•• رئيس اللجنة الدينية: التجديد لا يعنى تقديم تنازلات أو تسييس الخطاب الدينى
•• على جمعة يطالب بإنشاء مفوضية لمجابهة الإرهاب
•• متابعة الأفكار والقضايا المثارة عبر مواقع التواصل الاجتماعى لحماية الشباب من التطرف
•• التأكيد على أهمية الإعلام الدينى ووضع ضوابط لتنظيم الفتوى
•• فريد واصل يطالب بتدريس "التربية الدينية" كمادة أساسية تضاف للمجموع
بدأت لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، أمس الخميس، أولى جلسات مناقشة آليات تطوير الخطاب الدينى، بحضور كبار رجال الدين فى الدولة (الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، والدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق، والدكتور نصر فريد واصل ـ مفتى الديار المصرية الأسبق، والدكتور محيى الدين عفيفى أمين عام مجمع البحوث الإسلامية ممثلا عن الأزهر الشريف)، وحضر الأنبا أرميا الأسقف العام سكرتير قداسة البابا تواضروس الثانى، والأنبا بولا.
وشارك فى الجلسة الدكتور مصطفى الفقى، المفكر السياسى والدكتور عبد الله مبروك النجار، عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر سابقًا، والدكتور محمد الحفناوى الأستاذ بكلية الشريعية والقانون فرع طنطا بجامعة الأزهر وآخرين.
وتكشف "اليوم السابع" كواليس الجلسة المغلقة التى امتدت على مدار أكثر من 3 ساعات ونصف، وأبرز القضايا والمقترحات التى أثيرت خلال اللقاء.
وفتح الحاضرون نقاشا حول بعض القضايا الهامة المرتبطة بتجديد الخطاب الدينى من بينها آليات تطوير الخطاب الدينى والمواجهة الفكرية للأفكار المتطرفة، ودور الإعلام، والمواطنة وتنمية وتعزيز الانتماء للوطن لدى الأطفال والشباب، ودور التعليم وسط مقترحات بتدريس مادتى التربية الدينية والتربية القومية أو الوطنية فى كل مراحل التعليم واعتبارهما مادتين أساسيتين، وعن تنظيم الفتوى لتكون للمتخصصين فقط، وأهمية الإعلام الدينى ووضع ضوابط له، والاهتمام بالثقافة وتشكيل الوعى الثقافى لدى المواطنين، واتفقوا على ضرورة استمرار الجلسات وإقامة ورش عمل خلال الفترة المقبلة لمناقشة كل محور من هذه المحاور بالتفصيل حتى تكون هناك نتائج عملية ملموسة على أرض الواقع، ووضع استراتجية موحدة لمواجهة التطرف والإرهاب.
رئيس اللجنة الدينية: تجديد الخطاب الدينى ضرورة وليس بدعة
وفى البداية، قال الدكتور أسامة العبد، رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، إن هذا اللقاء يأتى تلبية لدعوة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي وتأكيده بالتوجيه المباشر لتجديد الخطاب الدينى مرات عديدة فى خطاباته وكلماته فى مناسبات عديدة، مشددا على ضرورة التحول من الكلام اللفظى إلى التطبيق العملى.
وأضاف "العبد" أنه لاشك أن المرحلة التاريخية الراهنة مشحونة بمتغيرات متعددة الأشكال مست جوانب الحياة العلمية والثقافية والفكرية والدينية، وكان لها تأثير ملحوظ فى كثير من مضامين الأعمال الإنسانية فى كل مكان فى العالم، حيث لم يعد فى مقدور مجتمع من المجتمعات أن يعيش بعيدا عنها أو ينعزل فى دائرة محدودة من فكره وعاداته وتقاليده توارثها عبر الأجيال، ومن أجل ذلك لابد من خطاب دينى مستنير يواكب هذه المتغيرات دون المساس بثوابت الدين، ولابد أن تعى الأمة بما يدور حولها من متغيرات على جميع المستويات، فلا يظل الخطاب الدينى دون مستوى الأحداث أو أن يكون خطابًا تقليديًا جامدًا متجاهل كل متغيرات العصر، بل لابد أن يتسع فهمه للدين وكل معطيات الحياة المعاصرة، وتطوير أساليب الدعوة الدينية، بالتركيز على مخاطبة العقل الإنسانى وإبراز الجانب الإنسانى فى تعاليم الدين، والارتقاء بمستوى المخاطبين بتزويدهم بالثقافة والقيم الدينية الرشيدة الدافعة إلى تقدم المجتمع.
وتابع: "إن تطوير الخطاب الدينى لا يعنى تقديم التنازلات أو تسييس الدين أو جعل فتاوى العلماء فى خدمة السياسة حتى ولو كانت مخالفة للدين، فهذا التصور غير وارد، بل التزام أمين وصادق بثوابت الدين وضوابطه بعيدا عن الزيف والأباطيل والتطرف، فلا إفراط ولا تفريط، فقد عقدت مؤتمرات عدة لهذا الموضوع فى الفصل التشريعى الثامن فى دور الانعقاد العادى الثالث سنة 2003 وحضره لفيف من الساسة والعلماء".
مفتى الجمهورية: الإرهاب خلية سرطانية يجب التعامل معه كمرض بالوقاية والعلاج وإعادة التأهيل
ومن جانبه، قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية: "إن التجديد سنة وضرورة من ضرورات العصر وتنطلق من الحفاظ على الثوابت فى آليات تتفق مع العصر، ومعالجة قضايا العصر بشكل غير عشوائى، وهذا الإرهاب الذى نواجهه الآن يمثل الخلية السرطانية التى يجب أن نتعامل معها كمرض من خلال 3 اتجاهات هى الوقاية والعلاج وإعادة التأهيل وهى مرحلة مهمة".
وأضاف أن تطوير الخطاب الدينى الهدف منه وجود خطاب واع بقضايا المجتمع، وخاصة قضايا التنمية، وتحفيز المجتمع بسائر فئاته وخاصة الشباب على العمل والإنتاج والسلوك الإيجابى البنَّاء، وألا يقتصر هذا الخطاب على نطاق التوعية فى الداخل المصرى، ولكن عليه أن يمتدَّ إلى الخارج لاستعادة الريادة المصرية للفكر الإسلامى بل والإنسانى فى العالم كله من خلال تجديد معالم الدين الإسلامى، بتقديم رؤية متكاملة للإسلام الحضارى الساعى لنشر قيم الرحمة والخير والجمال والنور بين الإنسانية كلها بما يزيل الصورة الذهنية السيئة التى رسمها دعاة الشر والشيطان الذى يدعون الانتساب للإسلام".
وتابع: "اتخذنا جهودًا وخطوات عملية فى هذا الصدد، منها أننا توسعنا فى منظومة الارتقاء بالفتوى، والتدريب والتأهيل للذين يعلمون فى مجال الفتوى، ونحن نقوم بالتدريب فى الخارج أيضا، بالإضافة إلى استحداث إدارات جديدة حيث أنشأت إدارة الفروع الفقهية، واقتحمنا الفضاء الالكترونى ـ شبكات التواصل الاجتماعى على الفيس بوك واليوتيوب وتويتر ولنا تطبيق على الهواتف الذكية.. وتم إنشاء صفحة على الفيس بالانجليزية تسمى المسلمون والميسحيون ضد الإرهاب".
وأوضح فضيلة المفتى أنه تم إعداد موسوعة فكرية لمواجهة فتاوى التكفير، يتم من خلالها الرد على الأفكار التكفيرية والشاذة التى تروجها بعض التيارات لخدمة أفكارها البعيدة عن الإسلام.
وتحدث المفتى عن قضية الإلحاد، موضحًا أنه تم إنشاء وحدة للإلحاد والملحدين، للتعرف على أفكارهم وتفنيدها لتصحيحها.
على جمعة يطالب بإنشاء مفوضية لمجابهة الإرهاب
فيما طالب الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، بأن تكون جلسات مناقشة تطوير الخطاب الدينى عبارة ورش عمل للخروج بتوصيات فعلية وإجراءات، مستطردًا: "الإرهاب يمثل فكرًا عامًا، ودخل فى السوشيال ميديا ويستغلها، والإرهاب مشكلة أمة وليست مشكلة مؤسسة، ويجب إعادة صياغة منظومة التعليم والثقافة والإعلام".
واستطرد: "أدعو البرلمان إلى إصدار تشريع لإنشاء مفوضية الإرهاب لتكون هى الوصل بين الجهات المختلفة من أجل القضاء على هذا البلاء الذى استشرى".
فريد واصل يطالب بتدريس "التربية الدينية" كمادة أساسية تضاف للمجموع
وفى سياق متصل، قال الدكتور نصر فريد واصل، مفتى الجمهورية الأسبق: "أعتقد أن هذا الموضوع تكلم عنه المتكلمون كثيرًا لكن للأسف لابد أن نعلن هل هذا الذى ندعو إليه الآن هو المقصود منه الخطاب الدينى الإسلامى أو المسيحى أو الاقتصادى أو الاجتماعى، الذى لاحظناه أن الاتجاه يتجه إلى الخطاب الإسلامى وكأن الإسلام هو السبب فيما نحن فيه الآن، لابد أن نعلم أن الخطاب عبارة عن ملقى ومتلقى وأتفق مع الزملاء فى قضية التعليم والثقافة، ولابد أن تدرس مادة أساسية رئيسية تدخل فى المجموع فى مراحل التعليم المختلفة هى مادة التربية الدينية".
وشدد على أهمية أن تكون هناك تنشئة صحيحة للأطفال لحمايتهم من الأفكار المتطرفة، ووسائل الإعلام عليها ألا تعطى فرصة لغير المتخصص أن يبرز أفكاره التى تؤدى إلى الضلال والإنحراف.
تنقية كتب التراث
فيما، قال الدكتور حامد أبو طالب، عميد كلية الشريعة والقانون الأسبق بجامعة الأزهر،: "موضوع تجديد الخطاب الدينى طلب منذ عامين، وبذلت جهود كبيرة جدا من دار الافتاء والأزهر ومجهودات من الكنيسة، وتم البدء فى تنقية كتب التراث عدة مرات وإنشاء بيت العائلة وهى مؤسسة أنشأت من الأزهر والكنيسة وتكون على مستوى العالم".
وأشار إلى أهمية المؤتمرات التى أقامها الأزهر بمشاركة 400 عالم من أنحاء العالم لتصحيح المفاهيم المغلوطة، وإنشاء هيئة من كبار علماء مصر لبحث الأمور الفقهية التى تحتاج إلى تطوير، وتابع: "الآن ترسل قوافل من الأزهر الشريف أسبوعيًا إلى جميع محافظات مصر".
واقترح "أبو طالب" وضع مادة جديدة تدرس فى الجامعة تهدف إلى تعامل الطلاب مع كافة الجنسيات والأديان.
بدوره، قال الأنبا أرميا: "يجب بلورة الخطاب الدينى بلورة جدية، وتدريس مادة التربية القومية ككتاب موحد يشرح ويدرس فى كل مراحل التعليم".
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
قبل التجديد
اين العدل
عدد الردود 0
بواسطة:
يحيي الغندور
كلمة لا مساس بالثوابت هى المشكلة
الثوابت هو القران الكريم(فقط)