أعلن نادر أنور، عضو اللجنة الوزارية لإحياء مسار رحلة العائلة المقدسة، موافقة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، على إطلاق 8 مواقع لرحلة العائلة المقدسة إلى مصر، تزامنا مع احتفالات أعياد الميلاد فى 24 ديسمبر المقبل.
وقال "أنور" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن تنظيم رحلات لنقاط مرور العائلة المقدسة فى مصر، تعد بمثابة رسالة حب وسلام للعالم، وتسهم فى تحفيز السياحة الدينية لما لها من مردود إيجابى كإحدى آليات التحرك نحو استعادة الحركة السياحية الوافدة.
وأضاف، أن نقاط الرحلة ستبدأ من منطقة "مصر القديمة" فى وسط القاهرة والتى عرفت قديما باسم حصن "بابليون" حيث سكنت العائلة المقدسة فى مغارة موجودة حاليا داخل كنيسة "أبو سرجة" الأثرية المعروفة، كما يوجد بها بئر ماء أيضا، ويشمل مسار الرحلة مجمع الأديان بالقاهرة الذى يشمل الكنيسة المعلقة.
وتابع" أنور" أن المحطة الثانية للرحلة منطقة "المعادى" الواقعة على شاطئ نهر النيل -جنوبى القاهرة- حيث توجد كنيسة "العذراء مريم" التى تحتوى بئرا آخر شربت منه العائلة المقدسة، وتنتقل الرحلة إلى منطقة "وادى النطرون" التى تقع فى الفرع الغربى من نهر النيل وهناك يقع أكبر عدد من الأديرة والكنائس، ومنها دير "الأنبا بيشوى، دير السريان، دير البراموس".
وأشار إلى أن الرحلة تتجه بعد ذلك إلى جبل الطير بمدينة "المنيا" والذى يسمى أيضا بجبل الكف، لافتا إلى أن أهم المحطات فى الرحلة "دير المحرق" بمحافظة أسيوط، حيث مكثت فيه العائلة المقدسة نحو ستة أشهر، كما تعد الغرفة أو المغارة التى سكنتها العائلة هناك أول كنيسة فى مصر.
أما المحطة الأخيرة التى تصل إليها الرحلة فهى "جبل درنكة" أو جبل أسيوط، وهناك يوجد مغارة قديمة منحوتة فى الجبل حيث أقامت العائلة المقدسة بداخلها قبل أن تبدأ رحلة العودة.
وأكد، عضو اللجنة الوزارية لإحياء مسار رحلة العائلة المقدسة، أن جميع نقاط الرحلة تم تجهيزها وتأمينها ووضع العلامات الإرشادية بالطرق وتوفير كبائن لدورات المياه، بالإضافة إلى أماكن الإيواء، معلنا عن استقبال أولى الأفواج السياحية يوم 23 ديسمبر المقبل، موضحا أن الفوج يضم نحو 70 فردا من الهيئة القبطية المصرية بالولايات المتحدة الأمريكية، وأن الرحلة النيلية ستبدأ من القاهرة إلى أسيوط لمدة 7 ليال.
وقال، إنه جار العمل على توثيق مسار رحلة العائلة المقدسة بالكامل بمنظمة "اليونسكو" بالتعاون مع السياحة والآثار والخارجية والكنيسة المصرية، لوضعها على خارطة السياحة العالمية، موضحا أن مسار الرحلة يضم 29 مسارا داخل حدود مصر من سيناء إلى صعيد مصر، ويمر بعدد من الأديرة والكنائس والمزارات المسيحية.
وأضاف "أنور" أن المقصد السياحى المصرى لم يحصل على نصيبه العادل من عدد الوافدين للسياحة الدينية، برغم الزخم والمقومات السياحة الدينية المسيحية التى تؤهله أن يكون من المقاصد السياحية العالمية فى هذا المجال، لافتا إلى أن هناك نحو مليار مسيحى كاثوليكى فى العالم الغربى، وأن بعض الدول مثل فرنسا وأسبانيا وإيطاليا، تعتمد على منتج السياحة الدينية حيث تمثل نسبة 60% من حجم أعداد السياح الوافدين إليهم، لسهولة التنقل بين الدول وتنوع وسائل المواصلات.
وأشار إلى أن الزائر القادم للسياحة الدينية لا يتأثر بأى قرارات تصدر عن حكومته بفرض حظر سفر على هذا المقصد أو وقوع أحداث إرهابية، فهو يتحرك من منطق الوعظ الدينى والروحى لزيارة المعالم المسيحية المختلفة فى جميع أنحاء العالم.
وكان يحيى راشد وزير السياحة أكد على اهتمام الوزارة البالغ بهذا المنتج باعتباره أحد المنتجات الهامة التى يمكن من خلالها استعادة السياحة الثقافية فى مصر، إلى جانب أنه منتج يتيح التعرف على التنوع الكبير للمقصد المصرى من الناحية التاريخية والثقافية والطبيعية ويساهم فى إعادة صياغة الصورة الذهنية لمصر فى الخارج ويؤكد معانى المواطنة ووحدة الانتماء المصرى فى الداخل.
كما أكد الوزير أن الوزارة لن تدخر وسعا فى التجهيز وإعداد البنية التحتية السياحية للمسار، مشيرا إلى أن الوزارة تتعاون مع منظمة السياحة العالمية فى هذا الشأن بهدف اعتماد مسار العائلة المقدسة من جانب المنظمة ليصبح من ضمن أهم المسارات السياحية الدولية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة