مشايخنا فى الأوقاف اهتموا بالمظهر واستبعدوا المشهود لهم بالعلم
الدكتور سعد الهلالى، أستاذ الفقه المقارن والشريعة، الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة، إسلام بحيرى الباحث فى الشؤون الإسلامية، وأخيرا وبالتأكيد ليس آخرا، الدكتور يسرى جعفر أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين، كلهم وغيرهم صاروا وبختم الأزهر أعداء للإسلام، أعداء للدين وليس لوجهة نظر بشر فى الدين، كلهم صاروا أعداء للدين وللأزهر، لأنهم اختلفوا ليس حول صلب الدين ولا معنى الإله وقداسته ولا نطقوا كفرا فقط لأنهم نطقوا عقلا حتى لو كان مختلفا.
أما الأول فالهلالى تهمه كثيرة، ولكن آخرها وأشهرها أنه التزم بقواعد الفتوى التى يجب فيها على العالم أن يعطى آراء مختلفة لمن يسأله مع أسانيد تؤكد كل وجهة نظر، وحتى لو أعلن رأيه فعليه أن يفند أسانيده، ثم يترك للسائل أن يأخذ منها ما يرتاح له قلبه وعقله، وقد فعل الهلالى ذلك حرفيا حين سألوه عن الحجاب، فعرض لوجهات نظر بأسانيد رأى أصحابها أن حجاب المسلمة ليس فرضا، واكتفى ولم يقل حتى رأيه هو الخاص، وهنا قامت الحرب أو قل شدت أوزارها فهى قائمة منذ فترة ليست بالقليلة ضد الرجل، وقائد الحرب هو الأزهر ورجاله بدأوا بالفعل معركة تكفير الرجل.
أما الثانى الدكتور أحمد كريمة فقد تم تحويله إلى التحقيق فى الجامعة للمرة الثالثة هذا العام، والتهمة تصريحات تنال من الأزهر ومشيخته بدأت بتوجيه اللوم ثم الإنذار، وأخيرا ستصل للعزل من وظيفته من يدرى فربما سيلحق ذلك تكفيره.
أما الثالث فهو إسلام بحيرى الذى يقبع فى السجن حتى الآن، رغم انقضاء مدة حبسه، فالأزهر ورجالاته كفروه ونعتوه بتهمة ازدراء الدين لأنه تطاول على فكر رجل من الناس يضع الأزهر ما جمعه من أحاديث منقولة للرسول الكريم فى ذات قداسة القرآن وهو البخارى، رغم أن من بين أيضا من نقلوه عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- حديث عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «لا تَكْتُبُوا عَنِّى وَمَنْ كَتَبَ عَنِّى غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ وَحَدِّثُوا عَنِّى وَلا حَرَجَ ...» رواه مسلم.. وتلك قضية تحتمل النقاش ولكن ما هنا مجالها، المهم أن الأزهر حتى الآن يطارد إسلام ويطلب محو كل ما هو مسجل له على اليوتيوب.
أما الرابع والأخير حتى الآن دكتور يسرى جعفر الذى أوقفوه عن العمل وحولوه للتحقيق وكفره البعض أيضا فوق البيعة، والتهمة أنه يريد إحياء فكر الشيخ محمد عبده وطه حسين!!
وسأكتفى فى الفقرة القادمة بنقل جزء من إجابة الدكتور يسرى فى أحد الحوارات المنشورة لتعرف لأى مدى وصل الرجل فى كفره، ويستحق التنكيل به، «أرى أن هذه القوافل التى تذهب لسيناء ما هى إلا شو إعلامى ليقال أن الأزهر يحارب التطرف ويتصدى للفكر التكفيرى. وهذا لا يحدث على أرض الواقع. فقديما قالوا: فاقد الشىء لا يعطيه والإنسان يتكون من عقل وبدن لكن مشايخنا فى الأوقاف اهتموا بالمظهر فقط وضموا لهذه القوافل من يرتدى الزى الأزهرى بغض النظر عن علمه وإلمامه بالقضايا المختلفة وقدرته على التحاور والإقناع. لدرجة أنهم استبعدوا بعض الأساتذة المشهود لهم بالعلم لعدم ارتدائهم العمامة والجبة».
وقال أيضا عن الخطاب الدينى «نحن لدينا أشكال كثيرة من الخطاب الدينى لذا يمكننى القول بصراحة أنه لدينا خطاب دينى مرقع إذا صح التعبير، فهناك الخطاب الأزهرى، وهناك خطاب أنصار السنة، وخطاب الجمعية الشرعية، وخطاب السلفية الدعوية، والسلفية الجهادية، ورابطة الجمعيات الصوفية، هذا بالإضافة إلى الجمعيات الأهلية، ومساجد بير السلم، فقد وصلنا لمرحلة أن تجد فى الشارع الواحد ثمانى زوايا لكن إحقاقا للحق الخطاب الوحيد المعتدل هو الخطاب الأزهرى وما دون ذلك يحتاج إلى تجديد وإعادة نظر، والأمر الوحيد الذى ينقذ الخطاب الدينى ويحقق الهدف منه ألا يكون خاضعا للسياسة وان يكون محكما بالأمور الدينية فقط».
وكنت أتمنى لو نقلت كل ما يقوله الرجل ولكن المساحة لا تحتمل، والمهم أن الأزهر يوقفه عن العمل منذ شهور وبعضهم يكفره.
أربع رجال ما نطقوا كفرا ولا روجوا إلا لاستعمال العقل، هبة الخالق الذى فضل بها الإنسان عن غيره من الكائنات، هم مثال لمن يكفرهم الأزهر ويطاردهم وعجبا، أن نفس هذا الأزهر يرفض تكفير داعش.. خلص الكلام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة