· انتشار عمل الأجانب فى الإرشاد السياحى "خرق للأمن القومى"
· نواجه فشلاً ذريعًا بالسياحة الداخلية
· بعض الفنادق تبالغ فى أسعارها على المصريين
· العالم يدرس الآثار المصرية بالمناهج.. ومدارسنا تقتصرها على حصص التاريخ
· الرحلات المدرسية تعطى الطلاب انطباعًا سيئًا عن المناطق السياحية
قال حسن النحلة النقيب العام للمرشدين السياحيين، إن الخريطة السياحية العالمية تغيرت تمامًا بعد انتشار "السوشيال ميديا"، وذلك لإتاحتها الفرصة لأى شخص حول العالم الإطلاع على معالم أى دولة ليقصدها فى رحلته، واصفًا تلك الظاهرة بـ"السلاح ذو الحدين"، موضحًا أنه فى حال عدم استغلال القائمين على قطاع السياحة فى مصر لها بشكل مدروس لتوسيع دائرة المنافسة، وعرض مصر بشكل جيد بين دول العالم لن يأتى أحد لزيارتها، على عكس ما قد يحدث فى حال إطلاق حملات دعائية وإعلامية تبرز المعالم السياحية والتى تعزز من رغبة السياح فى زيارة البلاد.
وأشار النحلة، فى حواره لـ"اليوم السابع"، إلى أن السوشيال ميديا تلعب دورًا فى تضخيم الأحداث الداخلية فى مصر، إذ أن مستخدميها يسارعون فى إحداث سبق فى شرح الأحداث، وترجمتها لأكثر من لغة، ونشرها بنطاق واسع، حتى تصل للعالم كله، مؤكدًا ضرورة البدء فى عمل ذراع إعلامى متزن يصل لكل البلاد، لينشر الأخبار والمعلومات الصحيحة عن مصر، والترويج عن الأماكن السياحية بها، ولمحاربة وسائل الإعلام المحرضة ضد مصر بالخارج.
وأضاف نقيب المرشدين السياحيين: "لا يخفى على أحد أن ثورة 25 يناير أثرت سلبيًا على الاقتصاد والسياحة، وتم استغلالها من جهات غربية وبعض الدول الأوروبية ضد مصر، فقد كان فى مصر قبل الثورة 10 ملايين سائح، بدخل يقارب 14 مليار دولار لخزانة الدولة، ومثلها لقطاع الأعمال الخاص فى الدولة أى بمتوسط دخل 20 مليار دولار سنويًا، وذلك جعل لدى تلك الدول إصرارًا بعدم عودة السياحة لمصر، وجلب تلك المكاسب لها، فوقف السياحة 6 سنوات أفقد مصر حوالى 120 مليار دولار، بقطاع يعمل به 4 ملايين مصرى".
وتابع: "الإعلام الخارجى يركز بشكل كبير على الأحداث فى الداخل لنقلها بالخارج، معتمدة على مصداقيتها الكبيرة لدى المواطنين بالخارج، فى حين أن كوارث طبيعية وإرهابية تحدث فى مطارات بعض دول العالم ولا يعلق عليها أحد، إلا أن تضخيم الأمور فى مصر من الخارج هو فى الأساس أمور ذات أبعاد سياسية وتآمرية".
وأشار نقيب المرشدين السياحيين، إلى أن السياحة المصرية تعانى من العشوائية، وقائمة على المجهودات الفردية للشركات، التى لديها قدرة على السفر والترويج لها بالخارج، أو عمل تحالفات مع شركات لتسفير وفود، حتى أصبحت الشركات لا وجود لها بالخارج، وتعمل فى مصر "تخطف من بعضها الوفود"، على حد وصفه، بعيدًا عن انتهاج سياسة التخطيط لدخول أسواق جديدة بقوة والهيمنة عليها، مضيفًا: "إلا أننا تركنا الساحة الخارجية لشركات أجنبية، وبالتالى مع أى وعكة داخلية، تسحب تلك الشركات أعمالها فتتوقف السياحة".
واستطرد نقيب المرشدين السياحيين: "من بين العشوائية فى السياحة، أنها ظلت معتمدة على 4 أسواق فقط، أوروبا الغربية، أمريكا وكندا ونيوزلندا وأستراليا، وألمانيا، وإسبانيا وفرنسا وإنجلترا، ثم فتحت أوروبا الشرقية وروسيا، وكان هناك إقبال كبير ثم توقفت، نتيجة لأنها جاءت بشكل عشوائى أيضًا دون تخطيط، فى الوقت الذى نجد فيه منطقة مثل آسيا بعدما تفوقت اقتصاديًا، بدأت للترويج للسياحة بالصين وكوريا الجنوبية وسنغافورا وتايلاند وإندونيسيا وماليزيا، وبدأ العالم يتجه لها".
وقال: "من حسن حظنا أن هناك طيران مصر للطيران بماليزيا، فكانت تصطحب وفود إلى مصر، أى أنها رحلات تأتى بالصدفة، دون أى قرار مسبق أو تخطيط، هو فقط رزق الشعب المصرى والعاملين بالقطاع، لكن فى حال وجود لكن لو كان فى تخطيط مسبق واستهداف أسواق بعينها ستنجح، هناك أسواق لا نستهدفها كأمريكا اللاتينية "المكسيك، كولومبيا، أرجنتين، برازيل، اكوادور، بيرو، أوروجواى"، وليس بها رحلات طيران، أو نحضر معارض بها، أو أى دعاية عن مصر وتأتى منها سياحة، رغم أن مدة سفرهم تصل إلى 24 ساعة للوصول إلى مصر".
وأضاف حسن النحلة: "كما أنه لابد من فتح خطوط بآسيا الوسطى، وسنغافورا وماليزيا واليابان والصين وكوريا الجنوبية، وهونج كونج وإندونيسيا، تلك الأسواق حتى الآن تأتى منها رحلة واحدة كل أسبوع فقط، فى الوقت الذى إذا تم الاهتمام بها سيختلف الوضع تمامًا، فالسائح اليابانى مثلاً يفضل ركوب خطوط طيران الدولة المتجه لها، ولا يحب الترانزيت، فإذا تم فتح شارتر الآن مع اليابان غدًا سيأتى 10 آلاف سائح منها، بجانب التعاون بين الشركة الناقلة "مصر للطيران" وتقديم تسهيلات لرجال الأعمال، والذين لديهم الرغبة الحقيقية فى التعاون بشكل جادى مع وزارتى الطيران السياحة لإنقاذ السياحة، لوضع خطة لكل سوق من الأسواق.
أما عن عمل الأجانب فى الإرشاد السياحى فى مصر، فقال: إن تلك الظاهرة بدأت مع مجىء وفود من اليابان، وروسيا، والصين، ورومانيا والتشيك، دون وجود مرشدين مصريين يجيدون للغاتهم، إلا أنه فى غضون عامين كان لدينا أعداد كافية فى تلك اللغات، لكن لم يحد ذلك من عمل المرشد الأجنبى، فأصبحت العملية من كونه مرشدًا للشرح، إلى رغبة من قبل الشركة فى الهيمنة على الرحلة، بدءًا من السفر والفندق والمرشد لتصبح مصر غير مستفيدة بأى عائد مادى يذكر من الرحلة، بجانب أنه يعمل دون تحريات أو دفع للضرائب أو تأمينات، وتمنحه الشركات ما يوازى 150 دولارًا على عكس المصرى الذى يتم منحه 50 جنيهًا بالمخالفة للقرار الوزارى والقانون الذى نص على الأجر الرسمى للمرشد السياحى ألا يقل عن 300 جنيه فى اليوم، حتى بات ذلك خرقًا للأمن المصرى".
وأوضح أن الشرق الأوسط به 3 مناطق فقط التى تتنافس على السياحة بها، إسرائيل ودبى وتركيا وتونس والمغرب، والمندوب الأجنبى من الممكن أن يكون موسم فى مصر ثم إسرائيل ويتم نقل أدق التفاصيل لها، وهناك واقعة بالفعل إبان ثورة يناير، تم ضبط بسيارة مدير شركة سياحة أجنبية، مسدس قنص حديث، وما زال فى السجن.
وأشار إلى ضرورة إصدار الجهات الأمنية قرارًا واضحًا، بمنع عمل الأجانب للحفاظ على حق الدولة، وحال رغبته فى العمل عليه عمل كافة الإجراءات اللازمة لذلك، للحفاظ على فرصة عمل للمرشد السياحى المصرى المصنف الأفضل عالميًا لحجم المعلومات التى يعملها وعدد اللغات وعدد المرشدين فى مصر، وتنوع المنتج السياحى المصرى.
من ناحية أخرى، قال حسن النحلة، إن السياحة الداخلية تواجه فشلاً ذريعًا فى التسويق لها، فهناك مفارقة بين السائح المصرى والأجنبى، فالمصرى تعنى الرحلة له الإقامة فى الفنادق وتناول الوجبات، والخروج إلى البحر، أما الأجنبى يأتى للفندق ويجرى رحلات مختلفة بجانب تناوله الوجبات، وتناول مشروبات بكافيتريات الفندق، أى أنه يحقق ربحًا أكبر للفنادق، بشكل يؤدى إلى وجود فارق فى الأسعار بين الأجنبى والمصرى، فالأجنبى يحصل على الخدمة بسعر تنافسى منخفض، فى مقابل أن بعض الفنادق تغالى فى الأسعار للمصريين، وبالتالى يجد المصرى له من الأفضل السفر إلى الخارج بالطيران بنفس التكلفة التى سيأخذها فى السفر إلى شرم الشيخ بالأتوبيس لمدة تصل إلى 8 ساعات".
وأكد النحلة، أن نجاح السياحة الداخلية يعنى انتهاء مشاكل نظيرتها الخارجية، لضبطها كل سلوكيات الشارع، مشددًا على ضرورة اجتماع غرفة الفنادق وغرفة الشركات لتحديد مواسم الإجازات وأسعار منطقية مناسبة للشارع المصرى، وخدمات ترضى الجميع، وأن تعقد القنوات المصرية غرف عمليات للترويج لتلك السياحة، والإعلان عن المناطق وأسعارها وخدماتها.
واستنكر نقيب المرشدين السياحيين، أن يأتى سائحون من كندا وإنجلترا وأمريكا لزيارة الأهرامات لدراستهم لها فى مناهج المرحلة الابتدائية، وتدريسها فى العالم كله، فى الوقت الذى لا تتحدث فيه المدارس المصرية عن المناطق الأثرية والسياحية إلا فى حصص التاريخ والتى تعد أكثر الحصص كرها للطلاب، حسب وصفه، قائلاً: "للأسف الرحلات المدرسية تعامل الطلاب معاملة سيئة، حتى أننا أثناء مرافقتنا للوفود الأجنبية، نرى الطلاب يسحبون خلفهم الشنط المدرسية، وأكياس الطعام، ويتضح عليهم الإرهاق من كثرة المشى، لذا يأخذ الطفل انطباعًا سيئًا عن الآثار، وما يحصل عليه فى الرحلة فقط التقاط صور تذكارية، واللعب بالمساحات المفتوحة دون تلقى أى معلومة عن المكان الذى يزوره، وبالتالى تفقد السياحة الداخلية أهميتها".
وتابع: "أدعو أى مدرسة تريد تنظيم رحلة سياحية على مستوى الجمهورية، أن تخاطبنى بالنقابة، قبل الرحلة بـ5 أيام، سنوفر لها مرشدًا سياحيًا مجانًا، وسيصطحب الرحلة ويعاملهم كما السياح، بجانب منح الطلاب معلومة وإدخال الفرحة عليهم بشكل يحببهم فى تلك الأماكن، لبناء ثقافة لديهم عن تلك المناطق وتنمية الانتماء والفخر بما لديهم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة