فازت بالأمس، فى افتتاح فعاليات الدورة الـ35 من عمر معرض الشارقة الدولى للكتاب، رواية "مثل إيكاروس" للكاتب المصرى الكبير الدكتور أحمد خالد توفيق، والصادرة عن دار الشروق، 2015، بجائزة أفضل رواية، ضمن مجموعة من الأعمال الفائزة بجوائز المعرض.
فى هذا الرواية، التى تبدو صريحة من خلال عنوانها "مثل إيكاروس" يقدم الكاتب أحمد خالد توفيق، مثالاً يتشابه مع إحدى الأساطير فى الميثولوجيا اليونانية، والتى تحكى عن "إيكاروس" ابن "ديدالوس"، الذى كان محتجزاً هو وأبوه فى متاهة جزيرة "كريت" عقاباً لهما من "مينوس" ملك الجزيرة.
ولكى يهرب "إيكاروس" هو وأبوه من عقاب "مينوس"، استعان الاثنان بأجنحة ثبتاها على ظهريهما بالشمع، وأثناء هروبه من منفاه، المتاهة، حلق الابن "إيكاروس" قريباً من الشمس، متجاهلاً نصيحة والده، فهوى صريعاً بعدما أذابت أشعة الشمس الشمع المثبت لجناحيه.
أما عن رواية "مثل إيكاروس" والتى اختار الكاتب الدكتور أحمد خالد توفيق، لها زمناً معيناً، وهو عام 2020، فتقترب من هذا المعنى، وهو كلما اقتربت من الحقيقة احترقت بها، فللحقيقة ثمن، وللمعرفة أيضًا ثمن، وقد دفع "محمود السمنودى" مقابل معرفته نبذاً وألماً ومعاناة، منذ طفولته كطفلٍ غريب الأطوار بين أقرانه وكرجل لا يرغب أحد فى الاقتراب منه.
"لقد مات محمود لأنه اقترب من الحقيقة أكثر من اللازم، فلم يتحمل واحترق وذاب جناحاه .. هوى من حالق ليغرق وسط محيط ثائر .. مثل إيكاروس".
تمتد أحداث الرواية التى تدور فى عام 2020، ومن ثم إلى المستقبل ثم تعود إلى الماضى لتجتمع كل الخيوط فى حجرة داخل مصحة للعلاج النفسى يمكث فيها رجل قادر على قراءة أحداث الماضى والمستقبل، قبل أن يجبر نفسه على الصمت.
فى هذه الرواية يصطحب الكاتب الدكتور أحمد خالد توفيق، جمهوره من القراء فى عالم مثير وشيق، عالم غامض يعود منه القارئ محملاً بالكثير من الأسئلة، وربما أيضًا محملاً ببعض الإجابات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة