أكد السيد عبدالسلام ولد أحمد، المدير العام المساعد، والممثل الإفليمى لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، لمنطقة الشرق الأدنى وشمال افريقيا، أن التغير المناخى يعد واحداً من أبرز التحديات التى تواجهها الإنسانية، حيث من المتوقع أن يقلص نسبة النمو ويزيد من نسبة الفقر ويهدد البيئة والكائنات الحية التى تقوم عليها الحياة، مشدداً على أن معظم تأثيرات التغير المناخى على التنمية الاقتصادية وعلى المجتمع بشكل عام ستمر عن طريق قطاع المياه.
وجاء ذلك خلال كلمته اليوم فى افتتاح الاجتماع التمهيدي شبه الإقليمى لمؤتمر الأطراف الثانى والعشرين لتغير المناخ، الذى يعقد فى جامعة الدول العربية خلال الفترة من 3-5 أكتوبر 2016، حول المساهمات المحددة وطنياً والتمويل الخاص بالمناخ، بحضور ومشاركة ممثلين من وزارات البيئة والزراعة والمياه فى عدد من الدول العربية، بالإضافة إلى صندوق المناخ الأخضر ومرفق البيئة العالمى والمسؤولين المحليين، علاوة على كبار المسؤولين في منظمة الفاو.
وقالت "الفاو" فى بيان لها اليوم، إن انعقاد الاجتماع جاء بتنظيم مشترك بين كل من حكومة جمهورية مصر العربية، وجامعة الدول العربية، وبدعم من قبل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، وهو الثانى ضمن سلسلة من الحوارات الإقليمية التي ترعاها منظمة الفاو حول المساهمات الوطنية المزمعة ذات الصلة بالزراعة، والتمويل الخاص بالمناخ.
قال ولد أحمد في كلمته: "إن التصدى للتحديات الهائلة الناشئة عن التغير المناخى يتطلب تطبيق خطة إصلاحية متكاملة للتأكد من وضع قضايا المياه والزراعة، بشكل جاد، على طريق الاستدامة، والتكيف مع الآثار المحتملة للتغير المناخى، مشيراً إلى أن هناك مجال واسع للتعاون الإقليمى فى مواجهة التغير المناخى، وأن منظمة الفاو ملتزمة بالمساهمة في دعم تطبيق التوصيات التي يتم التوصل إليها خلال هذا الاجتماع، بالتعاون مع جامعة الدول العربية.
ومن جانبه قال السفير جمال جاب الله، مدير إدارة البيئة والاسكان والموارد المائية والتنمية المستدامة بجامعة الدول العربية:"اجتماع اليوم هو فرصة للتعرف على ما استجد في موضوع المساهمات الطوعية للدول مع التركيز على المكون الزراعي، وكذا على فرص التمويل المتاحة حالياً ومستقبلياً وكيفية استعداد الدول العربية للوصول إلى تمويل برامج التكيف والتخفيف في قطاع الزراعة بشكل يحقق النمو المنشود ويساهم في نفس الوقت في الحد من التغيرات المناخية بما يحقق العدالة المناخية".
وأعرب جاب الله عن أمنياته أن يخلص الاجتماع إلى وضع تصور إقليمي لفرص التعاون قي آليات الوصول إلى صناديق المناخ من خلال مشاريع إقليمية منسجمة مع أولويات الدول بالتعاون مع الفاو وشركائها.
كما ألقت السيدة ياسمين فؤاد كلمة وزارة البيئة فقالت:" إن التهديدات التي بدأت تظهر بوادرها على الدول العربية، وتعاني منها مصر بشكل واضح، تم رصدها وتوثيقها في العديد من التقارير الدولية والإقليمية والوطنية، والتي تجمع على أن نماذج التدوير المناخية العالمية تؤكد أن درجات الحرارة في المنطقة العربية ظلت ترتفع خلال السنوات الثلاثين الماضية بوتيرة تزيد 50% عن المتوسطات العالمية".
وأضافت السيدة فؤاد:" الكوارث الناجمة عن تغير المناخ في العالم العربي كبدته خسائر مباشرة بلغت 11.5 مليار دولار رغم أن هذه التقديرات منخفضة لأن الخسائر التي تم الإبلاغ عنها تغطي 17% فقط من الكوارث، كما يجدر الإشارة إلى أن 30% من الفاكهة والمحاصيل والمواشي التي نشأت أصلاً في المنطقة العربية مهددة بالفناء بسبب ارتفاع الحرارة، كما أنه من المرجح أن يؤدي تغير المناخ إلى تقليص المياه بنسبة 10% مما يزيد الضغوط على نقص المياه في المنطقة العربية".
الجدير بالذكر أنه في 12 ديسمبر 2015، توصلت 195 دولة إلى اتفاق تاريخي من خلال مصادقتها على "اتفاق باريس" بموجب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، والذي يمكن اعتباره أول اتفاق عالمي بشأن تغير المناخ، مما شكل انجازا كبيرا بعد عقود طويلة من المفاوضات السياسية الشاقة، ويترقب العالم انعقاد الدورة الثانية والعشرين في مراكش بالمغرب حيث سيتم وضع خطة العمل التنفيذية لهذا الاتفاق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة