يواصل الأزهر الشريف طريقه نحو تجديد الخطاب الدينى وتغيير المفاهيم المغلوطة حول الإسلام، وإيضاح الدين الإسلامى بصوره الصحيحة، ومنها التسامح والتعايش مع الآخر، فقد اتخذ الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، من جولاته الخارجية هدفا لتصحيح الصورة المغلوطة حول الإسلام وذلك من خلال رئاسته أيضا لمجلس حكماء المسلمين، الذى يعد أحد صور تجديد الخطاب الدينى، حيث تعددت زيارات شيخ الأزهر الخارجية وأسفرت عن عودة الحوار مع الفاتيكان بعد زيارة إلى بابا الفاتيكان بروما، حيث أشار الشيخ الطيب، إلى أن زياراته الخارجية لم تكن للنزهة والسياحة، وإنما كانت لتفقد أحوال المسلمين بل وغير المسلمين أيضا والحوار مع الآخرين.
ومن تلك الجهود التى يقوم بها الأزهر، فعلى المستوى الداخلى أطلق المرحلة التجريبية لمركز الأزهر لعالمى للرصد والفتاوى الإلكترونية، وخصص رقم 19906 للفتوى الإلكترونية وبسعر المكالمة العادية، من التاسعة صباحا وحتى الرابعة عصرا، كما خصص رقم 1020 للفتوى عبر الرسائل القصيرة.
ويجرى الآن تجهيز مقر رصد الفتاوى الإلكترونية بمشيخة الأزهر بمنحة إماراتية، يستقبل خلاله فتاوى الجمهور إليكترونياً وهاتفيا، بالإضافة إلى الرد على الفتاوى بعدة لغات، حيث تم تدريب الوعاظ التابعين لمجمع البحوث الإسلامية على أساليب الفتوى، بالإضافة إلى تدريبهم على استخدام التكنولوجيا فى الرد على الفتاوى.
وقام مجمع البحوث الإسلامية بعقد عدة دورات تدريبية عن الميراث وغيرها من الأمور التى تشغل أذهان الناس، حيث يضم المركز أكثر من 300 واعظ، بالإضافة إلى تطوير العمل بلجنة الفتوى بالجامع الأزهر، التى أصبحت تضم حالياً مجموعة كبيرة من علماء الأزهر الشريف.
كما يواصل الأزهر الشريف مسيرته التنويرية للمجتمع حاملا رسالته الوسطية والتنويرية للعالم أجمع، خاصة العالمين العربى والإسلامى، فقد قرر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، إعادة فتح باب الاجتهاد وتفعيل تلك الفريضة بعد توقف دام قرونا إلا بمحاولات فردية من بعض العلماء، ولكن اتخاذ مثل هذا القرار فى ذلك التوقيت الذى تمر به الأمة الإسلامية يعد من أهم قرارات مؤسسة الأزهر الشريف فى القرن الحادى والعشرين، حيث قرر إنشاء لجنة "الفقه"، مكونة من 30 عالما من هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية وأساتذة جامعة الأزهر بالإضافة إلى المفتين الحاليين والسابقين وذلك من أجل "الاجتهاد"، فى العديد من المسائل التى تهم المجتمع وفقا لظروف العصر.
كشف الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب عن حقيقه لا يعرفها عنه كثيرون، مفادها أنه منذ صغره "ينفتح على الأدباء"؛ ويقرأ كتب طه حسين وعباس محمود العقاد وتوفيق الحكيم ومحمد عبد الحليم عبد الله، وغيرهم من أعلام الفكر والثقافة.
الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، قال فى تصريحات له، إن الذى يقف فى مواجهة التنظيمات التكفيرية هو الفكر الأزهرى والفقه الأزهرى والعقل الأزهرى، لافتا إلى أنهم راجعوا المناهج الدراسية الأزهرية، واستحدثوا مقررات تتعامل مع المفاهيم المغلوطة التى شاعت وتتردد فى الساحة الفكرية وتؤثر سلبا على توجهات الناس وتفكيرهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة