بالتزامن مع معارك تحرير مدينة الموصل العراقية من قبضة داعش، والتى يشارك فيها الجيش العراقى مدعوماً بقوات البشمركة، وطائرات التحالف الدولى، بدأت عناصر التنظيم الإرهابى فى الفرار إلى سوريا، وسط تحذيرات روسية من احتمالات استعادة قوة الفرع السورى للتنظيم.
وقالت تقارير إعلامية إن أكثر من 25 عائلة تابعة لمسلحو التنظيم وصلت إلى مدينة "مركدة" فى الريف الجنوبى لمحافظة الحسكة السورية بالفعل، موضحة أن رحلة اجتيازهم الحدود العراقية ـ السورية، رافقها مسلحون من "داعش" لتأمين وصولهم، وأن ذلك تم قبل ساعات من انطلاق العمليات العسكرية فى الموصل.
وكشفت التقارير عن تدشين "داعش" شبكة أنفاق كبيرة تسمح بتحرك دراجات نارية، وتربط ضواحى مدينة الحمدانية جنوب شرق الموصل، إلى نقاط قريبة من الحدود العراقية ـ السورية.
فى السياق نفسه، ذكرت صحيفة "صن" البريطانية، أن الآلية التى تتحرك بها القوات العراقية فى معارك تحرير الموصل، تسمح بوجود ممرات آمنة تقود عناصر التنظيم إلى سوريا. واقتبست الصحيفة تصريح منسوب إلى رائد بالقوات العراقية الخاصة، سبق نشره فى صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قال فيه : "سوف نسعى لإعطائهم (داعش) الفرصة للهرب إلى سوريا".
وبحسب تقرير "صن" ، تتقدم القوات العراقية من جنوب وشرق وشمال الموصل، فيما يظل الظهير الغربى مفتوحاً، ولا يشكل أى تهديد على عناصر التنظيم حال فرارهم إلى سوريا.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية، وقيادة العمليات المشتركة، يحيى رسول، قوله : "على الرغم من ترك الجانب الغربى مفتوحًا، فإنه ذلك لا يعنى أنه سيكون ممرًا آمنًأ لهروب عناصر داعش وإذا فعلنا ذلك، سوف تصبح هذه المنطقة مجال قتال بحيث نستهدفهم بطائراتنا".
وفى الوقت الذى ارتفعت فيه قائمة البلدان والقرى التى تم تحريرها فى مدينة الموصل العراقية، إلى 20 قرية ، ذكر شهود عيان أنهم شاهدوا 6 حافلات ممتلئة بعناصر داعش بينهم نساء وأطفال، تغادر الموصل فى طريقها إلى الحدود السورية، بخلاف من غادروا بالفعل قبل انطلاق العمليات.
وبحسب ما كشفته مصادر عراقية لموقع "روسيا اليوم"، فإن التنظيم الإرهابى أصدر أوامر لمقاتليه الجرحى بالفرار إلى مدينة الرقة السورية، موضحة أن التنظيم أفرج عن بعض المحتجزين لديه ممن تم اعتقالهم لأسباب بسيطة مثل عدم إطلاق اللحية أو التدخين أو ارتداء ملابس غير مسموح بها، قبل انطلاق العمليات.
بدورها، أبدت كتائب "الحشد الشعبى" العراقية، اندهاشها فى بيان لها أمس من عدم استهداف عناصر داعش التى فرت إلى سوريا من قبل طائرات التحالف الدولى، وقال أمين عام الحركة المسيحية "كتائب بابليون" المنضمة إلى كتائب الحشد: "تنظيم داعش يعانى حاليا من الإرتباك داخل الموصل، والقوات الأمنية حصلت على معلومات كبيرة من أهالى المدينة تتعلق بأماكن تواجد المسلحين"، مشيراً إلى وجود تساهل فى فرار عناصر التنظيم من جانب طائرات التحالف.
وفى موسكو، حذر وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، من مغادرة عناصر داعش إلى سوريا، قائلاً فى مؤتمر صحفى اليوم الثلاثاء : "كلنا مهتمون بإلحاق الهزيمة بداعش.. لكن هناك مخاوف من انتقال مقاتلى التنظيم من الموصل إلى سوريا، والممر الذى مازال قائماً يشكل خطراً فى هذا الشأن ونحن بالطبع سنقيم الوضع ونتخذ القرارات ذات الطابع السياسي والعسكري على حد سواء " .
وانطلقت معركة تحرير مدينة الموصل العراقية ، فى الساعات الأولى من صباح الاثنين، فى عملية عسكرية هى الأكبر حتى الآن ضد تنظيم داعش فى العراق. وأسفرت العمليات التى تشارك فيها قوات الجيش العراقى، قوات البشمركة، وطائرات التحالف الدولى، حتى الآن عن تحرير ما يزيد على 20 بؤرة من قرى وأحياء المدينة التى كانت خاضعة لسيطرة داعش منذ منتصف عام 2014.
خريطة توضح خطة القضاء على داعش ضمن معركة تحرير الموصل
تقرير صحيفة الصن البريطانية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة