كشف أحدث تقرير لبرنامج الأغذية العالمى ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) عن تدنى إنتاج الغذاء فى سوريا إلى مستوى قياسى، حيث أن انعدام الأمن فى أنحاء البلاد والظروف المناخية غير المواتية فى بعض المناطق يعرقلان الوصول إلى الأراضى وإمدادات الزراعة والأسواق ويصعّبان أكثر من أى وقت مضى مهمة المزارعين فى الحفاظ على سبل معيشتهم وتوفير الغذاء للبلاد التى يمزقها النزاع.
وأفاد التقرير- وزعه مكتب البرنامج بالقاهرة اليوم الثلاثاء، بأنه بعد خمس سنوات من النزاع فى سوريا، فقد العديد من المزارعين القدرة على تحمل الوضع فضلا عن ارتفاع الأسعار وندرة المدخلات الرئيسية مثل الأسمدة والحبوب وهذا يعنى أنه لن يكون أمام المزارعين أى خيار سوى التخلى عن إنتاج الغذاء إذا لم يحصلوا على الدعم الفورى.
وأضاف أنه لم تتعد المساحة التى زرعها المزارعون 900 ألف هكتار من القمح العام الماضى مقارنة مع 5ر1 مليون هكتار قبل الأزمة بينما سجل الإنتاج انخفاضاً حاداً أكبر من ذلك، حيث هبط من معدل 4ر3 مليون طن من القمح كان يتم حصادها سنوياً قبل الحرب إلى 5ر1 مليون طن هذا العام، أى انخفاض بنسبة 55%.
وأوضح التقرير أن نقص تساقط الأمطار وتدمير البنية التحتية للرى زاد الأمر سوءا بالنسبة للمزارعين الذى يحاولون مواصلة إنتاج الغذاء فى ظل ظروف صعبة للغاية وفى بعض الحالات دفع ذلك المزارعين إلى التحول من زراعة محاصيل قيّمة وذات قيمة غذائية عالية، إلى زراعة محاصيل أقل تغذية ولكن لا تحتاج إلى الكثير من المدخلات، مثل الشعير.
كما طالت تأثيرات الأزمة مربى الماشية وأصبحت تربية المواشى التى يمتلكونها أكثر صعوبة وتكلفة من أى وقت مضى، إلى درجة أن العديد من عائلات الرعاة اضطرت إلى بيع أو ذبح مواشيها وأغنامها ودواجنها ولا يزال القتال المستمر وانعدام الأمن المنتشر يحد من إمكانية الوصول إلى المراعى ومصادر المياه، وارتفعت أسعار الإعلاف بدرجة كبيرة بحيث لم يعد العديد من الرعاة قادرين على شرائها.
وأشار إلى أن تفاقم النقص العام فى المواد وتقليص الدعم للمحروقات وبعض المواد الغذائية من مشكلة التضخم والانخفاض فى قيمة الليرة السورية (من 395 إلى 530 ليرة للدولار)، وحد بالتالى بشكل أكبر من قدرة السوريين على شراء المستوردات الأساسية مضيفا أن منظمة "الفاو" خلال عام 2016 قدمت دعماً لأكثر من نصف مليون شخص حتى الآن عن طريق توزيع الحبوب وبذور الخضروات والدواجن الحية المنزلية والعلف الحيوانى والتطعيم.
أما برنامج الأغذية العالمى، فيوفر المعونة شهرياً لأكثر من 4 ملايين سورى مستضعف داخل سوريا ويتم إيصال 30% من المعونات إلى المناطق المحاصرة والتى يصعب الوصول إليها فى مختلف أنحاء سوريا عبر الحدود وعبر الخطوط الفاصلة.
وذكر التقرير أن ما يقارب من 9.4مليون شخص فى مختلف أنحاء سوريا يحتاجون إلى الحصول على المساعدات، بزيادة حوالى 716 ألف شخص عن العدد فى سبتمبر 2015 والمحافظات التى تضم أكبر زيادة فى عدد المحتاجين هى القنيطرة ودرعا ودمشق وإدلب وحلب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة