يبدو أن التفاهة والرغبة فى الظهور أصبحت مرضا معد ينتقل بين من يجلسون على كراسى أكبر منهم ، فتصيبهم لوثة بسبب عدم استيعابهم لدورهم وما يجب ان يتحملوه من مسئوليات، فتجدهم ينشغلون بالتفاهات والخزعبلات التى تجذب إليهم الأنظار وتجعلهم تحت دائرة الضوء.
ما سبق ينطبق على بعض الدعاوى التى أثارت الجدل خلال الفترة الماضية والتى أطلقها نائب الختان والعذرية إلهامى عجينة الذى أثارت تصريحاته الغضب والاستياء والاشمئزاز.
عجينة الذى لم يكن اسما يعرفه أحد قبل تصريحاتها التى أطلقها منذ فترة حول الختان ، والتى أكد فيها ضرورة ختان الإناث فى مصر نظرا لأن رجالها يعانون من الضعف الجنسى ، قائلا:" احنا شعب رجالته بتعانى من ضعف جنسى، وإذا بطلنا نعمل ختان هنحتاج رجالة أقوياء، ونحن لا نمتلك رجالاً من هذا النوع".
وأضاف: "أن الختان يقلل الشهوة الجنسية للمرأة، والمفترض أن تقف النساء إلى جانب الرجال علشان العجلة تمشى، وتبقى الكفتين متساويتين، وإذا كان فيه حد مش هيعجبه كلامى وهيزعل، يعتبر إنى بتكلم عن نفسى ،وتعالوا اسألوا مراتى."
وكشف تصريح عجينة عن الختان المستوى المتدنى من الحوار الذى وصل إليه أحد نواب البرلمان والذى من المفترض أن يعبر عن هموم الأمة ويطرح مشكلاتها ويضع لها حلولا، فإذا به يتحدث بأسلوب لا يرقى حتى إلى حوارات العشوائيات وكأنه يجلس فى " غرزة " وليس تحت قبة البرلمان.
ولم تكد تهدأ هذه الضجة حتى أتحفنا النائب الهمام بما توصل إليه بعد قدح زناد فكره عن حل جهبذ لمشكلة الزواج العرفى ، فاقترح إجراء كشف عذرية دورى على بنات الجامعات والمدارس للتأكد من أنهن أنسات ولسن متزوجات عرفيا أو عاهرات ، هذا التصريح الذى يفترض أن بنات مصر عاهرات أو منحرفات حتى يثبت العكس بكشف عذريتهن .
وهو ما أثار جدلا أكبر وطالب الكثيرون بالكشف عن قوى عجينة العقلية وإحالته للجنة القيم وإسقاط عضويته بالبرلمان، ورفع البعض عدد من الدعاوى القضائية التى تتهمه بالإساءة للشعب المصرى وبنات مصر وهو ما دفع النائب للاعتذار عن تصريحاته، فى محاولة فاشلة لامتصاص الغضب الشعبى والبرلمانى، حيث صدر قرار بإحالته إلى لجنة القيم.
تصريحات عجينة تؤكد أننا أمام نوعية من نواب البرلمان لم نرها من قبل ، وصل الأمر بينهم إلى هذا الحد من لعب العيال والتهريج والرغبة فى الشهرة على شرف بنات مصر. فهذه التصريحات تنضح بما يحمله بعض نواب البرلمان من فكر لا يتجاوز النص الأسفل من الإنسان ،و نظرة دونية لبنات مصر وكأنهن عاهرات، و متهمات لا تثبت برائتهن إلا بكشف العذرية ، هذا الكشف الذى يحط من شأن الفتاة ويطعن فى عفتها وعذريتها .
فهل يقبل سيادة النائب الذى طرح هذه الأفكار بالطعن فى رجولته وهل يقبل أن يتم اتهامه بالشذوذ حتى تثبت براءته بكشف طبى يؤكد أنه رجلا ، كما يطالب بنات مصر وطالبات الجامعات والمدارس بإثبات عفتهم وعذريتهم ؟
وليعلم عجينة وغيره أن بنات مصر ونساءها لسن ملطشة لكل باحث عن الشهرة، وإذا كان هؤلاء الباحثين عن الأضواء تساورهم أزماتهم النفسية ووسواسهم القهرى بهذه الأفكار فعليهم أن يطبقوها على أنفسهم و بناتهم ، أما بنات ونساء مصر فهن خط أحمر ولن يقبلن الإهانة والتشكيك فى عفتهن ، ومزبلة التاريخ هى المصير الحتمى لكل من يحاول النيل من سمعة المرأة المصرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة