حالة من القلق انتابت قيادات الإخوان والإسلاميين بأسطنبول، بعد حادث اغتيال السفير الروسى فى أنقرة، على يد أحد ضباط الشرطة الأتراك، ودفعت حالة القلق الإخوان وحلفائها لإظهار تباين شديد فى المواقف تجاه حادث الاغتيال بين من يراه عمل بطولى، وآخر يستنكر الحادث ويتخوف من عواقبه على الإسلاميين.
وأحرجت جماعة الإخوان الإرهابية، الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، حيث وصفت شبكة "رصد" الموالية لها، قتل السفير الروسى أندريه كارلوف فى أنقرة على يد ضابط مسلح، أثناء افتتاحه متحف الفن الحديث فى أنقرة بـ"البطولة"، فى استفتاء عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك.
وتنافس أعضاء الجماعة الإرهابية على وصف العمل بالبطولى، وصوت أكثر من 30 ألف شخص من متابعى الصفحة الرسمية للشبكة، لاختيار البطولة الذى طرحه الموقع على الاستفتاء، فى دقائق قليلة.
ومن جانبه وصف عمرو فراج، القيادى الإخوانى، ومؤسس شبكة رصد الإخوانية، الضابط التركى قاتل السفير الروسى فى أنقرة بالبطل، وعلق "فراج" فى تصريح له عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك": "بطل والله يا بنى بس هاتولع الدنيا من بعدك".
كما احتفى عدد من شباب الإخوان، بحادث اغتيال السفير الروسى بأنقرة قائلين:"الشباب قال أنا من أمة محمد، البطل يصرخ الله أكبر الله أكبر أنا من أمة محمد، عذرا أيها البطل فأنت واحيد وسط المليار ونصف مسلم".
فى المقابل أعرب إيهاب شيحة، رئيس حزب الأصالة السلفى، والقيادى بتحالف دعم الإخوان، عن تخوفه من حادث اغتيال السفير الروسى وتبعياته، ووجه رسالة لشباب الإخوان الفارحين باغتيال السفير الروسى قائلا: "الفرحين بمقتل السفير الروسى فى أنقرة على يد حارس تركى، وكأن الثورة السورية انتصرت لا يختلفون كثيرا عن الفرحين بما يرونه ارهاصات الحرب العالمية الأولى وهم لا يملكون من أمر أنفسهم شيئا لقد أعيت الحماقة من يداويها".
وتابع فى تصريح له: "مقتل السفير الروسى فى أنقرة لا يصب إلا ضد تركيا وضد موقفنا".
وأعرب محمود فتحى، رئيس حزب الفضيلة السلفى، والقيادى بتحالف الإخوان، هو الأخر عن تخوفه من تبعات الحادث على موقف الإسلاميين قائلا :"مقتل سفير روسيا فى تركيا على يد شرطى شاب هتف متعاطفا مع حلب وسوريا ضد الإجرام الروسى يذكرنا بحادثة اغتيال ولى عهد النمسا، والتى كانت القشة الأخيرة فى قيام الحرب العالمية الأولى، فما هى النتائج على العلاقات التركية الروسية فى ظل تأزم الموقف وتداعى القوى العالمية علينا".
وأضاف فى بيان له: "ما أكثر الذين يفتون فى كبريات المسائل بغير علم وما أجرأهم، السفير الروسى معاهد مستأمن ولا يجوز شرعا قتله، كما أنه من جهة السياسة والمصالح والمفاسد مفسدة كبيرة على تركيا البلد المضيف".
موقف جمال حشمت، عضو مجلس شورى الإخوان، ظهر متناقضا ففى الوقت الذى رحب فيه بقتل سفراء روسيا، إلا أنه يدين قتل السفير الروسى فى أنقرة قائلا: "أجمع فقهاء المسلمين على وجوب الجهاد ضد من استهدف بلاد المسلمين وقتل شعوبها داخل كل بلد، كما أجمع فقهاء المسلمين على أن قتل السفراء - وإن كانوا من ديار الحرب - لا يجوز ".
واستطرد :"ليس من الإسلام فى شيء قتل المستأمنين من السفراء والسائحين والرسل حتى لو كانت بلادهم فى حرب على المسلمين".
وتفسيرا لموقف الإخوان وتحالفها، قال طارق البشبيشى، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، إن هناك حالة تباين شديدة فى المواقف حول تداعيات اغتيال السفير الروسى فى أنقرة، ففى الوقت الذى يخشى فيه بعض قيادات الجماعة أن يدفع هذا الحادث تركيا لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد الإسلاميين، خاصة أن تيارات العنف داخل الإخوان ترى أن قاتل السفير الروسى بطلًا.
وأشار القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، لـ"اليوم السابع"، إلى أن ترحيب بعض شباب الإخوان بالحادث الإرهابى سيكون له تداعيات خطيرة على موقف تركيا من الجماعة، حيث قد يعتبرها البعض محاولة لتوريط تركيا أمام روسيا خاصة أن فاعل الجريمة ضابط فى جهاز الشرطة التركى.
كان السفير الروسى لدى تركيا "أندريه كارلوف" لقى مصرعه، مساء الاثنين، بحسب ما أكدته وكالة رويترز وعدد من الإعلاميين الأتراك، عندما أطلق مسلح النار عليه بمتحف الفن الحديث بأنقرة خلال إلقائه كلمة بالمعرض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة