انقلابات داخلية شهدتها جماعة الإخوان، خلال الساعات الماضية، وذلك بعد البيان الصادر على صفحة المتحدث الإعلامى للإخوان، محمد منتصر، والذى كشف فيه عن عقد اجتماع لمجلس الشورى الإخوان بمصر لاتخاذ قرارات وصفتها بالهامة، فى الوقت الذى أعلنت فيه جبهة محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان، أنه لا يوجد اجتماع وأن "منتصر" تم تجميد عضويته.
وبعد اختراق الأجهزة المعنية المصرية لاجتماعين متتاليين للتنظيم الدولى للإخوان فى الخارج، خرج المتحدث الإعلامى باسم الإخوان ببيان غريب اليوم يزعم فيه أن مجلس شورى الإخوان يعقد اجتماعًا اليوم فى القاهرة.
بيان المتحدث باسم الإخوان الذى نُشر على الصفحة الرسمية للجماعة، قوبل بحالة شديدة من الاستغراب، حيث تساءل أعضاء الإخوان: "لماذا أعلن المتحدث باسم الإخوان أن المجلس العام ينعقد؟".
فيما أعلن مجلس الشورى العام للإخوان الموالى لجبهة محمد كمال، أنه بأغلبية الأصوات قرر الفصل بين مكتب الإرشاد ومجلس الشورى العام للإخوان.
كما قرر مجلس الشورى العام للإخوان احتفاظ محمد بديع بموقعه كمرشد عام للجماعة، وكذلك احتفاظ جميع أعضاء مكتب الإرشاد المتواجدين بالسجون بمواقعهم داخل مكتب الإرشاد، ودعا لاختيار رئيس ووكيل وأمين عام لمجلس شورى الإخوان.
وأوضح المتحدث الإعلامى لجماعة الإخوان محمد منتصر، فى بيان له أن اجتماع مجلس شورى الإخوان قرر اختيار أمين مجلس شورى التنظيم يكون من الشباب وليس من "العواجيز".
فيما أعلنت اللجنة الإدارية العليا للجماعة استقالتها من مجلس الشورى العام للتنظيم بعد أن انتهت مهمتها، مطالبة التنظيم باختيار تشكيل جديد للجنة.
من جانبه، قال عز الدين دويدار، القيادى الإخوانى، إن مجلس شورى الإخوان الذى يعقد اجتماعه هو مجلس شورى جديد تم تشكيله مؤخرًا، وسيعلن عن تجديد الجماعة لنفسها وقياداتها، فى الوقت الذى احتفى فيه اشرف الزندحى، عضو مجلس شورى الإخوان فى تركيا، بالاجتماع قائلا إن هذا الاجتماع سيخرج منه قرارات مهمة.
فيما قال محمد العقيد، عضو مجلس شورى الإخوان بتركيا، إن هذا الاجتماع سيكون تمهيدًا لإعلان ما اسمه "التأسيس الثالث للجماعة".
فى المقابل، أصدرت جماعة الإخوان، جبهة محمود عزت بيانا، أعلنت فيه أنه لا صحة للأخبار التى يتم تداولها عن انعقاد مجلس الشورى العام للجماعة بالقاهرة.
وقالت الجماعة فى بيانها: "تعيد الجماعة التأكيد على أن محمد منتصر قد تم إعفاؤه من مهمة المتحدث الإعلامى فى 14 من ديسمبر 2015م، وبالتالى فهو لا يمثلها ولا يتحدث باسمها من قريب أو بعيد".
وتابعت الجماعة فى بيانها: "كما تؤكد على ما أعلنته فى بيان سابق من أن المتحدثين باسمها هم القائم بأعمال المرشد العام، ونائب المرشد العام، رئيس اللجنة الإدارية العليا، و الأمين العام، والمتحدثون الإعلاميون".
وتعليقًا على اجتماع مجلس شورى الإخوان، قال طارق خليل، أحد قواعد الإخوان: "ما تخليكوا ساكتين أحسن كل ما تتكلموا تعكو"، كما علق محمد عبد الحميد، أحد شباب الإخوان قائلا: "ينعقد بالقاهرة؟.. وبتقولوها عادى كدة على الملأ.. دلوقتى يتقبض عليهم".
من جانبه، قال الدكتور كمال حبيب، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية لـ"اليوم السابع"، إن هناك علامات استفهام كثيرة حول إعلان الاخوان مكان وموعد الاجتماع عبر صفحتها الرسمية، رغم الملاحقات الأمنية التى تلاحق قياداتها.
وفى سياق متصل، قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن ما يحدث دلالة على استمرار الانقسام داخل الجماعة.
وأكد أن جبهة اللجنة الإدارية العليا تستغل الأحداث وظروف المرحلة التى تبدو فيها الجماعة بقيادتها الحالية عاجزة عن الحسم، سواء فى اتجاه المراجعات والتسويات أو فى اتجاه استكمال ما يسمونه الثورة على النظام ليطرح نفسه كتيار أكثر فاعلية وقدرة على حسم الأمور استنادًا لما يربطه من علاقات ببعض كيانات العنف ولعب على وتر مطالب الشباب وفى نفس الوقت يحاول إرضاء قيادات السجون بجعلهم المرجعية والقيادة الفعلية للجماعة.
وأضاف لـ"اليوم السابع" أن هناك رؤية أخرى تذهب إلى أن ما يحدث مقصود ومجرد تبادل أدوار وتمثيلية معدة خاصة بعد جريمة تفجير الكنيسة البطرسية، ونية بعض البلاد الغربية تصنيف جماعة الإخوان كجماعة إرهابية على خلفية أحداث العنف الأخيرة واتهام الأجهزة الأمنية للجماعة بضلوعها فى تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية.
وأشار إلى أن جماعة الإخوان تحرص على نفى تلك الاتهامات من خلال إظهار الانشقاق داخلها بأن هناك فصيل منشق عنها غير معترف به هو من يمارس العنف ويخطط له وينفذه بدون رغبة ولا رضا من الجماعة.
وتابع: "بهذا تقنع الجماعة الغرب بأنها غير مسئولة عن العنف الدائر، وعن الاغتيالات والتفجيرات، خاصة وأن الجماعة لن تخسر شيئا بمسرحية كهذه فشخصية محمد منتصر مجهولة، ولا تعرف هويته بالتحديد، ولن يزيد أو ينقص شىء فى ظهوره مرة أخرى ليعلن ما أعلن عنه".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة