لكل إنسان نصيب من اسمه.. هذا القول ينطبق تمامًا على النجم أشرف عبد الباقى فهو حالة استثنائية بين نجوم جيله، ليس لأنه صاحب تاريخ سينمائى متنوع وممتد سواء فى السينما، والدراما، والمسرح وتقديم البرامج، أو موهبة تمثيلية من ألماظ تزداد قيمتها كلما مرت السنوات، ولكن لأنه شخص شديد الوضوح مع نفسه، ومتسق تماماً مع ما يحققه من نجاحات، ودائما ما يعى بذكاء الفنان وحسه الإنسانى متى يتوقف عن التعاطى مع فكرة النجم الأوحد، محطم الإيرادات بل أدرك جيدا بعد تجارب سينمائية لم تحقق نجاحا، إن البوصلة تغيرت وعليه أن يتعامل مع الواقع بمفرداته الجديدة، دون أن ينغلق على نفسه، أو يبعد أو يبتعد عن الأضواء، أو يعيش فى أوهامه الخاصة _ فكم من فنان ظن لا يرى سوى نفسه فى المرآة أو أنه على حق وكل من حوله لا يفهمون هو فقط صاحب الرأى الصحيح هو النجم محطم الأرقام مضحك الملايين إلى أن يستيقظ دون أن يتمكن حتى من رؤية نفسه فى المرآة.
أشرف عبد الباقى
أشرف أو النجم صاحب الوعى لم يقع فى هذا الفخ وكان سريع التكيف مع الواقع مهما تغيرت مفرداته، لم يترك نفسه أو موهبته تضيع وسط أوهام وكان من الممكن أن يستسهل ويواصل تقديم البرامج مثلا وفى ظنى أنه عندما يكتب تاريخ الكوميديا فى مصر، ستكون هناك مرحلة تعرف باسم "أشرف عبدالباقى"، أو مدرسة أشرف الكوميدية والذى لم يتوقف عن التفكير فى أن مهنته الأساسية ممثل، وأن جزءا من دوره كفنان هو إطلاق المواهب الجديدة وتبنيها وأيضا الاحتماء بها، ورغم أن أشرف صرح بأن فكرة مسرح مصر جاءته ببساطة لأنه كان يرغب فى ان يقول لابنته عندما تسأله:"بابا أنت رايح فين؟ يرد عليها عندى شغل" أصدق أشرف تماماً فى كلامه ولكن أعرف أن هذا الإنسان البسيط جدا فى تعبيراته داخله فنان نادر الوجود لأنه يعرف جيدا متى يتقدم الصفوف ومتى بتراجع خطوة أو خطوتين للخلف ليفسح المجال لنجوم شباب يصعدون أمامه ويتألقون، ويضحك من قلبه، بل فى كافة العروض التى يقدمونها يفرش لهم الافيه، ولا يتعالى على افيهاتهم، حتى لو نالت منه، أشرف الذى أدرك منذ البدايات أن أهم شىء فى الفن هو الحب والإخلاص والاجتهاد، عبد الباقى الذى شارك فى بداياته الفنية فى أكثر من 80 مسرحية لفرق الهواة حبا فى التمثيل ولم يكن يفكر وقتها فى الشهرة أو الوقت الذى سيظهر فيه للجمهور أو السينما، أشرف لم يكن يوما مهووسا بفكرة النجومية بمفهومها الأضيق بل انه وصل لعمقها واصلها، ان تعيش وأن تقدم أجيالا، ليس ذلك فقط بل ان تطلق تجربة تخص مسرح العرائس وتحول نجوم مسرح مصر إلى عرائس تعيش ويراها الأطفال وحده هو الذى يفكر بهذه الطريقة، وحدة من بين نجوم جيله اشرف النجم صاحب الرشات الجريئة.. ووزير السعادة وفيلسوف جيله..وبالفعل لأشرف من اسمه نصيب فهو أشرف واللقب باقى فى التاريخ والوجدان وكما تقول أسطورة أدهم الشرقاوى:"الاسم أدهم ولكن النقب شرقاوى".
ان
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة