أخيرا الفرحة بقى ليها عنوان ومعنى كمان، افرح يا مصرى ولا تخلى لفرحتك آخر.
إن كان كثيرون يرون فى فوز منتخب مصر على غانا بهدفين مقابل لا شىء إنجازا رياضيا جديدا يستحق الفرحة والاحتفال، لكنى ممن يرونه فرحة سياسية أيضا، فرحة بلد بالكامل، فالمصريون بالأمس لم يفرحوا رياضيا، بل كثيرون لا علاقة لهم بكرة القدم ولا يفهمون فيها ولا حتى يعرفون المنافس الذى كانت تواجهه مصر بالأمس ولا سبب المباراة أو أهميتها، ورغم ذلك وجدتهم والفرحة تملأ وجوههم، لأنهم يرونه انتصارا جاء فى وقته ليخرجنا من كآبة الأحداث وينسينا ولو لبعض الوقت مؤامرة الفصيل الذى ليس له هم إلا التنكيد علينا وتسويد عيشتنا.
فرح كل المصريين بالأمس للفوز لأنهم يعلمون أن هناك من كان يتمناها ليلة حزينة للشباب وتزيدهم غضبا ويأسا فى أى إنجاز، فرح المصريون بالأمس لأنهم يحلمون بالبسمة من فترة، حتى الرئيس السيسي نفسه كان فى حاجة لهذا الفوز لأنه يحلم بضحكة مصرية لا تنتهى، بسمة لا تغيب، وانتصارات تعطى الأمل فى كل مجال، فكانت تهنئته بالأمس ليس للمنتخب ولاعبيه فقط وإنما للشعب المصرى بأكمله، فهو الأحق بالفرحة. كانت التهنئة الرئاسية للجمهور لأنه حقق انتصار خاص فى المدرجات وكما فوت على الجماعة الإرهابية مخططها لتخريب مصر الجمعة الماضية، فوت عليها وعلى من يكرهون مصر بالأمس فرصة تحويل المباراة إلى كارثة، كان هناك من يراهن على أن الجماهير التى شاركت فى المباراة ستقلب الفرحة إلى غم وتحول الانتصار إلى انكسار، لكن معدن المصريين كان حاضرا، خوفهم على بلدهم كان فى المدرجات كما فى أرض الملعب، صدق فى حقهم وصف الرئيس لهم بالرقى والتحضر.
يقينى أن مباراة غانا فرصة لن تعوض للم الشمل الكروى وفتح صفحة جديدة تكمل ما بدأه الرئيس فى المؤتمر الوطنى للشباب، المصالحة مع جماهير الكرة تبدأ من برج العرب، والفرحة المصرية تكتمل بالاتفاق على مانيفيستو المدرجات، وكما تشكلت لجنة العفو الرئاسى من شباب، يمكن أن تشكل لجنة "الحلم الرياضى" من شباب تختارهم وزارة الشباب والرياضة والأندية بعناية وتشرف على عملهم الرئاسة ليبدأ فى وضع مشروع عودة الجماهير إلى المدرجات وعودة الروح لكرة القدم دون تجاوزات أو أخطاء، وكما دعا الرئيس شباب المعارضة إلى المؤتمر الوطنى يمكن أن يدعو إلى جلساته المقبلة عددا من شباب المشجعين دون مسميات، لا ألتراس ولا كابوهات، وإنما شباب مصرى يحب الكرة ويعشق بلده.
الفرحة يمكن أن تزيل الضباب، وتعيد المياه إلى مجاريها لتكسب الدولة جزءا من شبابها كان بعيدا عنها، ويكسب الشباب دولتهم التى تراهن عليهم.
الرياضة يمكن أن تكون مفتاح العودة للفرحة المصرية، وباب استرداد الروح المصرية التى راهن البعض على غيابها، لكنها عادت وبقوة لتعلنها للكافة، أنا المصرى، إيدى فى إيد بلدى.
بالأمس وعلى استاد برج العرب هزمنا اليأس وكسرنا حاجز الخوف من منتخب كان عقدة مصرية شبه دائمة، وبنفس الروح والتماسك يمكن أن نكسر أى حواجز فى طريق عودة مصر إلى مكانتها، وكما عبرنا عقبة غانا باليقين والثقة والتماسك والجمهور المصرى الصابر يمكن أن نعبر كل العقبات التى وضعها المتآمرون فى طريق مصر، اقتصاديا وسياسيا، وكما هزمنا اليأس الكروى يمكن أن نهزم الإرهاب ونقهر الإحباط الذى يريد البعض أن يحاصرنا به.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة