رأى الكاتب والمترجم أحمد عبد اللطيف أن مطالبة الكاتب الكبير السيد ياسين للمركز القومى للترجمة بعدم الاهتمام بترجمة الروايات، فى ظل قيام دور النشر الخاصة بترجمتها، بأنه رأيى رجعى، وتتفق مع رؤية الإسلاميين حول الأدب بأنه لـ"التسلية".
وقال أحمد عبد اللطيف، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن ما قاله السيد ياسين، خلال المائدة المستديرة التى عقدت بالأمس، ضمن فعاليات "يوم المترجم"، يعود بنا مئات السنين إلى الماضى، ومن الغريب أن رأيه هذا يجعله يقف فى نفس الخندق الذى يقف فيه الإسلاميين، الذين يرون أن الأدب ما هو إلا للتسلية والترفيه.
وأوضح "عبد اللطيف" أنه حتى ولو كانت تصريحات السيد ياسين بهدف توجيه المركز القومى للترجمة للاهتمام بترجمات أخرى غير الأدب، فهى أيضًا غير صحيحة، وذلك لعدة اعتبارات أولها أنه لا يمكن فهم ثقافة دولة ما بدون فهم آداب هذه المنطقة، فلا يمكن فهم المجتمع الأمريكى أو الأفريقى إلا من خلال ما يقدمه من أدب.
ورأى "عبد اللطيف" أنه على المركز القومى أن يترجم فى كل المجالات، وأن العبرة ليست بترجمة الأدب أو العلم، بل بتقديم قيمة تفيد الإنسانية، فإذا كان سؤال الأدب هو كيف نفهم الآخر، فلا يصح أن يتم طرح هذا السؤال الآن.
وقال أحمد عبد اللطيف إن المركز القومى للترجمة يمثل المؤسسة الرسمية للدولة، ولذا فلا يمكن أن نجعله يتخلى عن دوره لمجرد أن بعض دور النشر الخاصة تقوم بعمل مشابه لما يقومه به، وأنه فى هذا الإطار كان على السيد ياسين أن ينظر لنوعية الروايات التى تقدمها دور النشر الخاصة، وما هو عددها.
وأكد أحمد عبد اللطيف على أن هناك العديد من المشاريع لا يمكن لأحد غير المركز القومى للترجمة القيام بها، أضف إلى ذلك أن أغلب المترجمين يفضلون التعامل مع المركز لما يمثله ثقل مستمد من انتماءه لمؤسسة وزارة الثقافة، ويضمن لهم حقوقهم أيضًا.
وأشار أحمد عبد اللطيف إلى أن هناك ما لا يقل عن مائة رواية إسبانية لا يعرف القارئ العربى عنها أى شىء، وبحاجة لمن يترجمها، وأن دور النشر الخاصة حينما تقوم بترجمة أى كتاب فإن هذا يأتى وفقاً لرؤيتها ومتطلباتها، على عكس المركز القومى للترجمة المعنى بتقديم الأدب المترجم للقارئ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة