيواء أى حركة مسلحة، وموقفنا فى هذا واضح، ورياك مشار كان فى السودان لأسباب إنسانية ولم يمارس أى نشاط سياسى أثناء وجوده، لكن نحن نؤمن بأن عملية السلام فى جنوب السودان لابد أن تكون كل الأطراف مشاركة فيها لأن هذا هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام فى الجنوب".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة