يخوض 7 مرشحين سباق الانتخابات التمهيدية لليسار الفرنسى الشهر المقبل سعياً لنيل الترشح فى الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل، ويعد "مانويل فالس"، رئيس الوزراء الفرنسى السابق، أبرز الأسماء المرشحة للانتخابات التمهيدية لليسار، ورغم أنه يحظى بدعم شخصيات ذات ثقل، مثل وزير الدفاع جون ايف لودريان ووزير المالية ميشيل سابان، إلا أن فرصته إلى الوصول إلى الإليزيه لا تزال محدودة، لاسيما مع تراجع فرص اليسار.
ونجح "فرانسوا فيون"، رئيس الوزراء السابق، فى الفوز بترشيح اليمين الفرنسى فى الانتخابات التمهيدية، ويبدو أنه الأقرب للوصول إلى الرئاسة حتى بعد إعلان مرشح اليسار. وتقول استطلاعات الرأى الفرنسية، إنه يستطيع التغلب على مرشحة اليمين المتطرف "مارين لوبان"، التى تسعى لكسب المزيد من الأصوات عبر تبنى لغة مشابهة للرئيس الأمريكى المنتخب، دونالد ترامب، إذ تعتبر أنه فوزه يمنحها قبلة الحياة للفوز فى الانتخابات الرئاسية العام المقبل.
ومن المقرر أن تجرى ثلاث مناظرات تليفزيونية لمرشحى اليسار، بين 12 و19 يناير المقبل، على أن يلتقى المرشحان اللذان سيتأهلان للجولة الثانية فى مناظرة أخيرة يوم 25 يناير.
واستقال "فالس" من منصبه من على رأس الحكومة بعد أيام قليلة من إعلان الرئيس فرانسوا هولاند، مطلع ديسمبر، عدم نيته الترشح لفترة ثانية، وينافس "فالس" فى هذه الانتخابات أربعة وزراء سابقين هم أرنو مانتبور (54 عاما) وزير الاقتصاد الأسبق أحد الأعضاء البارزين بالحزب الاشتراكى، والذى يعد من أشد المنتقدين لحصاد حكومة فالس، ووزيران سابقان للتعليم هما بنوا هامون (49 عاما) وفنسون بييون (56 عاما).
كما يشارك فى الانتخابات التمهيدية جيرار فيلوش (70 عاما) وهو مفتش سابق بوزارة العمل، وفابيان فيردييه (35 عاما) عضو المجلس الوطنى للحزب الاشتراكى، بالإضافة إلى سيلفيا بينيل (39 عاما) زعيمة حزب اليسار الراديكالى، والتى حصلت من قبل على حقيبتين وزاريتين هما الحرف والإسكان.
وترجح استطلاعات للرأى أن "فالس" الأوفر حظاً فى الفوز بالانتخابات التمهيدية، وحتى قبل وزير الاقتصاد السابق أرنو مونتبور.
ويقول موقع قناة "فرانس 24"، إن إعلان "فالس" المتأخر خوض الانتخابات التمهيدية لليسار لم يترك له إلا القليل من الوقت لحشد الأنصار داخل الحزب الاشتراكى، وهو أمر صعب، نظراً لأنه لم ينجح أبداً فى خلق أية قاعدة له داخله، فالكثير من أنصار الحزب يقارنونه بساركوزى من جهة الطموح، فهو لم يخف أبداً رغبته فى الوصول لكرسى الرئيس، وكذلك مزاجيته السياسية، فهو بلا شك رجل سياسة يفرق ولا يجمع.
وأضاف الموقع، أن إحدى أهم نقاط ضعفه هو ارتباطه بالبرنامج الليبرالى الاجتماعى للرئيس المنتهية ولايته، ولأنه ليس لديه خيار آخر فإنه سيستمر فى الدفاع عن هذا البرنامج الذى لم يحقق أية نتائج على المستوى الاقتصادى للبلاد، ولم ينجح فى الحد من نسبة البطالة، وساعد على ارتفاع أسهم "الجبهة الوطنية" المتطرفة بين الفرنسيين.
وأوضح الموقع أن غياب المنافسة أمام "فالس" ستساعده على تسويق نفسه كسياسى صاحب خبرة وملتزم بمبادئ الدولة، وكأمل وحيد لإنقاذ يسار ضعيف أمام يمين ناجح ونشيط ويمين متطرف يخطو إلى الأمام يوماً تلو آخر.
واعتبر الموقع أنه حتى إذا لم ينجح فالس فى تقديم نفسه كوريث لفرانسوا هولاند فهو لا يزال يجسد صورة اليسار الحديث والإصلاحى فى وجه مرشحين من اليسار التقليدى، كما أن ترشحه يمكن أن يوحد خلفه رموزاً مهمة فى الحزب قد تفقد مكانتها برحيل فرانسوا هولاند، مثل وزير الدفاع جان-إيف لودريان وبرنار كازنوف، الذى خلفه فى رئاسة الوزراء، وكذلك ميشيل سابان وزير الاقتصاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة