دخلت العلاقات التركية ـ الإسرائيلية، فصلاً جديداً من فصول شهر العسل بين الجانبين، والتى بدأت بإبرام اتفاق المصالحة فى يونيو الماضى، لإنهاء الخلافات بينهما قبل نحو 6 أعوام عقب الهجوم على أسطول الحرية وقتل 10 أتراك برصاص قوات "الكوماندوز" الإسرائيلى كانوا على متن السفينة "مرمرة" فى رحلتها لكسر الحصار على غزة.
تبادل السفراء بين إسرائيل وتركيا
وأعلن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان رسميا عصر الأربعاء تعيين كمال أوكام سفيرا جديدا لبلاده لدى تل أبيب، وقال فى كلمة ألقاها فى أنقرة: إن أوكام كان يشغل منصب مستشار الشؤون الخارجية لرئاسة الوزراء وأحد المقربين منه.
وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية أعلنت أمس بتكليف من رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو تعيين ايتان نائيه فى منصب السفير الإسرائيلى الجديد لدى تركيا ليتم غلق صفحة الخلافات والقطيعة وفتح صفحة جديدة من العلاقات مع أنقرة .
ولم يلتفت أردوغان للاتجار بدماء الأتراك عندما وافق على تسلم 20 مليون دولار من إسرائيل سبيل التعويضات لمصابى السفينة التركية "مرمرة" وذلك فى إطار اتفاق لتطبيع العلاقات بين البلدين، فى حين رفض أهالى المصابين تسلم هذه التعويضات ولكن بعد ضغوط عديدة وافق أهالى المصابين على الحصول عليها عقب تحرك الجيش التركى فى 15 يوليو الماضى، خوفا من اتهامهم بالتواطؤ .
ورغم أن الحصار على غزة لا يزال قائما، إلا أن أنقرة تسرع من وتيرة تطبيع العلاقات بينها وبين تل أبيب دون أن تلقى أى أهمية لفك الحصار عن قطاع غزة، والذى دائما ما كان أردوغان يطلق شعارات من أجل فك الحصار عن أهالى غزة.
علاقات أمنية مشبوهة بين أنقرة وتل أبيب
وبدورها كشفت وسائل إعلام إسرائيلية النقاب عن أن اتفاق المصالحة مع تركيا يتضمن أيضا تعاونا استخباراتيا وأمنيا فى العديد من القضايا، وذكرت صحيفة " يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن الاتفاق لا يشمل بند يمنعها من استهداف قيادات حركة حماس فى قطاع غزة اللذين يتحالفون مع تركيا .
ونقلت الصحيفة عن مسئول أمنى إسرائيلى رفيع المستوى قوله إن الاتفاق المتبلور لتطبيع العلاقات مع تركيا لا يتضمن أى تنازل من إسرائيل بالدفاع عن نفسها وحماية أمنها، وأكد أن الاتفاق لا يمنح تسهيلات لحماس.
أردوغان يتحالف مع الشيطان
ومن جانبه، قال إسحاق إنجى رئيس تحرير صحيفة "زمان" التركية المعارضة لأردوغان أن اتفاق المصالحة مع إسرائيل تعتبره الحكومة هدفا استراتيجيا لاشتراك المصالح فيما بينهما لنشر الفوضى فى المنطقة .
وأضاف "إنجى" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": "تعليقا على تبادل السفراء أنه بسبب علاقاته السيئة مع مصر وسوريا وتدهور الوضع الاقتصادى فى تركيا يرغب فى الخروج من هذه الأزمات وحالة الحصار السياسى المفروض عليه فيلجأ إلى عدو العرب إسرائيل والتى وصفها بالشيطان، حيث إنها هى سبب المشاكل فى المنطقة العربية ولا تريد استقرار الشرق الأوسط، موضحا أن اللوبى اليهودى له علاقة فى إعادة العلاقات بين أنقرة وتل أبيب.
وأكد أن "أردوغان" تصرفاته متضاربة ففى الوقت الذى ينتقد فيه جمهورية مصر العربية لمجرد أن الشعب المصرى اختار من يحكمه، يجرى اتفاق مصالحة مع إسرائيل التى سفكت دماء 10 أتراك، متسائلا من أولى بالمصالحة معها مصر أم إسرائيل العدوانية القاتلة؟.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة