«فيس بوك» يكذب كثيرا ويشعل أحيانا أزمات مفتعلة، مثل الزعم بأن سعر علبة حلاوة المولد يتراوح ما بين 600 و3000 جنيه، وجربت بنفسى واشتريت علبة فيها أصناف معقولة 2 كيلو بثمانين جنيها من إحدى السلاسل الشهيرة، أما العلب القطيفة والعاج والصينى والخشب المُطعم بالنحاس، وغيرها من مظاهر البذخ والفشخرة، فليست هى المقياس ودائما نسمع عن سعرها المجنون فى مختلف الأزمنة، وأسوأ من ارتفاع الأسعار، الشائعات التى تزيد جنون الأسعار.
الحرب الإلكترونية سلاح أصيل فى صنع الأزمات، ويسرى مفعولها مثل فيروس الأنفلونزا، فتضخم الآثار الكارثية التى تحبط الناس، وتصرف انتباههم إلى أزمات مفتعلة، فى وقت تشتد فيه الأزمات الحقيقية، فى الزيت والسكر والأرز واللحوم والأسماك وغيرها، التى ترتفع أسعارها دون مبرر حقيقى، ولا أعتقد أن الدولار وحده هو شماعة الجشع والطمع والاستغلال، ولكن أضف إليه عجز الحكومة عن أداء دورها فى الرقابة، فأعتى الأنظمة الرأسمالية تتسلح بأذرع قوية لحماية مجتمعاتها من توحش الرأسمالية والمستثمرين ورجال الأعمال.
ليس مطلوبا من الدولة فى الأيام الصعبة التى نعيشها أن تدعم رغيف الخبز وحلاوة المولد، وطبقا للمقولة الشعبية الرائعة «عض قلبى ولا تعض رغيفى، أن قلبى على الرغيف رهيف»، رغيف العيش أولى بالرعاية والحماية، خصوصا أنه أصيب بأنيميا فى هوجة الغلاء الأخيرة، فنقص وزنه وانكمش حجمه، ومصر قد تكون الدولة الوحيدة فى العالم، التى ترتفع فيها أسعار كل السلع بطريقة «فرح العمدة»، فأسعار السلع تنافس بعضها وتتحرك فى الزفة دون أن توجه لها دعوة.
الأسعار كالبشر، إذا أمنت العقاب أساءت الأدب، وفيس بوك رغم أنه يكذب فى كثير من الأحيان، ويسير كالأعمى فى الزفة، فإن دعاوى المقاطعة والتوقف عن الشراء يكون لها مفعول السعر، فى إيقاظ وعى الناس وتخفيزهم على المواجهة، ونموذج حلاوة المولد خير دليل، فعندما أحس التجار أنها ستفسد فى مخازنهم، وأن الناس يتفرجون ولا يشترون، اضطروا إلى تخفيض الأسعار والبعد عن المبالغة.
يا ريت نحدد سلعة مستهدفة وندعو لمقاطعتها من وقت لآخر، فالناس لن يموتوا إذا امتنعوا عنها، ولكن المؤكد أن التجار سوف يموتون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة