تحدى أولياء الأمور فى قرية الظهير جنوب مركز الشيخ زويد بشمال سيناء الظروف المحيطة بهم لنصرة العلم وتعليم ابنائهم فى ظل أوضاع صعبة تعيشها مناطقهم بعد أن تعذر وصول المعلمين من خارج القرية للمدارس.
وقال خالد على زايد اخصائى اجتماعى: لم يكن أمامنا سوى التحرك لشرح الدروس المتعطلة لأبنائنا، بعد أن نسى الجميع الطلبة بحجة الأوضاع التى تعيشها مناطقنا "، وتابع خالد الذى هو أيضا ولى أمر لأبناء بمراحل مختلفة من التعليم: تحرك الأهالى للحفاظ على أبنائهم الطلبة حتى لا يضيع عليهم العام دراسى وللحفاظ على التميز العلمى المعروف لدى أبناء القرية.
وأضاف زايد ، أن ثلاث مدارس تقع فى نطاق قريتهم وهى الإعدادية والابتدائية ومعهد أزهرى فضلا عن دراسة المرحلة الثانوية لطلبة القرية فى مدارس ثانوية بقرية الجورة المجاورة ويقارب أعدادهم 300 طالب، توقفت الدراسة بها وفوجئنا بعجز المعلمين للوصول إليها، خلال الشهرين الأخيرين، وهو ما أثر على العملية التعليمية فى المدارس ومستوى الطلبة، فكان تحرك الأهالى بالاستعانة بخبرات المتعلمين من الشباب ومن هم على المعاش لإعطاء الطلبة دروس ومجموعات تقوية مجانية مكثفة وفقا للمناهج الدراسية.
بدوره قال " زايد احمد " وهو مدرس بمرحلة التعليم الاساسى ومن أبناء القرية أنه فى مجلسه يحضر إليه الطلبة، ليدرس لهم المواد الدراسية المختلفة.
وأوضح " سليمان " أحد اولياء الأمور وهو لا يجيد القراءة ولا الكتابة أنه يحضر يوميا مع ابنه مصطفى الطالب فى الصف الثالث الابتدائى للمدرسة التى غاب عنها المعلمين من خارج القرية، ويديرها عدد قليل من معلمين متواجدين فى القرية، ومستوى نجله فى تحسن لأنه يعتمد على تحصيل العلم ما تيسر منه فى المدرسة وعصرا فى مجلس القرية حيث تعقد حلقة تدريس ويقوم مدرسون من الشباب الجامعيين فى القرية بتعليم الطلبة.
وأعرب " كريم على" أحد شباب القرية عن أمله أن ينظر لتجربة قرية الظهير فى تحدى الظروف والحرص على تعليم الابناء مشيرا إلى أن ثمة عقبات كبيرة تواجه الجميع فى القرية من طلبة ومدرسين وأولياء أمور تعيق مسار العملية التعليمية وكل هذا لم يوقف شعاع العلم.. واستطرد قائلا: لكم أن تتخيلوا أن فى أغلب الأوقات التيار الكهربائى مقطوع عن القرية ولا يمكن للطلبة المذاكرة إلا خلال فترة النهار، إضافة إلى أن شراء مستلزمات مدرسية أساسية من المدن المجارة يستلزم السير لمسافة 8 كيلومترات على الاقدام للوصول لمكان توجد به سيارات للتحرك نحو المدينة، فضلا عن سير طلبة المرحلة الثانوية من البنين والبنات مترجلين لمسافات بعيدة للوصول للمدرسة الثانوية بقرية الجورة المجاورة وسط قلق ومخاوف أولياء أمورهم .
وقال أحد الأهالى: استغرب جدا أنه حتى اللحظة لم يكرم أحد من المعلمين أو الطلبة من مديرية تعليم شمال سيناء فى حين توزع يوميا شهادات التكريم على المعلمين والطلبة فى مدارس المدن المستقرة، كما لم يصل للقرية أى مسئول من مديرية التربية والتعليم للقاء أولياء الأمور أو الطلبة أو حتى يتم دعوتهم للإطلاع على تجربتهم وبحث مطالبهم.
بدوره قال أحد الطلبة بالمرحلة الإعدادية فى مدرسة العوايضة فى قرية الظهير، ويدعى "أحمد" أنه لم يتم دعوتهم لأى رحلات أو برامج ترفيهية من المحافظة أو المديرية، ويتمنى وزملاء له أن تتاح له الفرصة للقاء وزير التعليم وشرح جانب من معاناتهم .
من جانبه قال الدكتور إبراهيم التداوى وكيل وزارة التعليم بشمال سيناء ، إنه يتابع موقف العملية التعليمية فى هذه المناطق وتم خلال الأيام القليلة الماضية عقد اجتماعات بمشاركة مدير إدارة الشيخ زويد التعليمية ورئيس مجلس امناء الطلبة على مستوى المحافظة ، وخلال الاجتماع نوقشت مشكلة تعذر وصول المدرسين لهذه المدارس بسبب الأوضاع الأمنية ويجرى التنسيق مع جهات الاختصاص للسماح لمرور المعلمين خلال القليلة القادمة وانتظام الدراسة.
وأضاف أنه فور استقرار الاوضاع سيتوجه بنفسه لتلك المنطقة ويقضى يوما مع المعلمين والطلبة، معربا عن تقديره التام للجهود التى يقوم بها أبناء المنطقة من المعلمين وأولياء الأمور، لافتا إلى أنه التقي بممثلين عنهم فى ديوان المديرية نقلوا له خلالها معاناتهم بشكل كامل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة