حصل "اليوم السابع" على تفاصيل جديدة فى واقعة الهجوم الانتحارى الذى نفذه محمود شفيق 22 عاماً، والذى استهدف مبنى الكنيسة البطرسية فى الساعات الأولى من صباح الأحد الماضى، وذلك بعدما تمكن قطاع الأمن الوطنى من تحديد هوية الخلية الإرهابية التى تورطت فى التخطيط والتنفيذ لتلك العملية الآثمة وكللت تلك الجهود بضبط 4 من عناصر الخلية.
البحث عن أماكن الهاربين
وكشفت مصادر أمنية عن أنه تم تشكيل فريق بحثى من قطاع الأمن الوطنى بوزارة الداخلية على أعلى مستوى، من أجل سرعة تنفيذ أذن نيابة أمن الدولة العليا بضبط وإحضار المتهمين الهاربين وهم كلاً من زعيم الخلية مهاب مصطفى السيد الشهير بـ"الدكتور"، فضلاً عن كرم أحمد عبد العال، مشيراً الى أنه تم وضع عدة خطوط رئيسية لسرعة ضبطهم، تقوم على فحص بيان حركة المتهمين قبل الواقعة، لمعرفة العناصر والأماكن التى كانوا يترددون عليها قبل الحادث، فضلاً عن استصدار بيان من شركات الاتصالات بشأن المكالمات الصادرة والواردة من والى المتهمين خلال الفترة الماضية لتكوين رؤية واضحة عن شبكة علاقاتهم وطبيعة تلك العلاقة، وعن الأماكن التى قد يتخذونها ملجأ للاختباء.
وأضاف المصدر أنه جارى استجواب باقى المتهمين عن الأماكن التى قد يتردد عليها المتهمون الهاربون، فضلاً عن الاستماع لأقوال عدد من شهود العيان وأهالى المنطقة التى يقطن بها المتهمون الهاربون، اضافة الى مناقشة المتهم محمد حمدى والمسئول عن تنظيم اللقاءات واستضافة عناصر الخلية عن الأماكن التى كان يتخذها لعقد لقاءات التنظيم الإرهابى، تمهيداً لمداهمة تلك الأوكار تحسباً لاختباء أى من المتهمين بداخلها.
وكشف المصدر عن أن أجهزة الأمن تلقت معلومات تشير الى اتجاه العنصرين الهاربين الى تشكيل خلايا نائمة تعمل على استقطاب عدد من عناصر جماعة الإخوان الهاربين والمتهمين فى قضايا إرهاب وإعادة ترتيب أوراقهم والتواصل مجدداً مع قياداتهم الإرهابية بشمال سيناء فضلاً عن قيادات الجماعة الإرهابية بسيناء من أجل دعمهم مالياً ومعنوياً والتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية أخرى، ولذلك تعمل أجهزة الأمن على سرعة رصد العناصر الهاربة لضبطهم قبل تنفيذهم اى عمليات عدائية من شأنها ان تكدر الأمن والسلم العام.
تنظيم أنصار بيت المقدس
فيما كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا، أن المتهم مهاب مصطفى السيد قاسم (هارب) 32 سنة، يحمل اسم حركى "الدكتور"، قد اعتنق الافكار التكفيرية التى روج لها القيادى الإخوانى سيد قطب_والذى سبق وان نفذ فيه حكم الإعدام_، وارتبط بعناصر من تنظيم أنصار بيت المقدس، وكان خلال تلك الفترة دائم السفر الى دولة قطر، وتواصل مع عدد من قيادات الجماعة الإرهابية الهاربين هناك، الذين اقنعوه بضرورة العمل معهم وأغروه بتقليده المناصب القيادية ودعمه مالياً ولوجستياً لتنفيذ مخططتهم الرامى الى تكدير الأمن والسلم العام وتنفيذ العديد من العمليات الإرهابية التى تهدف الى ضرب الوحدة الوطنية والاضرار بالصالح العام.
وأضافت التحقيقات، انه عقب عودة المتهم الهارب مهاب مصطفى الى مصر، كان دائم التردد على محافظة شمال سيناء وهناك تواصل مع عدد من القيادات الإرهابية وزعماء تنظيم أنصار بيت المقدس الموالى لداعش، الذين تولوا تدريبه على استخدام السلاح وتصنيع العبوات الناسفة وكيفية استخدامها، وعقب انتهاء تدريبه تم تكليفه بقيادة الخلايا الإرهابية فى مصر خاصة بعد مقتل القيادى الإخوانى محمد كمال فى تبادل اطلاق نيران مع قوات الأمن، وتم تكليفه بالبدء فى الإعداد لعملية ارهابية تستهدف الاقباط لضرب الوحدة الوطنية وخلق حالة من الغنفلات الأمنى فى البلاد، ومن أجل تنفيذ الهدف قام باختيار عدد من العناصر الموالين للجماعة الإرهابية وتولى تدريبهم ومن ثم اطلعهم على دورهم فى العملية المقرر تنفيذها لاستهداف الكنيسة البطرسية.
العملية الإرهابية بالكنيسة البطرسية
وكشفت التحقيقات ان زعيم الخلية مهاب مصطفى الشهير بـ"الدكتور"، قد وزع الأدوار على عناصر الخلية لقيام كلاً منهما بدور محدد، حيث كلف رامى محمد عبد الحميد بإيواء محمود شفيق الانتحارى المسئول عن تنفيذ العملية الإرهابية، واخفاء المواد المتفجرة والأحزمة الناسفة اللازمة للعملية، فضلاً عن تكليفه محمد حمدى باستضافة عناصر الخلية وتوفير أماكن الاجتماعات واللقاءات التنظيمية لعناصر التحرك، كما كلف شقيقه محسن مصطفى السيد المتهم فى القضية، بالتواصل مع عناصر التنظيم والمشاركة فى وضع الخطط اللازمة لتنفيذ العملية الإرهابية، وأخيراً علا حسن محمد زوجة المتهم رامى محمد بالترويج للأفكار التكفيرية وتغطية نشاط زوجته عبر شبكة المعلومات الدولية وتأمينها.
ومن جانبه انتهى خبراء الأدلة الجنائية من اعداد التقرير النهائى عن تجميع جثمان محمود شفيق مفجر الكنيسة البطرسية، وكشف التقرير عن أن خبراء الأدلة الجنائية تولوا جمع اشلاء منفذ العملية الإرهابية من موقع الحادث، وتمكنوا من ربط أجزاء عديدة من رأس المتهم، بعد إجراء تحليل الـ"دى.أن.إيه" للتأكد من ترابطها، وعقب الانتهاء من تجميع الاجزاء الناقصة وهى العين والحاجب وجزء من فروه الرأس، تم اجراء تحليل "دى.أن.ايه" لأفراد من أسرة الجانى للتاكد من هويته، ومن المقرر تسليمه للنيابة العامة التى أصدرت قراراً بالتحفظ على الجثة ووضعها تحت تصرفها باعتبارها حرز من أحراز القضية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة