أزمة "الأنابيب" تشتعل بين السريحة وأصحاب... by youm7
معاناة الحصول على أسطوانة الغاز أطلت برأسها فى محافظة المنوفية، بالتزامن مع فصل الشتاء، فى أزمات تتكرر سنويا، يدور خلالها المواطنون بين المستودع والتاجر السريح ليحصل على الأسطوانة، وفى النهاية يكون فريسة لتجارة جديدة بالسوق السوداء للمتاجرة بمئات الأسطوانات، ليجد نفسه مجبرا على دفع ضعف ثمنها حتى يتمكن من الحصول عليها.
وانتشرت بالعديد من مراكز المحافظة حالة من الغضب بين المواطنين الذين توافدوا على المستودعات المتفرقة، ليصطفوا فى طوابير من أجل الحصول على الأسطوانة، ليقفوا بالساعات، فى انتظار السماح، وبعضهم يعود دون الحصول على أسطوانة، فبمجرد الوصول إلى باب المستودع يجد أن الحصة قد انتهت ويرد عليه صاحب المستودع " تعالى بكرة.. آديك شايف الأسطوانات خلصت".
ففى قرية طوخ طنبشا التابعة لمركز بركة السبع بمحافظة المنوفية، والتى تقدم أهلها باستغاثة إلى اللواء محمد مصيلحى وزير التموين، من استغلال صاحب مستودع بالقرية، يفرض عليهم سعر الأسطوانة بـ17 جنيها، مع العلم بأن الوزارة قامت بترخيصها بـ 15 جنيها فقط، بالإضافة إلى قيام التجار والسريحة بجمع تلك الأسطوانات وبيعها للمواطنين بأسعار مضاعفة.
وقال محمود عبد الفتاح أحد الشاكين، أنهم كتبوا استغاثة ووقع عليها عدد كبير من أهالى القرية، للقضاء على تلك الأزمات، مطالبين بأن يتم تقنين الأسعار داخل وخارج المستودع حتى لا يكون هناك استغلال للمواطنين، لافتا إلى أنه تم الاجتماع مع المهندس هشام بيومى رئيس مركز ومدينة بركة السبع لحل الأزمة من خلال عدد من الأهالى بالقرية، وقام بعمل اتصال بصاحب المستودع وطالبه بضرورة تقنين أسعار البيع، إلا أن صاحب المستودع التزم ليوم واحد وفى النهاية استمر فى إجبار المواطنين على دفع 17 جنيها مقابل الأسطوانة .
وأكد عبدالفتاح، أن انتشار ورواج تجارة السوق السوداء ارتفعت بشكل كبير بالقرية وأمام الجميع ودون أى تحرك، مناشدا بأن يتم محاسبة كل مقصر وكل متورط فى إهدار مال المواطنين، لافتا إلى أن تجار السوق السوداء يتحصلون على الأسطوانات ليبيعوه للمواطنين بأسعار تصل إلى 35 و 40 جنيها للواحدة تحت شعار " اللى مش عاجبه مياخودشى" والناس بتكون مجبرة على الشراء .
وفى عدد كبير من قرى مركز أشمون شهدت المستودعات حالة من الزحام، واختفاءً للأسطوانات فى العديد من المستودعات الأخرى، واشتكى عدد من الأهالى بقرية ساقية أبو شعرة من انتظارهم لأكثر من أسبوعين حتى يتمكنوا من الحصول على الاسطوانة، بالإضافة إلى المعاملة غير الآدمية التى يعاملها لهم صاحب المستودع، وافتراشهم الطريق أمام المستودع من أجل الانتظار أملا فى الحصول على الأسطوانة .
وقال عادل شورى، أحد أهالى القرية، أن صاحب المستودع يتعامل مع المواطنين بصورة غير آدمية، ولا يتم التوزيع وفق ما خصصته التموين، ويكون هناك حالة من اختفاء لكمية كبيرة من الأسطوانات دون حصول المواطنين عليها، الأمر الذى أدى إلى انتشار الأزمة بالقرية وتغول تجارة السوق السوداء والتى وصل فيها سعر الأسطوانة إلى أكثر من 30 جنيها، والجميع يكون مجبرا على شرائها .
وفى عدد من قرى مركز منوف انتشرت الأزمة أيضا، نتيجة لغياب الرقابة على حد قول محمد عبدالعظيم ، أحد المواطنين، والذى قال إن العديد من القرى شهدت تجارة ورواج السوق السوداء للأسطوانات، لافتا إلى أنه يرى البيع أمام الجميع للتجار والسريحة امام المستودع ب 15 جنيها، ويقوم التاجر السريح ببيعها ب25 و 30 جنيها، الأمر الذى أدى إلى وجود حالة من الغضب بين الجميع مطالبين بأن يتم محاسبة كل المقصرين فى حق الناس وكل من يقوم بالحصول على حقوق المواطنين دون وجه حق .
فيما طالب عدد من أصحاب المستودعات برفع هامش الربح، الذى يتم على الاسطوانة وقال محمد سعد، احد اصحاب المستودعات بمركز أشمون، انهم يريدون ان يرفعوا هامش الربح للمستودع، وخاصة مع ارتفاع اسعار الوقود الامر الذى يؤدى الى رفع تكلفة النقل للاسطوانات مما يضيف اعباء كبيرة على المستودع، مؤكدا ان اسعار الوقود والتى تضاعفت ادت الى خسارتهم بشكل كبير، واصبح هامش الربح ضعيف جدا بالنسبة لهم .
وفى قرية دمليج التابعة لمركز منوف ، اشتعلت الازمة بشكل كبير، وقال محمود صلاح ، احد اهالى القرية، ان الاسطوانة ارتفع سعرها الى 20 و 25 جنية وسط غياب تام من المراقبة والمسئولين ومطالبات من الاهالى بضرورة تقنين تلك الازمة قبل تفاقمها وعدم السيطرة عليها، مطالبين بان يتم توفير الاسطوانات بسعرها التى اقرته الوزاة ب 15 جنية ومحاسبة المقصرين ومروجى السلع الى السوق السوداء وتضيع حق المواطنين .
من جانبة قال المحاسب عاطف الجمال وكيل وزارة التموين بالمنوفية، ان حملات المتابعة مستمرة يوميا من خلال المفتشين للمستودعات المختلفة، وتحرير المحاضر اللازمة للمستودعات المخالفة ، من اجل اقرار العدالة ومعاقبة المخالفين .
وأوضح الجمال أنه تم رصد ما يقرب من 2000 مخالفة خلال الشهر الأخير تنوعت بين المستودعات المختلفة، مؤكدا أن المديرية تضخ أسطوانات شهرية زائدة عن الحصة تصل الى 100 الف اسطوانة شهريا، بفصل الشتاء من اجل القضاء على اى ازمات، مؤكدا انه فى حالات المخالفات يتم تغريم المخالف قيمة الاسطوانة خالية من الدعم حتى لا يكرر المخاتلفة بالاضافة الى الانذار بالاغلاق للمستودع وهو الخيار الاخير الذى يتم مع المستودعات المخالفة .
واستطرد: رصدنا عدد الاسطوانات التى تم ضبطها خلال الفترة الاخيرة والتى وصلت الى ما يقرب من 1000 اسطوانة تم ضبطها قبل تهريبها الى السوق السوداء بعدد من المستودعات الموزعة على مراكز وقرى المحافظة، والتى اقرتها المحاضر الرسمية وفق الاحصائيات الاخيرة لمخالفات المستودعات، بالاضافة الى رصد ما يقرب من 500 اسطوانة مع بائعة سريحة تم ضبطها وفرار الباعة وترك الكمية، وكانت اخر الكميات التى تم ضبطها من خلال ضبط صاحبى مستودعين بمركز بركة السبع لقيامهم بييع 280 إسطوانة غاز بالسوق السوداء .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة