تعددت الأسباب والطابور واحد..هذا هو الشعار الذى يرفعه المصريون الآن فى بلد أصبح الطابور السمة الرئيسية لها..تموين أوراق رسمية سكر بنزين خبز أنابيب سفارات انتخابات آيفون محطات المترو هذه هى أبرز الأحداث الذى لعب فيها الطابور دور البطولة، فبالرغم من صفة "الهمج" الذى يصف بها المصريون أنفسهم، إلا أن الانتظار فى كل هذه الطوابير يتعارض تماماً مع صفة "الهمجية" التى لا يتحمل أصحابها الوقوف فى طوابير قد يطول الوقت فيها لساعات.
طابور الانتخابات الرئاسية
طابور الأنابيب
مشاهد عديدة كان عنوانها "الصراع من أجل البقاء" ثم "البقاء للأقوى" هذا هو سير الطوابير فى مصر التى بدأ أولها فى مجمع التحرير حيث استخراج كافة الأوراق الرسمية، وكانت الطوابير هى الكوابيس التى تظل مسيطرة على ساعات نوم كل مواطن يرغب فى الذهاب إلى المجمع، ثم المشهد الدامى الذى تكرر مئات المرات فى طوابير من نوع آخر وهى "طوابير الخبز" الذى كان شعارها "الداخل عندنا مفقود والخارج من هنا مولود" فكم من شخص أصيب وقُتل فى طابور الخبز وما يتخلله من مشاجرات وحكايات كافية لتسطير تاريخ بلد كامل.
طابور البنزين
طابور الخيز
ومن الورق والخبز إلى السيارات فكما كان الإنسان يسعى من أجل رغيف الخبز، وقف فى الطابور أيضاً من أجل إطعام سيارته بجركن بنزين وحدث ولا حرج عن الشجارات وتجار السوق السودة، الذين صالوا وجالوا مخترقين كافة قوانين الطوابير التى يحكمها قانون الغابة "البقاء للأقوى بس"، تمر السنوات وتزيد معها الطوابير إذ تتخذ منحنى آخر له علاقة بالناحية السياسية وكانت بدايتها مع طوابير الانتخابات ثم الاستفتاءات على الدستور، ثم الانتخابات الجديدة، وبعد ان انقضت الطوابير السياسية عادت الطوابير الطاحنة على الطعام والسلع الاستهلاكية من جديد، لكن هذه المرة كانت الطوابير على "السكر"..نعم على السكر الذى أشعل جنون المصريين وألهب طوابيرهم بعد أن أصبح كوب الشاى الذى يسد جوع كثير من الأسر مع كسرة خبز شحيحاً وذلك لعدم وجود السكر، ومن السكر للدجاج تستمر الطوابير على سيارات الجيش التى تقدم للمواطنين السلع بدعم كبير، الأمر الذى يجعل الطوابير عليها مهولة ويتخللها شجارات و مشادات ولقطات تشابك بالأيدى بين الرجال والنساء فالكل يبحث عن قوت أسرته.
طابور الآيفون
طابور السكر
وعلى هامش الطوابير السابقة مرت طوابير السفارات للباحثين عن الحرية خارج حدود مصر، وطوابير محطات المترو فى أول أيام الدراسة، وطوابير المسنين أمام مكاتب التأمينات والمعاشات و طوابير الآيفون7 التى أثبتت أن مصر بها "ناس هايصة وناس لايصة"..كل ذلك من أجل أن نثبت أن "مصر بلد الطوابير".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة