هنأ الدكتور مشعل السلمى، رئيس البرلمان العربى أعضاء البرلمان، بمناسبة ذكرى تأسيس البرلمان العربى، التى تصادف غدا الإثنين، حيث بدأ أعماله بتاريخ 12 ديسمبر 2012، متطلعا لمزيد من تفعيل هذه التجربة، وصولا لتحقيق طموح المواطن العربى فى مختلف المجالات.
جاء ذلك خلال كلمة رئيس البرلمان العربى بالجلسة الثانية من دور الانعقاد الأول للفصل التشريعى الثانى اليوم الأحد، وقد شكر السلمى بهذه المناسبة أعضاء البرلمان العربى على ثقتهم به والتى وضعها تعهدا منه على مشاركتهم المسئولية الكبيرة ، متمنيا أن يكون عند حسن ظنهم فى تحمل مسئولية رئاسة برلمان الشعب العربي، دفعا لإعلاء دور وحضور البرلمان العربى فى كافة المحافل وعلى كافة المستويات بمجهوداتهم جميعا،من أجل عمل برلمانى متميز، يحقق تطلعات وآمال ما يصبوا إليه الشعب العربى الكبير من نهضة ونمو وازدهار.
وقال رئيس البرلمان العربى "إننا إذ نقف على أعتاب مرحلة جديدة، فإننا نأمل أن تتسع نشاطاتنا ويتطور أداؤنا لنثرى سويا مسيرة البرلمان العربى كممثلين عن الشعب العربي، وأن نعبر عن صوت المواطن العربى الرامى إلى الأمن والاستقرار والتنمية الشاملة.
وأكد السلمى أن تفعيل التعاون العربى - العربى، والعمل على توحيد الصف نحو شراكة نهضوية وتنموية شاملة ومستدامة ومتكاملة ما بين الدول العربية، أنجع السبل للتغلب على التحديات الداخلية، وأن دورهم كأعضاء فى البرلمان العربى يأتى مهما لتفعيل وتطوير هذه الشراكة النهضوية، كما دعاهم إلى مضاعفة الجهود، لمناقشة القضايا الإنمائية والاجتماعية والوحدوية فى وطننا العربى، وطرح مشاريع تنموية ووضع أفكار بناءة ومشاريع قوانين تسهل الشراكة والعمل العربى – العربي، سعيا لإيجاد الحلول ومواجهة التحديات، وتخطيطا لمستقبل مزهر وبناء، لتحقيق تطلعات الشعب العربى فى النماء والتطور والازدهار، مؤكدا فى هذا السياق على أهمية العلاقات الدولية، مع كافة دول وشعوب العالم، القائمة على تحقيق الأمن والسلام ودفع عجلة التنمية فى الألفية الجديد، ومحاربة الفقر والفساد، وحماية البيئة.
وقال رئيس البرلمان العربى: "تظل قضيتنا المركزية فى البرلمان العربى هى القضية الفلسطينية، مؤكدا على ضرورة توحيد الجهود والطاقات العربية من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلى وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضى الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف، وحل قضية اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية،التى أكدت على أهمية تحقيق ذلك، ووقف الاستيطان الصهيونى والاعتداءات المتواصلة على الشعب الفلسطينى بكافة أشكاله، خاصة فى القدس الشريف والمقدسات الإسلامية والمسيحية وفى مقدمتها اعتداءات المستوطنين على المسجد الأقصى.
وأشار إلى أن ما يجرى لأشقائنا فى سوريا يدعونا للتحذير من تأزم الأوضاع هناك فى ظل عدم الالتزام بمبادئ القانون الدولى ومعاهدة ميثاق الأمم المتحدة وحقوق الإنسان ، مدينا القصف الجوى العشوائى للمدنيين من قبل النظام وحلفائه وما يسفر عنه من انتهاك وقتل وتدمير لحرمة النفس البشرية، كما ادان كافة أشكال العنف من قبل الأطراف المتصارعة والجهات الإرهابية، داعيا المجتمع الدولى إلى تحمل مسئولياته الإنسانية والأخلاقية تجاه الأزمة السورية.
وأضاف السلمى " إننا نقف مع الدولة العراقية فى حربها على منظمة داعش الإرهابية مطالبا باحترام سيادة واستقلال ووحدة العراق، ورفضه كافة التدخلات الخارجية فى الشأن العراقى الداخلى من أى طرف أو دولة."
كما أكد على دعم الاتفاقات الهادفة لوقف الصراعات فى ليبيا ودعم الحوار الليبى فى ايجاد ارضية سياسية لإرساء الحوار الليبى فى محطاته المختلفة وذلك للحفاظ على وحدة الشعب الليبى.
وأشار إلى وقوفه خلف شرعية الشعب اليمنى الشقيق المتمثلة فى الرئيس عبد ربه منصور هادي، مؤكدا على ضرورة استمرار المشاورات اليمنية للوصول إلى حل سياسى شامل وفق المرجعيات المتفق عليها ممثلة فى المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطنى وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
ودعا السلمى إلى تفعيل المؤسسات الدستورية فى الصومال وتطوير موارده الطبيعية وبسط مفاهيم العدل والمساواة لكافة شرائحه تمكينا له من بسط الأمن والاستقرار وسيطرة حكومته على سياساتها التى تفضى إلى سياسات تعليمية تحافظ على الهوية الثقافية العربية .
كما بارك مؤتمر الاستثمار فى تونس، وقدم الشكر لكل من دعم هذا المؤتمر من دول شقيقة وصديقة تأكيدا على دعم الانتقال الديمقراطى فى تونس كنموذج للتشاركية والتوافق من أجل الذهاب إلى مستقبل أفضل.
كما أكد دعم نتائج الحوار الوطنى السودانى، الذى استمر لأكثر من عام وأختتم بالتوقيع من قبل كافة الأحزاب والفصائل على الوثيقة الوطنية لتحقيق السلام، وهو نموذج يحتذى به دون أى تدخلات خارجية أو إملاءات أجنبية وإعلاء للمصالح الوطنية العليا بعيدا عن المصالح الحزبية الضيقة.
وقال السلمى إن إهدار مبدأ السيادة الوطنية للدول بتطبيق وسريان قانون محلى أصدره مشرع محلى على دول أخرى ذات سيادة يعد ضربا لعرض الحائط بأبسط مبادئ القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة، متسائلا أين المجتمع الدولى والمنظمة الدولية وميثاقها الذى ينتهك، مؤكدا أن قانون جاستا الأمريكى يتجاهل كل القواعد القانونية الدولية والمحلية ويفتقر إلى الأسس القانونية والسياسية المعمول بها فى العالم بأسره، لذلك دعا كافة الدول العربية والإسلامية والأفريقية والبرلمان الأوربى وممثلى شعوب العالم للوقوف مع احترام مبادئ القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة.
وأعلن السلمى تأييده عن ما صدر من توصيات عن القمة الخليجية، التى اختتمت أعمالها الأسبوع الماضى فى مملكة البحرين، داعيا النظام الايرانى للكف عن إصدار التصريحات المستفزة واحترام مبدأ حسن الجوار،خاصة ما صدر مؤخرا عن وزارة الخارجية الإيرانية من تصريحات غير مقبولة بشان الجزر الإماراتية المحتلة الثلاث من قبل إيران، مؤكدا دعمه وتأييده على حق دولة الإمارات العربية فى استرداد الجزر عن طريق التفاوض المباشر او محكمة العدل العربية.
وفى الختام توجه السلمى بالشكر الجزيل لجمهورية مصر العربية التى وصفها بقلب العروبة النابض لاحتضانها لأعمال البرلمان العربى معلنا عن تأييده لحربها ضد الارهاب صيانة لأمنها وامننا القومى العربى، ومعزيا الرئيس عبد الفتاح السيسى والحكومة والشعب المصرى فى شهدائهم من قوات الامن الذين سقطوا ضحية للعملية الإرهابية الجبانة قبل يومين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة