لم تكن لجماعة الإخوان الإرهابية أن تترك المشهد فى الشارع المصرى هادئاً، بعد مقتل القيادى الإخوانى الأبرز فى الجماعة "محمد كمال" مسئول الحراك المسلح، حيث سرعان ما عقدت الجماعة تشاورات واجتماعات، انتهت إلى تكليف "مهاب مصطفى" أو "الدكتور" كما يطلقون عليه، القيام بأعمال "محمد كمال".
وجاء اختيار "الدكتور مهاب" ليكون خلفاً لـ"كمال" لعدة أسباب أبرزها، أن الرجل يعتنق الأفكار المتشددة، ويتبنى أفكار سيد قطب، ويجيد عقد اللقاءات التنظيمية، وتوزيع المهام على العناصر الشبابية من الجماعة، ولديه القدرة على أن يحرك الشباب كيفما شاء، وفقاً للتعليمات الصادرة له.
الدكتور مهاب، بات المسئول عن "الحراك المسلح" فى الجماعة، خاصة بعد سفره لقطر فى 2015، ولقائه القيادات الإخوانية هناك، التى وضعت له الخيوط العريضة التى يسير عليها مستقبلاً، ورتبت له آليات التواصل مع الشباب، ونصحته بالتحرك من مكان لآخر لتفادى الملاحقات الأمنية، حتى لا يسقط فى قبضة الأمن مثل "محمد كمال".
مؤهلات "الدكتور مهاب"، كانت تسمح له بقيادة الحراك المسلح خلفاً لـ"كمال"، خاصة أنه مكث عدة أشهر فى سيناء التقى خلالها الكوادر الإرهابية المتطرفة، وتلقى تدريبات عسكرية وتكتكية على القنص عن بعد، وتنفيذ الاغتيالات، وتصنيع المتفجرات، وتفخيخ السيارات، ودورات تقنية للتدريب على الاتصال بالقيادات الخارجية عبر التقنيات الحديثة بالإنترنت دون الوقوع فى فخ الأمن.
وسرعان ما وثقت القيادات الإرهابية بالخارج فى "الدكتور مهاب"، وجعلته المشرف العام على ترتيب سيناريو حادث استهداف الكنيسة البطرسية الذى راح ضحيته 24 شخصا و50 مصابا آخرين، حيث اختار "مهاب" مساعديه الذين تم القبض عليهم عقب الحادث، والمنفذ الذى فجر نفسه داخل الكنيسة.
"الدكتور مهاب" أصبح فى مرمى رجال الأمن، تحاصره الملاحقات الأمنية خلال هذه الأيام، لضبطه قبل تنفيذ سيناريوهات إرهابية أخرى قد يكون اتفق عليها مع الكوادر الإرهابية الموجودة بالخارج، التى دائماً تسعى لإرباك المشهد الأمنى فى مصر بمزيد من الحوادث الإرهابية المتلاحقة.
وجاءت عملية القبض على شقيق الدكتور مهاب "محسن مصطفى"، ليدلى بمعلومات هامة عن شقيقه الهارب، أبرزها أسرار الأوكار التى كان يدرب فيها الإرهابيين بمنطقة الزيتون قبل حادث العباسية، ومعلومات أخرى ربما تقود الأمن لضبط المتهم الهارب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة