فى زخم الاحتفالات بذكرى انتصاراتنا العظيمة، فى حرب 6 أكتوبر 1973، هناك الكثير مما يجب التوقف عنده فى سرد الحكايات عن هذه الحرب، فبعض الذين يتحدثون، وتحت تأثير حب الظهور الإعلامى يفتون فى أى شىء، وبعضهم وبفعل الآثار السلبية التى تتركها السنون على الذاكرة يؤلفون وقائع ليست حقيقية فتسىء لهم، كما حدث من السيدة جيهان السادات التى تعد أكثر النماذج التى ينطبق عليها الحالتين «حب الظهور، وآثار السنون».
فى حوراها مع عمرو أديب قبل أيام، قالت: «أنا حسيت إن يوم الحرب هيبقى بكره أو بعده قربت لأنه سايب البيت وماشى، كان عندنا ضيوف وبعدين طلعت فوق، والولاد كانوا قاعدين مستنين إننا نتغدى كلنا فبقول لهم حد سمع حاجة يا أولاد افتحوا الراديو، فقالوا لى فى إيه، قلتلهم مفيش حاجة، وسمعت بقى اثنين وتلت الاشتباكات وقمت نازلة جرى ولا تغديت ولا حاجة».
تناست جيهان، أن الحرب بدأت يوم 10 رمضان، مما استدعى تشبيه كلامها بكلام القيادى الإخوانى صبحى صالح، أثناء حكم جماعة الإخوان، بأنه كان يتناول الغداء وقت سماعه خبر الحرب، أما مفيد فوزى فلم يتخلف عن الإفتاء، فقال لعمرو أديب أن الذى أذاع بيان الحرب هو جلال معوض، والحقيقة أن صبرى سلامة هو من أذاعه، و«معوض» كان مستبعدا بلا عمل وقتئذ، لأن السادات أطاح به فى حركة 15 مايو 1971 مع وزراء ومسؤولين وإعلاميين الذين عملوا مع عبدالناصر ووضعهم فى السجون.
قال «فوزى» أيضا: إن شاه إيران محمد رضا بهلوى وقف إلى جانب مصر فى الحرب، وأمد مصر بالبترول، وهذه كذبة كبرى قالها السادات فى حياته غافلا حقيقة أن الشاه كان يمد إسرائيل بكل ما تحتاجه من بترول فى حروبها ضدنا، ولجأ السادات إلى هذه الكذبة لتبرير تأييده للشاه أثناء ثورة الخمينى عام 1979، واستقباله فى مصر بعد رفض دول العالم، ومن يريد أن يعرف قصة «الشاه» و«السادات» قبل حرب أكتوبر وبعدها فليعد إلى الكتاب المهم لأحمد بهاء الدين «محاوراتى مع السادات».
تزامن استقبال السادات لـ«الشاه» مع تجميد علاقات مصر بالدول العربية بسبب السلام مع مصر، فاضطر إلى مقارنتها بالشاه، زاعما أنه يدافع عن حقوقنا، وفى نفس الوقت يسفه من مواقف الدول العربية، رغم مساعدتهم لمصر بالمال والعتاد وإرسال الجنود إلى جبهات القتال.
وغدا نستكمل
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة