يحن الإنسان إلى كل ما يحمل عبق التاريخ ويجد فيه ملجأ له، وليس المقصود بالتاريخ العصر الفرعونى فقط، فقد يتعلق الأمر بأشياء اعتدنا عليها فى صغرنا لنعيد باقتنائها جزءا من ذكرياتنا الجميلة معها، والتى ولى أمرها مع التطور التكنولوجى وتقدم أساليب الرفاهية فأصبحت جزءا لا يتجزأ من الفلكلور المصرى الأصيل الذى فى طريقه إلى الانقراض بفعل الاتجاه إلى الاستيراد من الغرب وتفضيل المنتج الأجنبى على المنتج المصرى.
وتلك السطور السابقة تنطبق على المعرض الدولى الأول للصناعات اليدوية بأرض المعارض، الذى قامت الدكتورة غادة والى، وزيرة التضامن الاجتماعى والمهندس طارق قابيل وزير الصناعة بافتتاحه، ومن المقرر أن يستمر حتى الـ25 من نوفمبر الجارى برعاية وزارة التضامن الاجتماعى وعدد من الوزارات والهيئات بمشاركة 82 عارضًا من مختلف محافظات مصر لإحياء الصناعات المصرية اليدوية التى لها قيمتها ويقبل الأجانب على اقتنائها.
النول فى مواجهة السجاد:
سعيد السرجانى أثناء الغزل على النول
وأحيا المعرض العديد من الحرف التى انقرضت من المحافل الصناعية والمعارض المختلفة، أو التى أوشكت على الانقراض، وجاء فى مقدمة تلك الحرف، حرفة الغزل على النول، ويقول سعيد السرجانى، معلم الحرف البيئية: "صناعة الأكلمة والمنتجات المختلفة من الصوف الطبيعى، عوضتنى عن العلام اللى حرمتنى الظروف إنى أكمله، فبعرف أكتب حروف على النول فى الطبيعة معرفش أكتبها، وبدأت منذ صباى بكفر الشيخ مع معلم حرف بيئية بقصر ثقافة فوة وبعلّم دلوقتى شباب كتير.. وأكتر حاجة بتسعدنى إنى أعلم ذوى الاحتياجات الخاصة، والعيل زى السفنجة بنزل لمستواه عشان يحبنى ويتعلم بسرعة، وبيحسوا بالإنجاز لما يلاقوا حاجة من صنع إيدهم.. مبينطقوش، بس بيشتغلوا وربنا بيعوض".
محاولة إحراق الصوف الطبيعى:
تجربة حرق صوف طبيعى
أما عن صناعة الكليم من الصوف الطبيعى، وهى واحدة من الحرف التى أوشكت على الانقراض، يتحدث عنها "السرجانى" لليوم السابع قائلاً: "الأجانب بيحبوها واللى بنبيعه بـ100 جنيه، كان بيشتريه السياح فى شرم الشيخ بـ100 دولار، لأن منتجاتنا كلها صوف طبيعى عمر النار ما تأثر فيه، وعلى عينك يا تاجر أدى الولاعة وأدى الصوف وأقطع دراعى لو ولع".
وفى نفس الجناح يقول على جمال مدرب الصناعات اليدوية بسجن المنيا، إن المعروضات الذى يقدمها من صنع يد الغارمات وعائدها يرجع إليهم، للخروج مما وقعوا بسببه فى تلك الضائقة المالية.
الكرسى القش والطبلية الخشب منتجات تعود للحياة فى مدينة نصر:
كرسى خوص
ومن المصنوعات التى لم نعتد على تواجدها فى المعارض أيضاً، الطبلية التى كان يلتف حولها أفراد الأسرة فى الماضى لتناول الطعام، ويقول أشرف حسن صانع الحرف اليدوية، إنه حرص على تقديم الطبلية الخشب والكرسى الخوص، والماسترين الذى يستخدم ضمن أدوات البناء كشماعة فى عرضه والكرسى القش أيضاً، ليعيد تدوير الأدوات ويحافظ على الفلكلور المصرى ليتواجد بلمسة عصرية فى المنازل الراقية.
طبلية
الحصيرة الخوص بأنامل أسوانية تخطف الحضور بالمعرض:
ومن المصنوعات التى تواجدت بالمعرض أيضاً وشهدت إقبالاً من الجماهير الحصيرة الخوص الذى تفنن فنانو أسوان وبلاد الذهب الأسود فى تقديمها وعمل نماذج لها ضمن العرض بالألوان التى يفضلها الجمهور.
ماسترين
مشنة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة