ـ مسئولو ولاية "لويزيانا" عن الطلب الروسى: نرحب به فى أى عام آخر.. لكن حاليا "لدينا فيضانات"
تزايدت حدة الخلافات بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا خلال الأسابيع القليلة الماضية، ووصلت ذروتها بعدما انتقلت من ملف الأزمة السورية، إلى الحملات الانتخابية بين المرشحين الجمهورى دونالد ترامب، والديمقراطية هيلارى كلينتون، بعدما اتهمت الأخيرة روسيا بالوقوف وراء تسريب رسائل بريدها الالكترونى، الأمر الذى ردت عليه موسكو بالتقدم بطلب رسمى لمراقبة الانتخابات المقرر إجراؤها 8 نوفمبر المقبل.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" فى تقرير لها السبت، إن روسيا طالبت إرسال مراقبين للولايات المتحدة الأمريكية لمتابعة العملية الانتخابية، مشيرة إلى أن الطلب كان يتعلق بإيفاد مراقبين روس فى 3 ولايات على الأقل، وأنه قوبل بالرفض.
وبرغم سماح الولايات المتحدة للمراقبين الأجانب بمتابعة الانتخابات الرئاسية من قبل، إلا أن الطلب الروسى لم يلقى القبول، فى الوقت الذى تتهم فيه واشنطن الكرملين بمحاولة التدخل فى سباق الرئاسة والعملية الانتخابية والوقوف وراء عمليات القرصنة التى استهدفت الحزب الديمقراطى ومرشحته هيلارى كلينتون.
وقال مسئولون فى ولايات تكساس وأوكلاهوما ولويزيانا إنهم تلقوا طلبات من السلطات الروسية، عبر القنصل العام لروسيا، ألكسندر كازاروف، فى أغسطس الماضى، والذى طلب تواجد مسئول قنصلى"فى أحد مراكز الاقتراع فى أوكلاهوما بهدف دراسة الخبرة الأمريكية فى تنظيم عملية التصويت".
ورفض مسئولو أوكلاهوما وتكساس الطلبات، بناء على قوانين الولايتين التى تحظر تواجد أى شخص فى الأماكن التى يدلى فيها الناخبون بأصواتهم باستثناء المسئولين عن الانتخابات والناخبين، بينما قال نظرائهم فى لويزيانا أنهم مستعدين لمثل هذا الطلب خلال أى سنة أخرى، بسبب ما تعانيه الولاية من آثار الفيضانات الذى دمر الكثير من المرافق.
من جانبها، أعلنت السفارة الروسية لدى واشنطن، بحسب بيان نقلته قناة روسيا اليوم، إن السلطات الأمريكية أبلغتها باحتمال وجود تهديدات بملاحقات جنائية حال حضور دبلوماسيين روس فى مراكز الاقتراع أثناء الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وكانت تسريبات البريد الالكترونى للمرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون، هى أولى حلقات التراشق بين موسكو وواشنطن فيما يتعلق بالانتخابات الأمريكية، حيث اتهمت حملة كلينتون روسيا بالوقوف وراء تلك التسريبات، وشن أعضاء الحملة هجوما حادا على الحكومة الروسية، وموقع ويكيليكس الذى نشر تلك الرسائل، ومن بينها خطابات لكلينتون أثناء توليها وزارة الخارجية الأمريكية، تحدثت خلالها عن دعم وتمويل السعودية وقطر وغيرها من الدول لتنظيم داعش، برغم من تعاونها مع تلك الدول فى العلن.
وتشير تقديرات المراقبين إلى احتدام التراشق بين موسكو وواشنطن، خاصة مع انطلاق الانتخابات الأمريكية وقد تصل الخلافات ذروتها مع قدوم رئيس جديد فى البيت الأبيض، حيث حذر مسئولين أمنيين وقيادات استخباراتيه فى الولايات المتحدة الأمريكية من احتمال استخدام قراصنة روس لوثائق مزورة فى محاولة إثبات تزوير انتخابات الرئاسة بالولايات المتحدة.
وقالت مجلة "تايم" فى تقرير لها أمس إن الأمن الالكترونى المحيط بنظام الانتخابات الأمريكية كان محل تركيز خلال الموسم الانتخابى الجارى، لاسيما منذ أن وجد قراصنة روس طريقهم إلى شبكة الحزب الديمقراطى وقواعد الناخبين وحصول ويكيليكس على رسائل بريد الكترونى تخص المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون ونشرها.
وبحسب ما أفادت به وكالة رويترز، فإن المسئولين الأمريكيين الذين رفضوا الكشف عن هويتهم، قالوا إن القراصنة التابعين لوكالات الاستخبارات الروسية يمكن أن ينتجوا وثائق مزورة، تظهر مؤشرات على تزوير الانتخابات، وتقوم بنشرها على الانترنت بهدف خلق تصور عام عن وجود تلاعب واسع فى الانتخابات.
وأوضحوا أنه فى حين أنه لا يوجد دليل على هذا الأمر، فقد تم تحذير السلطات المحلية فى الولايات أن تكون مستعدة لاتخاذ الاحتياطات ضد محاولات القرصنة.
وكان موقع "ويكيليكس" قد فاجئ المعسكر الديمقراطى قبل يومين بتسريب دفعة من رسائل البريد الالكترونى الخاصة بالرئيس الأمريكى باراك أوباما، وذلك بعدما أزاح الستار عن آلاف الرسائل الخاصة بالمشرحة الديمقراطية هيلارى كلينتون.
وكشفت الرسائل الأخيرة التى تم تسريبها عن البريد الإلكترونى الذى كان يستخدمه أوباما عام 2008، وقتما كان مرشحا للبيت الأبيض، عن رسالة بتاريخ 30 أكتوبر 2008 بين أوباما وجون بودستا مدير حملة هيلارى كلينتون الحالى، وكانت تضم مناقشات تتعلق بخطط أوباما الاقتصادية، وكيفية إجراء تحولات اقتصادية فى فترة ولايته التى بدأت يناير 2009.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة