تكشف مجموعة من الدلائل عن ارتباط واضح بين جماعة الإخوان ومجموعات العنف التى نشطت خلال الأشهر الأخيرة، وأعلنت واحدة منها أمس السبت، مسئوليتها عن عملية اغتيال العميد عادل رجائى قائد، إحدى فرق المدرعات بالقوات المسلحة، لاسيما أن الجماعة أو أى من قياديها أو المحسوبين عليها لم تهتم بإدانة الحادث منذ وقوعه صباح اليوم وحتى الآن.
ووفقا لخبراء تحدثوا لـ"اليوم السابع" فإن هناك اعتقادا واسعا بأن هذه الحركات المسلحة هى امتداد وتطوير لمجموعات العمل النوعى التى تم تشكيلها داخل الجماعة، وينسب تأسيسها لمحمد كمال عضو مكتب الإرشاد الذى قتل مطلع الشهر الجارى فى تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن، بحسب بيان صادر عن وزارة الداخلية
لواء الثورة:
عبر حسابها على شبكة التواصل الاجتماعى "تويتر" أعلنت الحركة تبنيها لاغتيال العميد عادل رجائى، بعبارات مقتضبة للغاية، قبل أن تصدر بيان تفصيلى فى وقت لاحق اعتبرت أن العملية كانت تهدف للقصاص من أجل محمد كمال القيادى الإخوانى.
كانت شبكة تويتر تدخلت عقب البيان الأول وأغلقت حساب الحركة باعتباره محرضا على العنف ومخالفا لمعايير النشر فى الشبكة، لكن الحركة أنشأت حسابا جديدا أعادت فيه نشر نفس التدوينة السابقة، التى تبنت خلالها الحادث، لكنها سبقتها بتدوينة أخرى تضمنت آية قرآنية، تشير إلى أن العملية لها دوافع انتقامية "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ"
كيف ارتبطت الحركة بمحمد كمال؟
بالنظر إلى الآية القرآنية التى نشرتها الحركة، فإنها كانت قد نشرت بيانا فى وقت سابق من الشهر الجارى، هددت خلاله بتنفيذ عمليات عنف للرد على مقتل محمد كمال عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان الإرهابية، وقال :"إننا لرادوها الصاع بعشرة.. وإنا لأتوكم بحول الله من فوقكم ومن أسفل منكم " مشيرًا إلى أنهم يحتفظوا بالتوقيت المناسب للرد، وتابع:"نقسم بالله غير حانثين أنها لن تمر وإن غدا لناظره قريب"
واعتبر البيان، أن محمد كمال قد ألزم شباب الإخوان الحجة، و"لم يبقى عذرا لقاعد" بحسب تعبيرهم، فى إشارة إلى جهود القيادى الإخوانى فى تشكيل ما يسمى باللجان النوعية.
ووفقا للبيان السابق، فإن "لواء الثورة" تعد هى الحركة الوحيدة فى العالم الإسلامى التى هددت صراحة بالانتقام لمقتل محمد كمال، وهو أمرا لم تفعله بشكل رسمى أى من الجبهات المتصارعة داخل جماعة الإخوان نفسها، ومن ثم فإن هذا البيان اعتبر بمثابة دليل واضح على علاقة بين "لواء الثورة " والإخوان وتحديدا جبهة محمد كمال.
قبل هذا كانت الحركة، قد نفذت عملية واحدة وهى استهداف كمين شرطة العجيزى بالمنوفية، الذى أسفر استشهاد فردى أمن وإصابة 4، ووثقته الحركة بمقطع فيديو أعلنت فيه ظهورها للعلن.
علاقتها بحسم:
عقب ساعات من إعلان "لواء الثورة" مسئوليتها عن اغتيال العميد عادل رجائى، بثت حركة "حسم " عبر موقعها الإلكترونى مقطع فيديو مدته حوالى دقيقة ونصف، تضمن مشاهد من أحداث فض اعتصام رابعة العدوية ومحاكمات لعدد من فتيات الجماعة، على خلفية أناشيد جهادية ثم كلمة "قريبا" بخط كبير، وهو أمر يشير إلى أن الحركة تستعد هى الأخرى لتنفيذ عمليات عنف والإعلان عنها.
قبل ذلك كانت العلاقة بين الطرفين، قد تأكدت فى أغسطس 2016، عندما أقدمت حركة "حسم" كانت تتمتع فى هذا التوقيت بقدر عالى من الشهرة بسبب محاولتها الفاشلة لاغتيال الدكتور على جمعة، على إصدار بيان تبارك فيه تدشين حركة "لواء الثورة" وأول عملياتها، وهو أسلوب سبق أن اتبعته جماعة أنصار بيت المقدس، عندما أعلنت فى يناير 2014، عن عملية نفذتها جماعة "أجناد مصر" ونسبت إليها بالخطأ، واعتبر وقتها أن الهدف من البيان هو الإعلان عن الحركة الأخيرة، وكذلك فإن "حسم" أرادت أن تستغل ما توفر لديها من شهرة للإعلان عن ظهور "لواء الثورة".
اللجان النوعية
ماسبق لا يمكن النظر إليه بمعزل عن اعترافات صدرت عن قيادات إخوانية داخل مصر وخارجها، بأن الجماعة نفذت بالفعل عمليات عنف عبر لجان نوعية، ومن أمثلة ذلك ما أدلى به محمود غزلان عضو مكتب الإرشاد أثناء التحقيق معه فى نيابة أمن الدولة، أو ما قاله أشرف عبد الغفار عضو مجلس شورى الإخوان المقيم فى تركيا، عبر مداخلات هاتفية أكد فيها أن اللجان النوعية استهدفت المصالح الحكومية وأبراج الكهرباء وبعض المصالح التى تؤثر على حياة المواطنين.
من جانبه قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن كل من حركتى "لواء الثورة" و"حسم" مرتبطين بالإخوان ارتباطا وثيقا خاصة جناح محمد كمال، هي خلايا صغيرة نشطة وسرية ومدربة تدريب جيد .
وأضاف الباحث الإسلامى، لـ"اليوم السابع" أن هناك توزيع للأدوار والاختصاصات بينهم فحركة حسم، وهي اختصار لحركة سواعد مصر تختص باستهداف رجال الشرطة ورموز الدولة من قضاة ودعاة.
وتابع الباحث الإسلامى، أن حركة لواء الثورة تختص باستهداف منشأت وكمائن وشخصيات القوات المسلحة، وهو ما يؤكد وجود تنسيق بين تلك الخلايا بعضها البعض، وجميعا يتلقى الأوامر والخطط والتمويل من مصدر واحد، ولا تزال قيادات الجماعة فى تركيا هي المشتبه به الأساسى وراء تحريك وتمويل وتوجيه تلك المجموعات.
من ناحيته، قال أحمد بان الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية، إنه يعتقد أن هذه الحركات ليست جزءا من مجموعات العمل النوعى، وإنما تعبر عن رد فعل عشوائية وغير منظمة تضم خليطا من عناصر إخوانية وأخرى جهادية، مشيرا إلى أن اللجان النوعية تخضع للإطار التنظيمى لجماعة الإخوان، وهناك مسئول لها فى كل محافظة، وتحرص طوال الوقت على عدم الإعلان عن أعمالها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة