والدة شهيدة البطرسية "ماجى مؤمن".. دروس فى الصبر والإيمان

الأربعاء، 21 ديسمبر 2016 11:48 ص
والدة شهيدة البطرسية "ماجى مؤمن".. دروس فى الصبر والإيمان الطفلة الشهيدة ماجى مؤمن
كتبت: سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ملء السمع والأعين، عاشت ماجى مؤمن كطفلة استثنائية، حلوة الطلة بالشكل الذى يجعلها بطلًا أساسيًا فى كل المسرحيات الكنسية، تلعب بين أحضان أمها الدكتورة نرمين سمير، مدرسة الكيمياء بكلية الصيدلة، وتقفز على حجر والدها، وهى تتمرن على لعبتها المفضلة، الكرة الطائرة فصارت لاعبة أساسية فى فريق ناشئات نادى وادى دجلة، وهى لم تتجاوز العشرة سنوات.

 

كل هذه الحياة الواسعة، والصخب ما بين اللعب والتمثيل والتفوق الدراسى، وضعها هدفًا للموت اللص الذى قرر أن يسرقها من تحت جناح والدتها ذات صباح وهى ترفع يديها تصلى لربها، فيختارها لتحتفل معه بعيد ميلاد المسيح هناك فى السماء.

 

أم ماجى التى كانت معها فى الكنيسة لحظة الانفجار، لم تشـأ أن تستسلم لصفعة الموت القوية، وقررت أن تقدم دروسًا فى الصبر، لكل من يعرفها أو لا يعرفها بعدما عاشت أيامًا صعبة تنتظر استجابة مخ ابنتها لعلاجات الأطباء بأكف مرفوعة للدعاء، وبصلوات لا تنقطع، ثم جاءت ساعة الفقد، رحلت ماجى إلى حيث يذهب الشهداء والقديسين هناك فى السماء البعيدة.

 

انتصرت "نرمين" على الموت مرة أخرى، وقررت أن تجعل من جنازة ابنتها "ماجى" فرحًا تكسر فيه كل طقوس الحزن المعتادة، دخلت الكنيسة أمس تمسك بيد راهبة تمدها بأمل فى الحياة الأبدية، وتعلمها أن ما يذهب عند الله لا يضيع، قبلها كانت أم "ماجى" قد نبهت على ضرورة توديع الشهيدة بالأبيض وليس الأسود، الشهداء ورود تطير فوق النعوش الخشبية، أزهار عند ربهم يرزقون.

 

بخطوات بطيئة، سارت خلف جثمان ابنتها التى تراه للمرة الأخيرة وهى تنظر للسماء وكأنها تناجى الله وقالت "نحن ننجب أبناءنا لنرسلهم إلى السماء وماجى صعدت"، ووقفت فى الصلاة تغالب البكاء بالاستماع لزغاريد الشهادة التى لحقت بهذا الملاك الصغير.

أم ماجى مؤمن
أم ماجى مؤمن

طبول ودفوف تدق، بخور يلف المكان، صلوات ترتفع من كل مكان، وجثمان يخرج من الكنيسة الجريحة إلى القبر مصحوبًا بأمنيات الملايين، الصبر هو كل ما قدمته أم ماجى لنا فى هذا الحادث الدامى، والفقد هو كل ما ستحتفظ به فى حياتها الباقية للأبد ملتحفة بأمل ورجاء فى أن يبرد الله قلبها وهى تقدم له أغلى ما تملك ملفوفة بكفن أبيض.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة