أكثر من خمسين عاما مرت على اغتياله وتراث تشى جيفارا وحياته لا يزالان مسألة خلاف، نقاط متناقضة مختلفة من حياته خلقت الطابع المعقد لحكايته، لكن الخلاصة هى أن جيفارا تحول إلى رمز مثالى للحركات اليسارية.
تشى جيفارا
قد تنظر مجموعة لتشى جيفارا باعتباره بطلا، على سبيل المثال أشار نيلسون مانديلا بأنه "مصدر إلهام لكل إنسان يحب الحرية"، فى حين وصفه جان بول سارتر بأنه: ليس فقط مثقفا ولكنه أيضا أكمل إنسان فى عصرنا.
ومن الذين أبدوا إعجابهم بجيفارا أيضا الكاتب جراهام جرين الذى لاحظ أن تشى "يمثل فكرة الشهامة والفروسية والمغامرة"، وسوزان سونتاج التى شرحت أن "هدف (تشى) ليس أقل من القضية الإنسانية نفسها.
نيلسون مانديلا
فى المجتمعات السوداء أعلن الفيلسوف فرانز فانون أن جيفارا "رمزا للعالم عن إمكانيات رجل واحد"، فى حين أن حزب الفهود السود ورئيسها ستوكلى كارمايكل نعى قائلا "تشى جيفارا لم يمت وأفكاره لا تزال معنا"، الثناء انعكس على جميع أنحاء الطيف السياسى، وموراى روثبارد مجد جيفارا على أنه شخصية "بطولية"، معربا عن أسفه لوفاته "أكثر من أى رجل فى عصرنا أو حتى فى قرننا هذا، (تشى) كان تجسيدا حيا لمبدأ الثورة".
فى حين أن الصحفى كريستوفر هيتشنز علق بأن "موت تشى كان يعنى الكثير بالنسبة لى ولعدد لا يحصى أيضا من أمثالى فى ذلك الوقت، كان نموذجا يحتذى به، وإن كان واحد من المستحيلات بالنسبة لنا البرجوازيين الرومانسيين، حيث ذهب وقام بما يفعله الثوار حارب ومات بسبب معتقداته.
سارتر
لا يزال جيفارا البطل الوطنى المحبب للكثيرين فى كوبا، مازالت صورته تزين البيزو الكوبى وطلاب المدارس يتعهدون كل صباح قائلين "سنكون مثل تشى"، فى وطنه الأصلى الأرجنتين، تحمل مدارس ثانوية اسمه، والعديد من المتاحف المنتشرة فى البلاد تحمل اسمه، فى عام 2008 تم كشف النقاب عن تمثال البرونز 12 قدما له فى مدينة روزاريو محل ولادته، بالإضافة إلى ذلك جيفارا تم تنصيبه كقديس من قبل بعض الفلاحين البوليفيين باسم "سانت أرنستو" الذين يصلون له من أجل المساعدة.
جيفارا
على العكس تماما ينفى ماكوفر أحد كتاب سيرته الذاتية، كونه بطلا يستحق العبادة، ويصوره على أنه الجلاد الذى لا يرحم، يجادل المعارضون بأن فى كثير من أنحاء أميركا اللاتينية، الثورات المستوحاة من تشى كانت نتيجة عملية لتعزيز النزعة العسكرية الوحشية والصراع الداخلى لسنوات عديدة، ألفارو فارجاس لوسا من إحدى المعاهد المستقلة افترض أن أتباع جيفارا المعاصرون "يخدعون أنفسهم بالتشبث بخرافة"، بينما وصف جيفارا بأنه البروتستانتى الماركسى الذى استخدم سلطته العقائدية لقمع المعارضة، فى حين عمل أيضا بدم بارد مما أسفر عن قتله.
جيفارا بين أعدائه
كما اتهم لوسا جيفارا "بالمتصرف المتعصب" باعتباره الركيزة الأساسية للسوفيات فى الثورة الكوبية، وتكهن بأنه تابع مجموعة من الواقعية تؤمن بالعقيدة الأيديولوجية العمياء، جيفارا لا يزال يشكل شخصية مكروهة فى أوساط كثيرة من المجتمع الكوبى فى المنفى الذين ينظرون إليه بعداء ويسمونه جزار لا كابانا، حفيد جيفارا الذى يعيش فى المنفى - كانك سانشيز جيفارا - أصبح أيضا فى الآونة الأخيرة من أشد منتقدى النظام الكوبى الحالى.
استشهاد البطل
أصبح وجهه الرفيع المرسوم الصورة بلون واحد واحدا من أكثر الصور انتشارا وعالمية فى العالم التى يتم تسويقها يمكن العثور عليها فى مجموعة لا حصر لها من المنتجات، بما فى ذلك القمصان والقبعات والملصقات والوشم، من السخرية أنها تسهم فى ثقافة المستهلك التى كان يحتقرها، ومع ذلك لا يزال جيفارا شخصية يتم ذكرها على وجه التحديد، سواء فى السياقات السياسية أو على النطاق الشعبى الواسع كرمز للتمرد الشاب.
نصب تذكارى لجيفارا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة