شاب فى بداية العشرين من عمره، قرر مثل غيره من العديد من الشباب الاعتماد على نفسه ومساعدة أسرته فى النفقات وتوفير الاحتياجات اليومية خاصة مع ارتفاع الأسعار التى أثرت بشكل سلبى على الطبقة التى ينتمى إليها، وكان الطريق الأيسر له العمل كسائق توك توك بالمنطقة التى يقيم بها التابعة لمدينة البدرشين بالجيزة.
"فوزى" خرج كعادته اليومية باحثا عن رزقه، متمنيا فى قرارة نفسه أن يقوم بتوصيل عدد كاف من الزبائن، حتى ينجح فى تحصيل المبلغ المالى من الوردية اليومية لعمله كسائق توك توك، بدأ عمله بتوصيل عدد من السيدات والطلاب، وبمنتصف النهار وخلال تجوله بالتوك توك باحثا عن طالب يستوقفه لتوصيله إلى مسكنه أو موظف عائد من عمله فوجىء بشابين تتقارب أعمارهما من الثلاثين يستوقفانه، وطلبا منه توصيلهما إلى قرية دهشور.
استجاب السائق لهما، واستقلا بصحبته التوك توك، وخلال سيره متوجها إلى حيث طلبا منه توصيلهما، وبطريق يجاوره ترعة المريوطية، فوجئ بأحد الشابين يطلب منه التوقف لإصابته بحالة إعياء شديدة، وفور توقفه انقض عليه الشابان فقيدا حركته ثم اعتديا عليه بالضرب وكتما أنفاسه حتى فارق الحياة.
قرر الشابان التخلص من الجثة لإخفاء معالم الجريمة، ففتشا ملابسه واستوليا على هاتفه المحمول، ثم ألقياه بترعة المريوطية المجاورة لمسرح الجريمة، واستوليا على التوك توك ولاذا بالفرار بعد أن تأكدا عدم تركهما أى دليل يقود أجهزة الأمن إلى هويتهما.
مرت 9 أيام حتى طفت الجثة فوق سطح المياه، وبدأت رائحة تعفنها تنبعث بالمكان، حتى شاهدها صياد تصادف تواجده بالمكان فأبلغ مركز شرطة البدرشين.
صالح عبد التواب والد الضحية تحدث لليوم السابع فقال إن نجله المجنى عليه "فوزى" يبلغ من العمر 21 عاما، طب منه شراء توك توك له للعمل عليه مثل أصدقائه لتوفير نفقاته والاعتماد على نفسه، حيث أن القرية التى يقيمون بها تنتشر بها حركة التوك توك بشكل كبير، فاستجاب له واشترى له التوك توك منذ 7 أشهر وبدأ العمل عليه بالقرية والقرى المجاورة.
وأضاف والد الضحية أن نجله كان يخرج صباح كل يوم ويعود الساعة السادسة مساءا بعد انتهاء عمله، حتى جاء اليوم الذى شهد اختفائه، خرج كعادته بالتوك توك للعمل إلا أنه تأخر عن موعد عودته، حاول الإتصال عليه للاطمئنان، إلا أنه فوجئ أن هاتفه المحمول مغلق، مما دفعه وباقى أبنائه للبحث عنه لدى أصدقائه وأقاربه، وبالموقف الخاص بالقرية، حتى انتهت كافة محاولات بحثهم بالفشل.
وتابع والد المجنى عليه حديثه قائلا إنه توجه لمركز شرطة البدرشين وحرر محضرا بغياب نجله، ولم يتهم أحدا بالمسئولية عن اختفائه، حيث لا تربطه أى علاقات عدائية مع اخرين بالقرية أو خارجها، وبعد مرور 9 أيام على إختفاء نجله حضر صياد من ابناء القرية وذكر أنه شاهد جثة ملقاة بترعة المريوطية، وتبين عقب ذلك أنها جثة المجنى عليه.
مصدر أمنى بمديرية أمن الجيزة ذكر أن تحريات الرائد هانى إسماعيل رئيس مباحث مركز شرطة البدرشين توصلت إلى هوية مرتكبى الجريمة، بعد تتبع الهاتف المحمول الخاص بالمجنى عليه والذى استولى عليه المتهمان، وتبين أن مرتكبى الحادث هما "أحمد.خ.ع" 31 سنة عاطل مقيم بمحافظة الفيوم سبق إتهامه فى 12 قضية و"عبدالرحمن.ع.م" 30 سنة عاطل سبق إتهامه فى قضية سرقة.
وبإعداد عدة أكمنة للمتهمين بإشراف العقيد إيهاب شلبى مفتش المباحث الجنائية تم القبض على المتهم الأول الذى سرد تفاصيل ارتكابه الجريمة بالاشتراك مع صديقه المتهم الثانى الهارب، وذكر فى اعترافاته أنه باع التوك توك المسروق لميكانيكى يدعى "خيرى.م" مقيم بمنطقة الصف مقابل مبلغ 4 آلاف جنيه، وذكر أن الميكانيكى يعلم أن التوك توك مسروق.
وبإعداد كمين للميكانيكى تمكن رجال المباحث من القبض عليه، واعترف بمعرفته أن التوك توك من متحصلات السرقة، إلا أنه نفى علمه بجريمة القتل، وأرشد عن مكان إخفائه التوك توك، فحرر محضر بالواقعة وأخطر اللواء هشام العراقى مدير أمن الجيزة واللواء خالد شلبى مدير الإدارة العامة للمباحث وأمرت النيابة بحبس المتهمين على ذمة التحقيق، وسرعة ضبط المتهم الهارب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة