قطع إعلان الدولة عن منح الأولوية لأهالى النوبة فى تملك أرضى «خور قندى» الطريق على الكثير من المزايدات والتحركات المشبوهة، وضيع فرصة على جهات معروفة وأفراد لا يجدون مصالحهم سوى فى الاتجار بالقضايا الاجتماعية. وقد أنهى المواطنون المصريون اعتصامهم بعد تأكدهم من أن الدولة تساند حقوق المواطنة، ولا تتعامل بتفرقة لأى سبب وهو أمر واضح يعيه الشعب المصرى بفئاته.
قضية المواطنة محسومة وواضحة، المواطنون متساوون فى الحقوق والواجبات، لكننا وجدنا أنفسنا أمام حالة يسعى البعض فيها لإشعال الأمور، واستغلال أى حدث لتحويله إلى أحداث طائفية أو عرقية، ويسعى البعض لقلب الحقائق فيها واستغلالها للمتاجرة والتلاعب وربما البحث عن تمويل من هنا أو هناك. ونقصد قضية مجدى مكين المواطن الذى اتهم أهله ضابط شرطة بتعذيبه، وحاول البعض لتحويل الأمر لقضية طائفية لكن المجتمع بوعيه واجه الأمر، وتم التعامل مع القضية باعتبارها تخص مواطنا مصريا واتهام لضابط، وليس مواطنا مسيحيا أو مسلما.
بعد أيام رأينا من حاول العبث فى موضوع النوبة والنفخ فى موضوع يتعلق بتمليك أراضى الدولة فى مشروع المليون فدان، وهو موضوع قديم ويدخل فى سياقات مختلفة. الدولة واضحة فى هذا الأمر مثلما جرى مع شركة تنمية سيناء، حيث تم قصر الاكتتاب على أهالى القناة وسيناء باعتبارهم أصحاب الحق فى الاكتتاب فى شركة تعمل فى تنمية إقليمهم وأنهم أهم فى تلقى ثمار التنمية. وفى أراضى أسوان هناك قواعد تحكم أراضى المليون فدان، وأسوان تضم مواطنين مصريين من النوبة وباقى المحافظة، والدولة واعية لهذا الأمر.
فى قضية أراضى أسوان هناك قواعد واضحة تحدد الأولويات ومن له حق تملك هذه الأراضى، ومن حق كل مواطن أن يعرض مطالبه، من خلال قواعد المواطنة. والدولة واضحة فى هذا الأمر حيث تم قطع الطريق على محاولات العبث المكشوفة، لتحويل قضية اجتماعية إلى قضية عرقية، وقد كان إعلان الحكومة منح الأولوية القصوى فى أراضى خورقندى حاسما أغلق الباب الذى ينفذ منه المشبوهون ممن يتكسبون من تحويل كمل قضية إلى تجارة.
ونحمد الله أن المصريين لديهم من الوعى ما يمكنهم من التفرقة بين المطالب العادلة، والتلاعبات الممولة، ونوعيات من النشطاء أصبحوا يمثلون دعاة الخراب، ولا يعرفون سوى مصالحهم الضيقة، ومكاسبهم ومن التمويل الحرام، ولا مانع لديهم من أن يشعلوا أى حرب، بدعاوى فاسدة لا علاقة لها بحقوق الإنسان أو غيرها. مثلما تزعم تنظيمات إرهابية تقتل المصريين أنها تخاف على حقوق المصريين، بينما هم يقتلون ويفجرون. القضية واضحة والفرق واضح بين مشعلى الفتن وبين من يدافعون عن المواطنة للجميع. لقد تم تفويت الفرصة على المزايدين والمتاجرين بقضايا الناس، لكن لحسن الحظ أن هؤلاء أصبحوا مكشوفين ومعروفين وكل يوم يفقدون أرضا وتمويلا. ودائما وعى المصريين يقطع الطريق على أراجوزات التمويل والتلاعب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة