مرات كثيرة أتأمل إن كنّا ندعى كراهية قطر وإدارتها للمصريين وبلدهم العريقة مصر.. وإن كان هذا الإحساس حقيقيا فما سر هذه الكراهية؟ .. كثيرًا لا أجد إجابة مقنعة ومحددة حيث إنه فى الأربعين سنة الماضية قد استعانت دويلة قطر بالمصريين فى جميع المجالات حتى استطاعت أن تبنى بنية تحتية لبلدتهم عن طريق العلماء من مختلف الجنسيات وأهمهم المصريون، نظرًا لقرب المسافة بين قطر ومصر وأيضًا اللغة المشتركة وهى اللغة العربية، وأيضًا نظرًا لتفوق المصريين فى عدة مجالات منها التعليم والطب والهندسة وغيرها من المجالات التى توفرت لقطر من خلال المصريين، فهل هذه الكراهية هى غيرة من مصر وشعبها نظرًا لإحساس هذه الدولة بالنقص أمام العقلية المصرية المثقفة، أو هى غيرة من مصر نظرًا لتاريخها الحافل بالحضارة والإنجازات التى أفادت البشرية، أم هى محاولة فاشلة من إدارة تلك الدويلة لتدمير مصر وأخذ مقعد مصر فى المحافل الدولية عن منطقة الشرق الأوسط، هل هذه الكراهية نابعة من قطر نفسها أم هى مدفوعة الأجر من بعض الدول التى اتخذت قطر وتركيا بديلاً عن مصر قبل فشل مخطط الشرق الأوسط الجديد بالأيادى المصرية، أسئلة كثيرة تراودنى، هل بالفعل قطر وهى الدولة العربية التى من المفروض أنها دولة عربية شقيقة أصبحت العدو الأول للمصريين قبل إسرائيل؟
وهل الرد بالشتائم للجيش القطرى وإدارة قطر هى الرد المناسب عما تفعله قناة الجزيرة ضد الجيش المصرى والشعب المصرى؟
أعتقد أن سياسة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى عدم الرد بالألفاظ أو الكلام عما تفعله الإدارة القطرية من تشويه للجيش المصرى والمصريين هى الأمثل فى التعامل فهو لم ولن يرد بالكلام ولكنه يرد بالعمل والفعل أعتقد أنه فى الثلاث سنوات الماضية السياسة الخارجية لمصر أجبرت العالم على احترام الدولة المصرية وما تحمله المصريون للهروب من مسلسل الفوضى الخلاقة وانهيار الدولة المصرية كما كيف تصدى الجيش المصرى لتنظيم إرهابى متكامل الأطراف داخل مصر وخارجها وإجبارهم على احترام عقلية الشعب المصرى والمصريين، أعتقد أيضًا حجم وتاريخ مصر مقارنة بقطر كافٍ للرد على ما تفعله قناة الجزيرة.
فنجد فى تاريخ مصر العلماء الدين أضافوا الكثير للبشرية وأذكر منهم على سبيل المثال وليس الحصر العلامة والأديب الكفيف طه حسين والرئيس القائد جمال عبد الناصر والعالم أحمد زويل والأديب نجيب محفوظ والعالم الدكتور مجدى يعقوب والمخرج العالمى يوسف شاهين والفنان عمر الشريف وفاتن الحمامة وكوكب الشوق أم كلثوم والرائع نجيب الريحانى والعالم فاروق الباز والكثير من الأسماء التى لا يستطيع مقال واحد حصرها والسؤال الذى يفرض نفسه هو ماذا قدمت قطر للبشرية؟
نسمع فقط عن رشوة الدولة القطرية لاتحاد الدولى لكرة القدم حتى تستضيف كأس العالم ونرى أيضًا رياضيين من أصول مختلفة يتجنسون بالجنسية القطرية نظير المال لتحقيق نجاحات باسم دويلة قطر، نرى قطر تشترى طائرات الرافال ولكن ليس عندهم طيارين بكفاءلة الطيارين المصريين لاستخدامها وهذا بشهادة المصانع الفرنسية.
نعم قطر عندها الأموال الكثيرة ولكن هذه الأموال لا تستطيع أن تشترى تاريخ أو حضارة مصر قد يستطيعون أن يشتروا المعامل لكنهم لا يستطيعون أن يشتروا العلم، قد يستطيعون أن يشتروا الكتب ولكنهم لا يستطيعون أن يشتروا الأدب، قد يستطيعون أن يشتروا المكتبات والمعارض ولكنهم لا يستطيعون أن يشتروا الثقافة والحضارة وأخيرًا أود أن أذكرهم بمقولة "الكبير كبير ".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة