بعد 5 سنوات ونصف السنة من الصراع المشتعل فى الأراضى السورية، يواصل الجيش الوطنى السورى خطواته الناجحة فى استعادة ترابه الوطنى والسيطرة على أقاليم ومدن البلاد، وتحجيم سيطرة ووجود الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة، الموالية لعدد من الدول الإقليمية وغير الإقليمية، والممولة من قوى وجهات مختلفة، وبينما يقف الفريق المناوئ بالمرصاد لكل تحرك ناجح يتحركه الجيش السورى، تصر دمشق بمقاتليها وجنودها على دحر الإرهاب، فبعد أيام من انتصارات الجيش ونجاحه فى تحرير مدينة حلب من قبضة الميليشيات، والصت وحداته ملاحقة عناصر الميليشيات فى مدينة "حمص" السورية، وتنفيذ ضربات مكثفة ضد مقاتلين منتمين لحركة "أحرار الشام"، اليوم الأحد، إذ استهدفت وحدة من المدفعية السورية نقاط تحصن ومحاور تسلل حركة "أحرار الشام" شمال مدينة حمص، ما أسفر عن تدمير راجمة وقاعدة إطلاق صواريخ ورشاش 12.5 ملليمتر، ومقتل وإصابة عدد من الإرهابيين.
وتنتشر فى منطقتى "الحولة" و"تلبيسة" مجموعات إرهابية تابعة لتنظيم جبهة النصرة، وما يُسمّى بـ"جيش التوحيد" و"فيلق حمص" و"أهل السنة والجماعة" و"أجناد حمص"، إضافة إلى حركة أحرار الشام التى تتلقى الدعم والتمويل من بعض دول الخليج، وجاء ذلك فى الوقت الذى ارتكبت فيه تركيا مجازر جديدة بحق المدنيين فى مدينة "الباب" السورية، إذ قتلت 104 مدنيين بينهم نحو 40 طفلا وسيدة فى مجزرتين متزامنتين، فى ظل إصرار أنقرة على السيطرة على المدينة.
المرصد السورى: مجازر تركيا فى مدينة "الباب".. وداعش يقتل 51
وفى هذا الإطار، قال مدير المرصد السورى، رامى عبد الرحمن، فى تصريح خاص لــ"اليوم السابع" اليوم الأحد، إن المجازر نفذتها القوات التركية وقوات "درع الفرات" من المحور الغربى للمدينة، لتسيطر خلال الساعات الأولى من هجومها على معظم جبل الشيخ عقيل، والمشفى القريب منه، وحاولت تحقيق تقدم نحو المدينة واقتحام أسوارها الغربية، فيما لم تتوقف مدفعية القوات التركية وقوات درع الفرات وراجماتها عن استهداف مدينة الباب بعشرات القذائف المدفعية والصاروخية، مع استهداف الطائرات التركية للمدينة بالقنابل والصواريخ، محدثة دمارًا كبيرًا فى ممتلكات المواطنين ومرافق المدينة.
وباغت تنظيم "داعش" الإرهابى، يوم 21 ديسمبر الجارى، آليات مفخخة فى مواقع القوات التركية والفصائل، بهجوم عنيف وتفجيرات، ليتمكن من استعادة السيطرة على المواقع التى خسرها، وقُتل وجُرح على أثر هذا الهجوم 51 على الأقل من مقاتلى قوات "درع الفرات" المدعومة من تركيا، بينهم 16 جنديًّا على الأقل اعترفت بهم السلطات التركية، بينما قتل 33 من عناصر تنظيم "داعش" خلال القصف والاشتباكات والتفجيرات التى شهدها المحور الغربى لمدينة الباب.
فيما لقى 63 عنصرًا من القوات السورية مصرعهم خلال مهام نزع الألغام، بسبب خمسة تفجيرات هزت منطقتى السكرى والأنصارى، خلال عملية تمشيط وتفكيك بمدينة حلب، ولا سيّما فى المناطق التى كانت تحت سيطرة الفصائل بالقسم الجنوبى الغربى من أحياء حلب الشرقية.
بشار الأسد
مركز المصالحة الروسى: رصد 36 قصفا.. أبرزها استهدف مخيم الوافدين ومستشفى ابن الوليد
وفى السياق ذاته، أعلن مركز المصالحة الروسى فى قاعدة "حميميم" السورية فى ريف اللاذقية، رصد 36 قصفًا من جانب المسلحين فى محافظات دمشق وحلب ودرعا وحماة والقنيطرة، خلال الساعات الـ24 الماضية، نفذتها تشكيلات عديدة للجماعات المسلحة غير الشرعية، 22 منها فى محافظة دمشق و7 فى حلب و4 فى درعا و2 فى حماة و1 فى القنيطرة.
حلب
وأشار البيان إلى أن تشكيلات تابعة لجماعة "جيش الإسلام"، قصفت عددًا من البلدات وملعب العباسيين ومستشفى ابن الوليد ومخيم الوافدين بقذائف الهاون، إضافة إلى جزء من طريق بالقرب من "حرستا" و"دوما" فى ريف دمشق، مضيفًا: "خلال الساعات الـ 24 الماضية تم توقيع اتفاقية مع ممثلى بلدة فى محافظة حمص، بشأن الانضمام إلى نظام وقف العمليات القتالية، ليصل بذلك عدد المدن والبلدات التى انضمت إلى عملية المصالحة إلى 1075 مدينة وبلدة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة