قرأت لك..العمليات المشبوهة "للمخابرات البريطانية"

الثلاثاء، 01 نوفمبر 2016 07:00 ص
قرأت لك..العمليات المشبوهة "للمخابرات البريطانية" غلاف الكتاب
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أصدر المركز القومى للترجمة الطبعة الثانية من كتاب التاريخ السرى لتآمر بريطانيا مع الأصوليين من تأليف مارك كورتيس، وترجمة كمال السيد.

يستند هذا الكتاب على الوثائق الرسمية البريطانية التى رفعت عنها السرية، خاصة وثائق الخارجية والمخابرات، ليفضح تآمر الحكومة البريطانية مع المتطرفين والإرهابين، دولا وجماعات وأفرادًا، فى أفغانستان وإيران والعراق وليبيا والبلقان وسوريا وإندونسيا ومصر وبلدان رابطة الدول المستقلة حديثًا، بل حتى فى نيجيريا التى تآمرت بريطانيا على خلافة سوكوتو فيها فى أوائل القرن العشرين مع متأسلمين هناك، وذلك لتحقيق مصالحها الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية.

ويوضح المؤلف وهو صحفى وكاتب ومستشار، عمل زميلا باحثا فى المعهد الملكى للشئون الدولية، ومديرًا لحركة التنمية الدولية ورئيسا لقسم السياسة فى مؤسسة المعونة بالعمل والمعونة المسيحية، كما كانت بريطانيا ماكرة وماهرة فى التلاعب بكل الأطراف، وأن أكثر من استغلتهم قد نبذتهم عنها عندما لما يعد لهم جدوى وانتفى الغرض- وهذا ما تفعله الآن الولايات المتحدة الأمريكية مع داعش- وهذا حدث بدءا من الإخوان المسلمين للسعودية لـ"ابن لادن" والشيع الافغانية للفرق الإندونسية.

وبالوقائع والتفاصيل الموثقة يعرض الكتاب أن المصلحة الخاصة كانت هى الأساس فى سياسة بريطانيا الخارجية وأن المبادئ والقيم ليس لها مكان فيها، وأنها دائما ما استندت إلى سياسة فرق تسد، وتقلبت فى التعامل مع كل الأطراف المتضاربة، فبعد أن مولت طالبان وسلحتها انقلبت عليها، وساندت حيدر علييف الشيوعى السابق، عضو المكتب السياسى للحزب الشيوعى السوفيتى ومن رؤساء الكى جى بى، والذى أباد خصومه بوحشية، ضد معارضيه المتأسلمين، وبعد أن تآمرت مع الولايات المتحدة لإعادة الشاة لعرشة فى 1953 بتدبير انقلاب على القائد الوطنى "مصدق"، رفضت طلبه اللجوء إليها بعد أن أطاح به الخومينى.

ويعرض الكتاب دور بريطانيا القيادى والسباق فى التآمر مع المتاسلمين، ثم تحولها إلى حذاء، كما يقول، فى رجل الأمريكيين، تقوم بالأعمال القذرة التى يأنف الآخرون القيام بها.

التاريخ السرى
التاريخ السرى

 

كما يوضح المؤلف أن جميع الحروب التى اتخذت طابعا جهاديا لعبت بريطانيا الدور السياسى فيها من أفغانستان للبوسنة حتى الحرب فى أذربيجان وأرمينيا حول ناجورنو كاراباخ والحرب فى كشمير وفى بلدان رابطة الدول المستقلة، كما أنها قامت هى وأمريكا باختبار أسلحة فتاكة فى أفغانستان لبيان مدى فاعليتها، كما كانوا دائما ينظرون للعرب باستمرار نظرة دونية، فكما يوضح فان السير كونجريف يرى أن العرب، مسلمين ومسيحيين ويهود كلهم لا يعادلون حياة إنجليزى واحد.

ولم يكتف الكاتب بإنجازات بريطانيا القذرة فى العالم العربى والإسلامى، بل ويكمل إنجازات حليفتها الدائمة التى تفوقت عليها وهى الولايات المتحدة الأمريكية، فإنهم دائما وأبدا ما جعلوا القومية العربية عدوهم الأول، فقد لعبوا الدور الرئيسى فى ذبح أعضاء حزب تودة الإيرانى 1953، وفى إبادة الحزب الشيوعى الإندونيسى الذى كان يضم مليونى عضو على يد صديقهم سوهارتو ومن معه من المتأسلمين، كذلك فعلوا فى العراق والأردن وفى أفغانستان التى كان عميلهم حكمتيار فيها يسلخ جلود أعدائه، خاصة اليساريين وهم أحياء، فقد ساندوه بكل قوتهم رغم أن شهادة الكونجرس أوردت أنه أكثر القادة الأفغان فسادًا.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة